شيماء الحسني
الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أي فكر ذاك الذي يتم به حشو أدمغة الإرهابيين الانتحاريين الذين يقومون بتفجير أنفسهم بالأحزمة الناسفة التي يلفونها لهم حول أجسامهم قبل أن يطلقوهم إلى أهدافهم ليدمروها وليفتكوا بضحاياهم بهذا الأسلوب البربري البشع الخالي من كل معنى للرحمة التي هي من صفات كل الأديان؟ مالذي يجعل ادمغتهم قابلة للاختراق وفاقدة للقدرة على التفكير ؟ وضمائرهم ميتة إلى هذا الحد ؟ وانسانيتهم منزوعة إلى هذا الحد ؟ واستخفافهم بأرواح الآخرين إلى هذا الحد ؟ وهل هي الجنة الموعودة لهم من قبل شيوخ إلارهاب ممن كرسوا رسالتهم في الحياة لنشر ثقافة قتل وكراهية الآخر بدعوى الجهاد ونصرة الدين على أعداءه ؟ وأنه لا طريق إلى دخول الجنة غير هذا الطريق المحفوف بالدماء والتطرف والعنف ؟ هل هو اليأس من الحياة والتبري من الأحوال والظروف إلى حد فقدان الرغبة في الحياة وتفضيل الموت عليها ؟ هل هو الإحساس بالزهو بالاقدام على تنفيذ عمل بطولي خارق ليس بمقدور كل إنسان أن يفعله وليصبح الانتحار المدوي الذي يتحدث عنه الناس هو الطريق نحو إثبات الذات ودخول التاريخ كصاحب قضية وموقف ؟ هل هي ثقافة التعصب والتطرف في إظهار مشاعر الرفض للآخر إلى حد الرغبة في اجتثاثه بقتله وحرمانه من حقه في الحياة ؟ هذا الكيان الشاذ الغامض المشحون بهذه الطاقة الهائلة من الحقد والعنف والغل وكراهية الآخرين ممن يخالفونه أفكاره ومعتقداته الشاذة من منا يستطيع اختراقه والدخول إليه ليعرف إلى أي نوعية من الكائنات ينتمي ولنعرف لماذا فعل هؤلاء الإرهابيون الانتحاريون بأنفسهم وبغيرهم نحن أمام ظاهرة مدمرة وخطيرة غامضة تعيش تتحرك بيننا ولم نكتشف كل الغازها واسرارها بعد وما زالوا محسوبين علينا كبشر اسوياء !!
#شيماء_الحسني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