الكويت بلا أمير , بلا دستور

احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 10:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

هل يوجد في دستور الكويت نص , يشترط على أمير البلاد أن يكون لونه حنطيا أو أبيضا ؟.
انقلاب أبيض نفذه رئيس الحكومة الأمير صباح على الأمير الأسمر سعد , لا نتمنى أن تكون خلفياته عنصرية , لأن الادعاء بالعزل ليس دستوريا بالمرة , بل سابقة خطيرة , سيكون لها لواحق من فقدان الشرعية لأي أمير سيأتي فيما , بصفة غير شرعية ؟
لقد كان الأمير جابر نفسه مريضا بل وعاجزا لمدة طويلة , وقد بقي وجوده رمزيا لمدة طويلة , وهو أمير الكويت منذ العام 1977 , ولم يفكر مجلس الأمة الكويتي , ولو للحظة بعزله وبذريعة المرض والعجز عن ممارسة دوره الأميري , وبعد رحيل الأمير جابر واخذ الأرض لزخارفها , وكلنا سائرون على هذا الطريق , فقد أصبح الأمير سعد و ولي العهد أميرا على الكويت وفقا للدستور وليس لمجلس الأمة الكويتي , وبخاصة أن الأخير لم يطلب فيما مضى إجراء تعديلات دستورية , تسمح له بأن يكون انتقائيا ومزاجيا في اختيار الأمير ؟ وإذا كان مجلس الأمة وفقا للدستور حرا في اختيار الأمير الذي يشاء بعد العزل , فليثبت للعالم بأنه حر , ومنطقي في اختياره , باقتراح أمير شاب وكثير منهم ذوي مؤهلات , لا يكون عجوزا , لضمان الاستقرار السياسي للإمارة .
بغض النظر عن العوامل الخفية والداخلية في الصراع داخل الأسرة الحاكمة , على انتزاع كرسي الإمارة , بالنسبة للمراقب الخارجي فلن يرى فيما يدور من هرج ومرج في الكويت ليس له أي مرجعية دستورية , بل مجرد تآمر عائلي أميري , لا مصلحة للأمة الكويتية فيه .
لقد كان على مجلس الأمة الكويتي أن يقف على الحياد في صراع خفي كهذا , لأن عملية خضوعه لسلطة رئيس الحكومة , ستقوض مصداقية المجلس في محاسبة أية حكومة حالية أو قادمة ؟ وقد ظهر جليا من خلال الإعلام العربي والدولي , تبعية مجلس الأمة لسلطة الحكومة ؟
قد تكون قوة الحاكم على فرض نفسه , تكريسا لشريعة القوة , فهذا يعتبر بحد ذاته اجتياحا , لأنه يعكس الأمور فالقوة تصنعها الشرعية , وفقا لدستور الأمة ؟
على كل حال , فقد تعودنا على خيبات الآمال , و سوء المآل , والواقع يغتصب عادة بلااذن ولا دستور , وهناك على الدوام من يفصل على مزاجه , وهناك من يلبس كيفما كانت المقاسات , والألوان .....
لقد تمنيت لو كان الأمر قد تم بكتمان وصمت بدون ضجيج , ودق على طبول الدستور ومواده , بدون عزل , شكل من أشكال انتزاع السلطة , وقد عكست عملية العزل إكراها واضحا , فضحته عملية تأخير طلب العزل , أو الإجبار على الاستقالة , بل وعكست اللا مساواة بين آل الصباح وضعف الروح الديمقراطية للعائلة الحاكمة , وإذكاء لنيران النفاق الجماعي وترسيخ للمغالطات , وإظهار مقدار خطير من اللا تسامح , واللا تصالح مع النفس , الخاسر فيها على الدوام بصيص الأمل الديمقراطي للأمة الكويتية ؟.
مع الأماني لو تنفع , لمستقبل مفعم بالديمقراطية , التي يقدم فيها الاختيار على الإجبار ؟

#احمد_مصارع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات