أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط .... الى أين ؟؟؟















المزيد.....

ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط .... الى أين ؟؟؟


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع المحتدم في سوريا والمشرق العربي بين محوري الصراع التقليدين في المنطقة لم يزل يمر بمُتغيرات مرحلية واستراتيجية متعددة فرضتها من جهة طيبعة الصراع السياسي والعسكري القائم والتبدلات في موازين القوى الاقليمية والدولية .. وكذلك احتدام الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة وتعثر الحلول السياسية للصراع العسكري المتواصل في كل من سوريا واليمن من جهة أخرى .... وقد شاهدنا أهم هذه المُتغيرات خلال عام 2014 مع سقوط مدينة الموصل في صيف 2014 مع كامل محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين بيد تنظيم داعش أو ما يُسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام , والتي تُعتبر من أكبر وأخطر الجماعات التكفيرية المُتطرفة التي شهدتها المنطقة والتي تعود في أصولها ونشأتها كما نعلم الى تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية في أفغانستان .. وهي جماعات تلقت كافة أشكال الدعم والتمويل والتدريب والتسليح من الاستخبارات الغربية بمشاركة عملائها في السعودية وباكستان .... وقد كان حكام آل سعود على أية حال وراء هذا السقوط التآمري المروع لمدينة الموصل وبعض المحافظات العراقية بدعم ومشاركة تركية وقطرية وتواطؤ من بعض القيادات العسكرية في الموصل .. وبتخطيط وتوجيه شامل من تحالف الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ..... وهنا فليس من قبيل الصدفة أن يأتي هذا التمدد التكفيري الواسع والمفاجئ في المناطق العراقية المتاخمة لسوريا, في الوقت الذي فشلت فيه جميع محاولات التحالف الغربي والصهيوني والتركي والخليجي ولاكثر من ثلاث سنوات في اسقاط النظام السوري باستخدام جيوش من مختلف الجماعات الاخوانية والتكفيرية الهمجية المُتطرفة بقيادة جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وتنظيم داعش ..
وقد شاهدنا من جهة أخرى في سبتمبر من عام 2014 , الانقلاب الرئسي في الصراع على السلطة اليمنية الذي قادته جماعة أنصار الله وعبد الملك الحوثي في اليمن بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام ومشاركة القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدلله صالح , وذلك في مواجهة حزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني وقوات الفرقة المدرعة الاولى بقيادة علي محسن الاحمر والرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي بدعم سعودي شامل ... لتندلع بعد ذلك حرب الابادة المُدمرة على اليمن والشعب اليمني بقيادة تحالف أل سعود الذي شاركت فيه بكل همجية مجموعة من الدول الخليجية والرجعية العربية التي تلقت كافة أنواع الاسلحة والدعم والتوجيه من منظومة الغرب بقيادة الولايات المُتحدة . لتدخل هذه الحرب الاجرامية عامها الثالث دون أي أفق لنهايتها في المدى المنظور, رغم كل الدعم الذي يُقدمه الغرب والولايات المُتحدة للتحالف السعودي , ورغم التصعيد والانزال العسكري المُباشر لقوات المارينز الامريكية في بعض المناطق اليمنية (مع وصول ترامب الى السلطة) بحجة محاربة تنظيم داعش .
وبالعودة للميدان السوري والعراقي فمن الواضح لكل مراقب للصراع الدائر في سوريا أن الهدف من استيلاء داعش على الموصل ومناطق شاسعة من الاراضي العراقية المتاخمة للحدود السورية , وما تبع ذلك من سيطرة داعش في شهر آب 2014 على كامل محافظة الرقة السورية والتمدد في محافظاتي الحسكة ودير الزور, هو فتح المجال لتحالف الغرب بقيادة الولايات المُتحدة وبالتنسيق مع تركيا وعملائها الخليجيين لتغيير استراتيجيته العسكرية في الصراع الدائر في سوريا والتي اعتمدت خلال السنوات الاولى على الجماعات التكفيرية فقط . وذلك بزيادة الانتشار والتواجد العسكري المُباشر لتحالف الغرب في المناطق العراقية المتاخمة لسوريا التي يُسيطر عليها داعش , حسب اتفاقية الدفاع المُشترك التي تم توقيعها مع الجانب العراقي ... ومن ثم توسيع الانتشار العسكري الى الاراضي السورية المُتاخمة للحدود العراقية , لتأمين التدخل العسكري المُباشر في سوريا الى جانب الجماعات التكفيرية من أجل اسقاط النظام السوري عسكريأ وتقسيم سوريا الى جانب العراق الى دويلات طائفية وعرقية ...... ولكن ما لم يحسب له تحالف الغرب حساب هو الظهور المفاجئ لما يُعرف بقوات الحشد الشعبي في العراق لمحاربة تنظيم داعش , لا سيما مع نمو وتمدد هذه القوات على نطاق واسع لتشمل مكونات من العشائر السنية العراقية في محافظتي الانبار وصلاح الدين وأعداد كبيرة من المكونات العرقية والمذهبية الاخرى في العراق شملت المسيحيين والايزيديين وبعض العشائرالتركمانية الشيعية والسنية التي تعرضت للقتل والاضطهاد من قبل تنظيم داعش ... حيث خاضت هذه القوات مع الجيش العراقي خلال العامين الاخيرين معارك ضارية في مواجهة مقاتلي داعش , لتتم هزيمة هذا التنظيم ودحره الى مناطق محدودة جداً في العراق لا تتعدى أحياء الموصل القديمة ومدينة تلعفر غرب الموصل والجزء الغربي من الانبار تجاه الحدود السورية ... هذا في الوقت الذي تابعت فيه قوات الحشد الشعبي وبعض الميليشيات والقوى السياسية العراقية المقربة من ايران رفضها بقوة لزيادة حجم التدخل العسكري والجوي لتحالف الغرب في العراق بحجة محاربة داعش .. كما هددت بتنظيم كل أشكال المقاومة المسلحة ضد هذا التدخل .
