أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احسان جواد كاظم - العقل الباطن والخوف من المجهول الميتافيزيقي














المزيد.....

العقل الباطن والخوف من المجهول الميتافيزيقي


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 21:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لست ممن يؤمن بالروحانيات, ولم اكن مهتماً يوماً بالتحليل النفسي للظواهر الفردية والاجتماعية وليست لدي فكرة عنها بقدر ما اطلعت عليه اثناء دراستي للصحافة وتأثيراتها النفسية على الجماهير في لحظة معينة من التاريخ.
الذي جذب انتباهي وجعلني أثير هذه المسألة, حدث مأساوي حدث لأحد اقرب الاصدقاء, كان له تأثيره عليّ وعلي عائلتي واصدقائي من معارف هذا الصديق. فقد فقدنا في غفلة من الزمن صديقاً وفياً صدوقاً, انسان بمعنى الكلمة, هو العزيز بيرج زاكاريان, الارمني البغدادي الجميل, حيث داهمته سكتة قلبية وهو الذي لم ينه بعد ربيعه الخمسيني.
الذي دفعني للكتابة هو انعكاسات الحدث على العقل الباطن. فربما صدمتي البالغة بموت صديق عزيز كان بمثابة اخ, امراً مفهوماً, لكن رد الفعل الباطني للآخرين من افراد عائلتي واصدقائي الذين لم يكن لديهم صلة مباشرة بالفقيد وخبر الوفاة, لا اعرف له تفسيراً.
فقد حدث في اليوم التالي لورود خبر الوفاة ان التقيت مع صديق مشترك للفقيد للتذاكر والتأسي على وفاة صديقنا الحبيب المفاجئة, وتذكر سجاياه واخباره وقفشاته الكثيرة التي استدعت عندنا الضحك احياناً رغم حزننا الممض على فقدانه.
وبينما نحن قابعين في طمأنينة الذكرى, تحرك الحس الباطن للمقربين منا والخشية الكامنة من فقدان حبيب, لمجرد تأخرنا في العودة الى دفء العش العائلي, رغم عدم وجود مبررات حقيقية للخوف. فقد توالت الاتصالات بي من زوجتي للاستفسار عن حالي ومكان تواجدي ثم بعد فترة من ابني للأطمئنان عليّ, ثم من اختي التي كنت وقتها مع زوجها, صديق الفقيد, بعد ان تمشيناً وقتاً طويلاً, على تليفون البيت للسؤال على سلامته, وهو مالم يحدث يوماً ان اطمأنت يوماً على نسيبي وهو بين يدي. ثم اتصال غير متوقع من صديق آخر, له علم بوفاة الفقيد, استفسر عن سبب اتصالي به, رغم ان موبايلي كان راقداً في جيبي الداخلي عند القلب هامداً ساكناً دون حراك, لم ألاعب ازراره ابداً, وخشيته من حدوث طاريء لي, وسألني ان كنت احتاج لأن يأتيني بسيارته.
ما حدث جعلني افكر , هل نحن وصلنا من العمر عتياً, على حد تعبير الصديقة الشاعرة وفاء الربيعي, لكي يثير ادنى تأخر في العودة الى البيت, حتى ولو لهنيهة من الزمن, خشية الاهل والاحبة من فقداننا المفاجيء في صدفة سخيفة ؟ , رغم صحتنا التي لازالت زي البمب وقلبنا الاخضر الذي يخفق عند رؤية كل قوام مياس وخد اسيل ام انه هاجس الموت الذي يأتي بدون ميعاد, والذي يقض مضاجع البعض, والذي لا يوفر احداً ؟
المؤكد ان فقداننا المفاجيء لصديق اصيل, ايقظ لدينا ولدى احبتنا مشاعر الحيطة من عوادي الزمن التي ليس لها مرد.
شخصياً, اعيش حياتي ملأ كأسها, ولا اخشى اقتراب قابض الارواح, ان كان له وجود, رغم مسحة الأسى التي تسكن قلبي من فقدان حبيب كما خالد الذكر بيرج زاكاريان.
ذهب وترك خلفه شذى طيبته وصدى موسيقاه الرقيقة. وداعاً ايها العراقي البعيد !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكينهم الواقف في شارع المتنبي
- في الأول من آيار - - العقب الحديدية - وطبقتنا العاملة
- من هو الأوّلى بالطرد من جامعة القادسية ؟
- - ليش تتكلم يا بومة, دائمي ضد الحكومة ؟-*
- معضلة برلمانية عصية على الحل
- فوضى السلاح وذيولها
- في احتفالية الشيوعيين العراقيين - فراشات فرح ليست دون مشاغبة ...
- دروس من - مفتش غوغول العام - لذوي الشأن !
- في يوم المرأة العالمي - عيدية للمرأة ام للرجل ؟!
- مغالطات من مستنقع - دواعش السياسة - الآسن !
- سوالفهم المكّسرة *
- دودة الداعشية الكامنة في السيكولوجيا - العراق مثالاً !
- دار السيد ما مأمونة !َ
- شيطنة عيد الحب... لماذا ؟
- التوزير, غنيمة ام مسؤولية ؟
- الحراك الشعبي... بين العلّة وأُس البلاء - وجهة نظر
- حكومة اقليم كردستان العراق - تخبط سياسي !
- في موصل نينوى, يتلفت الرعب مذعوراً !
- لقطات عراقية ساخرة
- غيرة ملثمة واخرى معفرة بغبار المعارك


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احسان جواد كاظم - العقل الباطن والخوف من المجهول الميتافيزيقي