الاحتياجات التنموية للشباب واستثمار الفرصة السكانية فى مصر (دراسة اجتماعية أنثروبولوجية بمحافظة بنى سويف )

محمود محمد رياض عبدالعال

الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 05:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الاحتياجات التنموية للشباب واستثمار الفرصة السكانية فى مصر
(دراسة اجتماعية أنثروبولوجية بمحافظة بنى سويف )
ان التغيير الجارى فى السكان حاليا فى مصر يتسم بارتفاع حجم السكان فى سن العمل والانتاج مقابل تراجع حجم الفئات العمرية المعاله(الاطفال وكبار السن) ، وان هذه الدينامية في السكان ستؤدى الى تغيير ديموغرافى جديد وطبقا لتعريف الامم المتحدة يشترط فى وجود ظاهرة الفرصة السكانية بان تقل نسبة السكان دون سن 15عاما عن 30%من اجمالى السكان ولاتزيد نسبة كبار السن عن 65فاكثر عن 15%من اجمالى السكان.
وان هذا التغيير قد تنتج عنه فرصة سانحه للتنمية فيما اذا تم بناء القدرات البشرية وتنميتها على التفاعل بين كفاءتها على مستوى التعليم والمهارات ومابين ماتتطلبة عملية النمو الاقتصادى والتنمية بشكل عام .
ولذا فان إدماج المتغييرات الكمية والنوعية للسكان فى العملية التنموية يمثل عنصرا هاما واساسيا ومؤثرا فى تحقيق الاهداف الاساسية للتنمية ، اذا أدت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية التي شهدها العالم خلال العقود الماضية الى تحول منهج وطرق الارتباط بين السكان والتنمية فى ضوء تحليل العلاقات المتبادله والمتشابكه بينهما .
وقد اكد الجهاز المركزى للتعبئة العامه والاحصاء ان المجتمع المصرى مجتمعا فتيا ، حيث تشكل الفئة العمرية أقل من 15 سنة ثلث السكان بنسبة 31.3% ونسبة السكان من كبار السن 65سنه فاكثر نسبة 4.3% ، وبمناسبة اليوم العالمى للشباب صدر بيانا صحفيا عن الجهاز اكد فيه ان نسبة الشباب فى الفئة العمرية من (18-29) سنه وصلت الى 23.7% من السكان اى حوالى 20مليون نسمه ، وان نسبة الشباب فى قوة العمل بلغت 53% من اجمالى قوة العمل فى مصر، وان العاملين بعمل دائم بلغت 44.9%كما بلغت نسبة العاملين بعقود مؤقته 35%وعدد العاطلين بلغت نسبتهم 29%.
واشار المهندس/ محمد فراج عامر عضو مجلس النواب الى ان مصر تملك استثمارا بشريا واعدا مشيرا الى ان نسبة الشباب فى مصر 69%وستجاوز 74% فى السنوات العشر المقبله ، ومن هنا يلاحظ الباحث اهمية التعرف على الاحتياجات التنموية للشباب لان عملية تقدير الاحتياجات عملية اساسية ونقطة الانطلاق فى التخطيط للتنمية ؛ اذ ان التنمية تبدأ استجابة لوجود احتياجات غير مشبعه لدى افراد المجتمع او فئة منه ويتطلب ذلك اللجوء الى افراد المجتمع او هذه الفئة منه لترتيب احتياجاتهم غير المشبعه حسب اولوياتهم .

مشكلة الدراسة :-
تتمثل مشكلة الدراسة فى ان (بلوغ نسبة السكان في سن العمل فى مصر النسبة الاعلي من اجمالى عدد السكان ) يمثل تحديدا تنمويا كبيرا يتطلب اعتماد سياسات واليات تنموية ذات رؤى مستقله تهدف الى الموازنه بين مايترتب من تغيرات على نمو وتركيب وتوزيع السكان من ناحية وبين الاحتياجات المختلفه للشباب و القدرة على تلبيتها وتحقيقها من ناحية اخرى بمحافظة بنى سويف حيث بلغت نسبة الشباب بها في تعداد 2006 59.45%.
ومشكلة البحث تدور حول فرضية رئيسية هي : أن زيادة عدد السكان في سن العمل يمثل فرصة سكانية وتنموية معا .
وقبل الخوض فى اجراءات الدراسة هناك عده اسباب تجعل الاهتمام بالدراسة امرا لابد منه هي:
1- يتسم الاتجاه العام للنمو السكان فى محافظته بنى سويف بالتزايد المستمر من فترات لاخرى فقد تضاعف عدد السكان بها مرة ونصف المره على مدار سته واربعين عاما اعوام (1960-2006) ، وقد اختلفت معدلات الزياده السكانية من فترة لاخرى نتيجة العوامل المؤشرة كاختلاف معدلات المواليد والوفيات والزيادة الطبيعية والهجرة.