أما على الصعيد السوري , فقد جاء التدخل العسكري الروسي الحازم منذ سبتمبر 2015 ليزيد من ارباك وفشل التغيير الذي سعى اليه الغرب بالتدخل العسكري المُباشر في سوريا الى جانب الجماعات التكفيرية .... وهنا استفاقت ادارة أوباما السابقة على خطورة المواجهة المُباشرة مع الطيران الحربي الروسي وخطورة تورط سلاح الجو التابع للولايات المُتحدة وتحالف الغرب في ضربات جوية مُدمرة فوق الاراضي السورية , لاسيما مع تزويد الجيش العربي السوري من قبل الجانب الروسي بأحدث منظومات الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية المُتطورة للغاية ...... لذا اكتفت حينها ادارة أوباما وتحالف الغرب بالتنسيق مع الجانب الروسي لتفادي أي صدامات جوية , وسعت لزيادة الانتشار التدريجي لقوات التحالف الغربي في شمال شرق سوريا والخاضع في معظمه لقوات سوريا الديمقراطية, من خلال انشاء بعض القواعد العسكرية الجوية والتي كان من أهمها القاعدة الجوية الامريكية في محافظة الحسكة التي تم انشاؤها عام 2015 على أرض تابعة لمطار رميلان القديم , هذا بالاضافة الى انشاء قاعدتين جويتين, احداهما أمريكية والاخرى فرنسية, تم بناؤهما بالقرب من عين العرب كوباني .
وهنا تابعت إدارة ترامب ليس فقط انتهاج استراتيجية الكذب والمراوغة والخداع والتضليل الاعلامي التي مارستها الادارة السابقة , واستكمال الانتشار العسكري الميداني والجوي في شمال وشمال شرق سوريا الذي بدأته ادارة أوباما , بل سارعت الى زيادة حجم قواتها وتوسيع انتشارها الجغرافي بما في ذلك استكمال السيطرة على معظم الحدود السورية العراقية لتشمل الحدود الاردنية في الجنوب , بهدف المزيد من التهديد للنظام السوري ولقطع خطوط التواصل العسكري والميداني بين ايران وسوريا وحزب الله عبر الحدود السورية العراقية ... اضافة الى تصعيد التوتر العسكري والاعمال العسكرية في الجغرافيا السورية , والتي شاهدناها بوضوح ليس فقط من خلال المجزرة التي ارتكبتها غارة التحالف الغربي بحق المدنيين في قرية المنصورة بريف الرقة , وأزمة الهجوم الكيماوي في خان شيخون بأدلب , وما تبعها من قصف مطار الشعيرات العسكري , بل أيضاً ما تم قبل ذلك من عملية عسكرية واسعة بالقرب من مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة, للسيطرة على مطارها العسكري من تنظيم داعش , حيث اشتركت في هذه العملية الى جانب وحدات من قوات سوريا الديمقراطية وقوات المارينز الامريكية , مجموعة من قوات النخبة المظلية البريطانية وكانت تهدف حينها الى وقف تقدم الجيش السوري في ريف حلب الشرقي وتوجهه نحو مدينة الرقة غرب الفرات ,في الوقت الذي لا تزال فيه قوات سورية الديمقراطية تتابع التنسيق والتواصل مع الجانب الروسي .
من كل ما تقدم نستطيع القول أن البنتاغون ومنظومة الناتو عموماً والادارة الامريكية الجديدة تسعى بكل جهدها الى اتباع استراتيجية التصعيد العدواني ضد سوريا وإيران وحزب الله , واعادة الاعتبار لهيمنة وتسلط الولايات المُتحدة وتحالف الغرب في المنطقة على نحو أكثر جدية من الادارة الامريكية السابقة ... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة
في هذا الاطار هو هل سيتمكن التحالف الغربي من تحقيق أهدافه المنشودة ضد سوريا وإيران وحزب الله واحتواء الوجود العسكري الروسي الداعم بقوة للنظام السوري من خلال التنسيق والتحالف مع ايران .. أم ستفشل هذه الجهود ....؟؟؟ , وهل ستتابع الولايات المُتحدة مع حلفائها الاوروبيين الضغط على الجانب الروسي للتخلي عن دعمه المُطلق للنظام السوري , أو التخفيف على الاقل من هذا الدعم من خلال تهديد روسيا بمزيد من العزل والتصعيد العسكري والتلويح بالعقوبات الاقتصادية ...؟؟؟ ... لا يبدو من خلال مراقبة التطورات الجارية في المنطقة ان الغرب سينجح ولو جزئياً في هذه المساعي ... فالروس ليسو بهذا الغباء والسذاجة السياسية .... وعلى أية حال ستثبت الاحداث المقبلة على المنطقة الى أين ستتجه الامور ..... وغداً لناظره قريب .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الفرنسية ... بين العولمة الحديثة واليمين القومي ا ...
- الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا
- الازمة السورية ..... الغرب يُصعد سياسياً ويحشد ويُهاجم عسكري ...
- سوريا .. بين التصعيد العسكري والانتشار الامريكي
- الكيان الصهيوني في مأزق خطير
- أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري
- العالم العربي ونظرية المؤامرة
- المراوغة التركية بين أستانة ومعركة الباب
- الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسم ...
- الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط .... الى أين ؟؟؟