طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 04:57
المحور:
الادب والفن
ابو اتريكات..
في زمن الصدق والفقر .. زمن يكاد فيه الانسان ان يكون كالطين الغرين نقيا .. كان هناك في ميسان رجلا سمته طبائعه ، كانت ام هوايته ام جذره وأصالته .. سمته كل تلك الصفات؛ ابو اتريكات !!!
و..
ال ( تريك ) هو الفانوس !! ويمكن ان يكون قد طوٍر لاحقا فألصقت التسمية ب ضوء السيارة ( اتريك ) او تريك القطار .... او اللوكس ... او ( اكلوب الكهرباء .. لاحقا!!)
ابو اتريكات
.. شيخ من شيوخ عشيرة ( السواعد ) في العماره ...
لم تكن قصته أسطورة ! لأَنِّي لحقت به مصابا ب( جلطة دماغية) وجائوا به الى مدينة الطب ! كنت طالبا في تلك الكلية ...وكان العمال منشغلين في إكمال جسر ( باب المعظم ) !!
كان السواعد قد نصبوا خيما على دجلة لاستقبال محبي ( ابو تريكات) .. كان سريره ملتصقا بالشباك العريض المطل على دجلة والجسر والخيام !!
افقدته إصابة مخه فقط ! القدرة على الكلام .. !!كان ينظر الى خيم الزوار والاهل وقدور الطبخ .. ثم يلطم رأسه ويشير مرة الى فمه ، ثم الى عمال الجسر ..!!
أطعموهم .. هكذا يصرخ صديقه ( العبد !)
كان يعلق فوانيس ضوء في الليل على عمود
وفي النهار
كان يجلس خلف الوجاغ يقلب حبات القهوة في المقلاة بتلك الملعقة الطويلة مستأنسا باصوات انفلاق حبوب القهوة .. فقيرا كان لكنه كان شيخا غنيا بالصدق والغيرةً والتسامح وكره الانفلات ..!
هكذا كان الشيوخ
شيوخ العشائر
رمزا
وضوئا
وكان كل شيخ
كرما
شرفا
وصدقا
ملهم كانوا رموزا
وكانوا بصدق
هم اتريكات !!!
27 نيسان 2017
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