2- يتوقع ان يصل حجم سكان محافظة بنى سويف الى حوالى 3.8مليون نسمه عام (2031) ،وذلك فى حالة ثبات المعدل الحالى للنمو (2.1%) سنويا وخاصة مع عدم فصل اجزاء من المحافظة يقطنها سكان الى محافظات اخرى كذلك مع قبول هجرات داخلية كبيرة تحدث خللا فى مؤشرات النمو اما فى حالة ميل معدل النمو الى الانخفاض الى حوالى 1.7%سنويا تمشيا مع الانخفاض الذى بين تعدادى (1947-1960) فيتوقع ان يصل عدد السكان فى بنى سويف الى 3.5مليون نسمه ، اما فى حالة ارتفاع معدل النمو الى اقصى درجاته منذ عام 1986والذى بلغ 2.7% فيتوقع ان يصل حجم سكان بنى سويف عام 2031الى حوالى 4.5مليون نسمه .


3- تمثل فئة متوسطى السن (15-64) 59.45% من اجمالى تعداد السكان لعام 2006فى محافظة بنى سويف، وهذا يؤكد ان هذه الفئة المنتجه من السكان يقع عليها عبء العمل والانتاج ، كما يتضح ايضا اثر هذه الفئة فهى المتحكمة فى التنمية الاقتصادية نظرا لان سكانها هم الذين يساهمون فى كافة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية ويعولون فئة الصغار وكبار السن .
4- تشير احدى الدراسات الى ان دراسة الاحتياجات المجتمعية من وجهه نظر افراد المجتمع والقائمين على تقديم الخدمات يساعد على التعرف على الاهداف الممكنه لتنمية الخدمات المجتمعية ، كما تساعد صناع القرار على تحديد الخدمات اللازمه لمقابلة تلك الاحتياجات .
5- ترى دراسة اخرى ان تحديد اولويات الاحتياجات من وجهة نظر السكان له اهمية كبيرة فى العمل على تنمية وتطوير المناطق المختلفة .
اهمية الدراسة :-
1- سوف تقدم قاعدة بيانات هادفة حول الاحتياجات الاساسية والتنموية للشباب فى محافظة بنى سويف ، بالاضافة الى تقديم مؤشرات علمية معتمدة على دراسة ميدانية يمكن ان تفيد فى الوقوف على اهم اولويات الشباب فى محافظة بنى سويف من التنمية الامر الذى يساعد المخططين بها فى وضع البرامج التنموية .
2- تعد دراسة التغييرات السكانية من حيث الحجم والنوع والفئات العمرية اعتماد على سلسلة زمنية من البيانات والمعلومات ذات اهمية كبيرة فى عملية ضبط هذه التغيرات واستثمارها .
اهداف الدراسة :-
1- تهدف الدراسة الى التاكيد على ان التغييرات السكانية باتجاه الزيادات فى عدد السكان فى سن العمل تمثل فرصه تنموية يمكن ان تقود الى عملية التطور والازدهار اذا ما احسن استغلالها على اساس اعتمادها كمنهج تنموى يقوم على الموازنه بين السكان والتنمية .
2- تهدف الدراسة الى تحديد الاحتياجات التنموية للشباب فى محافظة بنى سويف وترتيب اولويات الاحتياجات هذه ومن ثم الخروج بمقترحات من شانها الارتقاء بمستوى جودة الحياه ورفع مستوى اسهام الشباب فى التنمية بانواعها المختلفة .

