أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - العراق يقاوم..














المزيد.....

العراق يقاوم..


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسقوط نظام صدام تصورت بعض الدول بأن العراق انهزم، لكنه أثبت للعام بأنه ذلك الطائر الذي يشبه العنقاء، فانتصر عندما خرجت الملايين للتصويت على دستور دائم للبلد؛ بعدما كانت تحكمه قوانين غير ثابتة، وانتصر مرة ثانية عندما انتخب أول حكومة وطنية، وانتصر ثالثة عندما وقف بوجه أعتى هجمة إرهابية، كادت أن تنزلق بالبلاد الى حرب طائفية لا تبقي ولا تذر.
الوجهة العامة للمشهد السياسي في البلاد يوحي بأن الخيار العراقي، هو أن ينتصر في حربه القادمة، وهي حرب لا تقل ضراوة عن مقاتلة الإرهاب ودحره، ونعني بها محاربة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة.
المتتبع لخطب المرجعية الدينية في الأسابيع الماضية، يجد تأكيدها على ضرورة الإلتزام بالضوابط والقوانين الصادرة بموجب القانون، ما يوحي بأن لا شيء يعلو على القانون، وتأكيدها على ضرورة التعاون ما بين الفعاليات المختلفة لضبط الأمن في البلاد، الأمر الذي يؤشر بأن المرجعية تشير من طرف خفي، الى ضرورة الإبتعاد عن الطائفية والعشائرية والحزبية، التي أوصلت بالبلاد الى هذا الحال من التدهور الكبير.
أول هذه المؤشرات كانت بتوجيه العشائر الى نبذ كثير من الموروثات البالية، والتي تؤدي الى مناوشات بين هذه العشائر، بما يلغي سلطة القانون، ناهيك عن كونها مخالفة لشرع الإسلام الذين تُدين به هذه العشائر، الأمر الذي يعني أن على هذه العشائر الإحتكام الى القانون في تسوية المشاكل التي تحدث بينها، ورمي السلاح الذي بحوزتها وتسليمه الى الدولة، لأن ذلك وبموجب القانون الذي يحكم الدولة يعتبر خارج على القانون.
ثاني هذه المؤشرات هو تأكيد المرجعية على أن كلام بعض الفصائل المسلحة عن إمكانية مقاتلة داعش خارج حدود العراق، إنما هو أمر لم تصرح به المرجعية من خلال فتواها بالجهاد الكفائي، فهي فتوى خاصة بتخليص أرض وأبناء العراق من دنس الإرهاب، وأي شيء خارج هذا الكلام، فهو محض إفتراء على المرجعية الدينية، صحيح أن هناك فصائل كانت ولا تزال تقاتل في سورية للدفاع عن مرقد السيدة زينب عليها السلام، لكن هذه الفصائل مستثناة من الفتوى، كونها موجودة حتى قبل أن تصدر الفتوى من المرجعية الدينية.
المؤشر الثالث الذي تؤكد المرجعية الدينية في خطبها الدينية، هو أن العراق دولة مدنية يلتزم بثوابت الإسلام، الأمر الذي يمثل صفعة قوية لمن يَدْعي المدنية بدون أن يعرف ماذا تعني هذه الصفة، وكيفية تطبيقها على الأرض، لمجرد التشويش على الإنجازات المتحققة من قبل الحكومة.
لا ندعي بأن الحكومة تقوم بعملها على أكمل وجه، ذلك لأن التركة التي خلفتها الحكومة السابقة ثقيلة، لكنها تمكنت من تجاوز الأخطر، فقد استطاعت أن تتجاوز الأزمة المالية، وتمكنت من كسر الطوق المفروض عليها في المحيط الإقليمي والدولي، وتحاول الإبتعاد شيئا فشيئا عن سياسة المحاور.
إن نجاح النموذج الديمقراطي في العراق يمثل صفعة قوية لعدد غير قليل من دول الجوار، ما نحتاجه لإثراء هذا النموذج وتقويته امام الهزات التي تعترض طريقه، هو بناء نموذج إقتصادي خاص به، خاصة بما يمتلكه من إمكانيات إقتصادية مادية وبشرية، يستطيع بها أن ينطلق الى فضاءات واسعة، ينافس فيها أقوى الإقتصادات، وكل هذا يحتاج الى رؤية إقتصادية رصينة، يمكن للمسؤولين أن يجدوا كثير من الأفكار التي تتناول هذا الموضوع في البحوث والدراسات المنشورة في المجلات والدوريات الاقتصادية العراقية.
الصراخ الذي يطلقه بعض المنتفعين في محاولة منهم للتشويش على واقع الأمر، لن يجدي نفعا، ذلك لأن الأغلبية من أبناء الشعب سوف تنتصر، لأنها تحتمي بالمرجعية الدينية، وتتخذ من خطابها كخارطة طريق للوصول الى مبتغاها في أن يكون هناك عراق واحد آمن ومستقر.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي، ما بين فتوى المرجع الأعلى، ومزايدات بعضهم 2
- الحشد الشعبي، ما بين فتوى المرجع الأعلى، ومزايدات بعضهم!
- مخاض العملية السياسية
- تركيا:نار أصبحت رماد!
- ويل للمصلين!
- عفا الله عما سلف!
- تسوية تاريخية
- هل نحن بحاجة الى جهاد كفائي ضد السياسيين؟!
- الرئاسة: هل هي مغنما؟
- ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟
- إنقلاب عسكر تركيا، تداعياته الى أين؟
- المرأة العانس، بين تقاليد بالية، وتحرر غير مبرر
- العراق بين نظرية المؤامرة، والتفكير بمستقبله الاقتصادي
- دخول الفلوجة، وما بينهما
- الجبير بين سندان الحشد ومطرقة الحوثيين
- الطائرة المصرية المنكوبة، والخطة (ب) للجبير!
- الفرق بين الإسلام هنا، والإسلام هناك
- هبوط سعر النفط، نعمة ونقمة!
- استقلال اقليم كردستان!
- الولايات المتحدة، دول الخليج العربية، إيران


المزيد.....




- وسط التهام النيران لها.. ركاب يستخدمون مخارج الطوارئ لإخلاء ...
- في أوغندا.. مزرعة خاصة تتحول إلى ملجأ لحيوانات وحيد القرن بع ...
- تيمور الشرقية.. ثاني أكثر دولة كاثوليكية في العالم تشارك للم ...
- -نيويورك بوست-: أوكرانيا تبدو مستعدة للتخلي عن 20% من أراضيه ...
- جدل وسخرية في أوكرانيا من وفاة البابا فرسيس وعيد الفصح (فيدي ...
- مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في منطقة الشوف جبل لبنا ...
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق 3 مقا ...
- -نيويورك بوست-: أوكرانيا تبدو مستعدة للتخلي عن 20% من أراضيه ...
- كورسك.. الجيش الروسي يحرر دير الأرثوذكسي في غورنال الحدودية ...
- القضاء الأمريكي يسدل الستار على قضية مينينديز: أحكام بالسجن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - العراق يقاوم..