أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - جريمة في غزة














المزيد.....

جريمة في غزة


شفيق التلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جريمة في غزة
بقلم/ شفيق التلولي

منذ أيام وتتوالى جرائم القتل والسطو والسرقة في قطاع غزة بتداعيات مختلفة، صحيح أن الجريمة ليست بجديدة بل قديمة قدم الإنسان، لكن أن تجري بهذا الشكل في بلد صغير كغزة التي يأكلها الفقر والتيه والضياع بعدما أتى الإنقسام البغيض على آخرها لهو أمر خطير لا بد أن نقف أمامه مطولاً.

الناظر إلى المعطيات الأخيرة التي تجلت معادلاتها تباعاً بعد التجاذب السياسي الذي ما غاب البتة عن غزة واستئثار الحكم بأي ثمن أدى إلى حالة من الفوضى والعودة إلى مسرح الجريمة بهذه السرعة المتنامية والمتصاعدة حيث وصلت إلى حد لا يتصوره العقل؛ الأمر الذي بث الذعر في قلوب الغزيين وبلغ ما بلغ من حالة الهذيان.

إن شعور الفرد بحالة من عدم الإستقرار الإقتصادي سيؤدي حتماً إلى انهيارات متواترة في منظومة القيم الإجتماعية بفعل الخطر الذي يتهدد حياة الأفراد في المجتمع والذي يدفعهم إلى السرقة والسطو الذي قد يصل إلى القتل، وهذا ما بات يحدث في غزة، غزة التي تعاني من البطالة المستشرية والفقر الذي يصل إلى حد الجوع والحرمان.

وتعتبر الجريمة من سرقة وسطو وقتل من أهم عوامل تفكيك المجتمع وهتك نسيجه الإجتماعي بخاصة مجتمع مثل غزة الذي ما زال يحمل موروثاً من العادات والتقاليد سيما الأخذ بالثأر، بل تنذر بعدم الإستقرار الذي يدفع الفرد إلى محاولة حماية نفسه بنفسه نظراً لغياب الأمن والحماية، وزيادة مستوى الخوف والتوتر وفقدان الثقة في محيط الفرد وارتفاع منسوب الشك والريبة إلى درجة الرعب الذي من الممكن أن يصبح ظاهرة في المجتمع.

هذا ما يترتب عليه مكافحة هذه الجرائم ولجم انتشارها بالسرعة الممكنة؛ إذ أن المعطيات تشير إلى أن غزة إذا ما أعملنا العقل وأحسنا التفكير والتدبير فهي مقبلة على صيف ساخن ربما يشتعل بفعل الواقع السياسي والإقتصادي السيء الذي من الممكن أن يعصف بها وما قد تحمله الأيام الحبلى من آلام بعدما قاربنا من انسداد الأفق وانعدام الرؤية لمستقبل غزة وتيقن الجميع بأنه لا جدوى من المساعي الرامية إلى انهاء الإنقسام في المنظور القريب وبالتالي قد يفضي هذا إلى ما لا يحمد عقباه.

وحتى نواجه تلك الحقبة الظلامية التي تتربص بغزة لابد من العمل على تحقيق التالي:

أولاً: صياغة خطاباً إعلامياً موجهاً بعيداً عن السجالات والمناكفات السياسية والدعايات المروعة بما يحفظ المجتمع ويعمل على لجم الجريمة والحد من انتشارها.
ثانياً: إشراك الكل الفلسطيني في غزة من فصائل، مؤسسات، شخصيات عامة، وجهاء وأعيان ومخاتير، كتاب ومثقفين وغيرهم من أجل وضع خطة شاملة تواجه هذا التغول والإمعان في الجريمة.
ثالثاً: تقوم هذه الفعاليات بمحاولة الوصول إلى وثيقة شرف تتضمن السبل الكفيلة بوأد الجريمة قبل أن تصبح ظاهرة في الأيام القادمة كما ولا ضير أن تؤسس إلى إنهاء الإنقسام فوراً.
رابعاً: تضع تصوراً شاملاً حول الآليات التي تؤدي إلى تمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل في قطاع غزة لحقن أي تداعيات قد تنشأ نتيجة التعنت وفشل الحوار الجاري.
خامساً: تدعو الأسر والعائلات المتضررة من هذه الجرائم إلى مصالحة مجتمعية على قاعدة المحبة والتآخي وحفظ السلم الأهلي دون المس بحقوقها في معاقبة الجناة بما كفله القانون الذي آن له السؤددا في إطار السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية.

علينا إعمال العقل وألا نستهين بالوضع الراهن الذي تمر به غزة فالمؤشرات لا تبشر بخير والإمعان في العناد يعيدنا مرة أخرى إلى ذات الدائرة التي ما زلنا ندور في فراغها ولم نجن غير العدم، بل وربما يأخذنا إلى مربع الإنتحار ، لا بد أن نقدر حياة الإنسان فهي ليست برخيصة، هذا الإنسان الذي صنع ثورة وظل على قيد الوطن قابضاً على الجمر.

أنقذوا غزة من الجريمة ولا داعي للطم والعويل؛ فلن تعيد كربلاء رأس الحسين، والسماء لا تمطر حرية؛ والوطن ليس معبد شمشون، دعونا نعض على النواجذ حد الألم؛ لننتصر بالوطن للوطن على قاعدة أن إنقاذ غزة هو انقاذ المشروع الوطني والعكس.



#شفيق_التلولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضراب الأسرى وهبة النشامى
- أغبياء نيسان والكذبة الأقسى
- حماس والفرصة الأخيرة
- موظفو غزة والخيارات الصعبة
- بين القديم والجديد
- سورية في غزة
- ومات صابر
- -أراب آيدول- برنامج محبة وسلام
- -يا ليت الشباب يعود يوماُ-
- بطالة
- شيراز
- وردة تحت الركام
- شيءٌ لعينيها
- حلم في فصل الرماد
- على ناصية البوح
- للياسمين عودة
- تراجيديا -السويد أرض الميعاد- كلاكيت ثاني مرة


المزيد.....




- رئيس الإكوادور -مستعد- لتعديل الدستور و-سيطرة- الجيش الأمريك ...
- مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
- نيويورك تايمز: ترامب يعارض خطة لهجوم إسرائيلي على مواقع نووي ...
- الجيش الأمريكي ينشر فيديو وصورا لعملياته في اليمن والحوثيون ...
- أحمد الشرع ضمن قائمة -تايم- للشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في ...
- إنجاز علمي غير مسبوق في مجال تجديد الكبد وعلاج أمراضه
- مسؤول أوكرانيا يدعو إلى عدم المماطلة في إجراء انتخابات بعد ا ...
- إيران تقطع الشك باليقين وتؤكد: الجولة الثانية من المفاوضات م ...
- ما اللغز الجيني وراء إصابة البعض بالتوحّد؟
- ضربات أمريكية عنيفة على مواقع للحوثيين وسط أنباء عن استعدادا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - جريمة في غزة