تساؤلات الدراسة :-
1- هل زيادة عدد السكان في سن العمل يمثل فرصة سكانية وتنموية معا ؟
2- مامفهوم الاحتياجات التنموية للشباب ؟
3- مامفهوم الفرصة السكانية ؟
4- ما اولويات الاحتياجات التنموية للشباب فى محافظة بنى سويف ؟
5- ما اهم الاحتياجات التعليمية لدى الشباب بالمحافظة ؟
6- ماواقع الخدمات الصحية والبيئة للشباب بالمحافظة واهم احتياجاتهم منها
7- ماواقع الخدمات الترفيهية بالمحافظة واحتياجات الشباب منها ؟
8- مااتجاهات النمو السكانى فى محافظة بنى سويف ؟
9- ما توقعات النمو السكانى فى محافظة بنى سويف؟
10- ما انماط الترتيب السكانى فى محافظة بنى سويف؟
11- مالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية المترتبه على النمو السكانى فى محافظة بنى سويف ؟
فرضية الدراسة :-
سوف تقوم الدراسة على فرضية موداها :
" أن زيادة عدد السكان في سن العمل يمثل فرصة سكانية وتنموية معا ".
وتنبثق فرضية اخري فرعية هي:
" ان استثمار الشباب كعنصر من عناصر الفرصة السكانية من خلال معالجة الظواهر السلبية سيؤدى الى حدوث نهضة تنموية فى محافظة بنى سويف "

نوع الدراسة :-
لغرض الوصول الى اهداف الدراسة سيتم الاعتماد على الدراسة الوصفية التحليلية عن طريق دراسة طبيعية التحولات الديموغرافية وتحليل ظاهرة الفرصة السكانية ،واهم التغييرات التى تجرى على الفئات العمرية للسكان ، ودراسة اهم اولويات الاحتياجات التنموية للشباب محافظة بنى سويف فى اطار العلاقه بين السكان والتنمية .

منهج الدراسة :-
اعتمدت الدراسة على مناهج منها :-
1- المسح الاجتماعى بالعينة
2- تحليل المضمون للوثائق والسجلات والنشرات والتقارير الاحصائية
3- المنهج الاحصائى (التعدادات السكانية والمسوح الاجتماعية )
4- المنهج الأنثروبولوجي المطور الذي يقوم علي المزاوجة بين الاسلوب الكمي والكيفي معا ، وهذا المنهج سوف يمكن الباحث من جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها باستخدام مجموعة من الادوات مثل الملاحظة بالمشاركة والمقابلة المتعمقة والاخباريين.
الادوات المستخدمة :-
1- ادارة الاستبان المقنن .
2- دليل المقابله المتعمقه .
3- الملاحظة بانواعها .
4- تحليل الوثائق والسجلات والتقارير والنشرات والمقابلات والندوات والمؤتمرات والابحاث والدراسات السابقة .
5- الاخباريين.
مجالات الدراسة :-
المجال البشرى : فئة الشباب فى محافظة بنى سويف .
المجال المكانى : محافظة بنى سويف (7مراكز).
المجال الزمنى : الفترة الزمنية التى سوف تستغرقها الدراسة من تصميم الاطار النظرى والانتهاء من جمع البيانات والتقارير النهائية .
عينة الدراسة :-
من خلال حصر العدد الكلى لمجتمع الدراسة سوف يتم سحب عينه محتمله طبقا لاحدى المعادلات الاحصائية المستحدثة فى هذا المجال .


الثبات والصدق :
وتم من خلال :-
1- صدق المحتوى.
2- صدق المحكمين .
3- مراجعة استمارات البحث.
4- الاختبار المبدئى .
المعالجات الاحصائية :-
وتم عن طريق استخدام برامج :
1- SPSSالحزم الاحصائية فى العلوم الاجتماعية .
2- ٍٍٍSPSS An ova تحليل التباين الاحادى .
3-Info graphic تحويل البيانات والمعلومات والمفاهيم المعقدة الى صور ورسوم يمكن فهمها .
الصعوبات المتوقعه للدراسة :-
- عدم وجود قواعد بيانات حقيقية .
- الحذر الشديد من جانب العاملين على البيانات الرسمية فى اعطائها
- عدم وعى بعض الشباب باهمية البحث العلمى

#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات