حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 02:25
المحور:
الادب والفن
لا أتصور مبدعا الا وقد خرج من رحم التساؤل وتكلل بروح السؤال، فليس سوى الاسئلة هي التي أدت بكبار الفلاسفة والعلماء الى اكتشافاتهم.
وهو مجرد سؤال ..
يبدو مطروحا اذا ما سحبنا بساط الثقة العمياء من تحت أقدام التاريخ ونزعنا أختام القدسية عن بعض رموزنا وأفكارنا المتوارثة..
فهل تشعر عزيزي القارئ بوجود ظل الأنا الآخر بداخلك.. أو تعتقد بوجود شيطان في حياتك ؟
وهل اخترعنا هذا الشيطان حتى نلبسه شرورنا أم ان هذا المخلوق واقعي يقف لنا بالمرصاد اينما ذهبنا ومهما فعلنا ؟
يبدو السؤال شيطانيا .. نعم ربما
فأنا وقلبي وشيطان أسئلتي نتصارع ونتحاور ونكتب أيضا..
أما لماذا قلبي فلانه يعبث بعواطفي.. ولماذا الشيطان فألانه يعبث هو الآخر بعقلي، أما أنا فانزل من موجة لأركب الاخرى في بحور الحواس والأفكار المتلاطمة.
وبينما تتراقص في أعماقنا آلاف الشياطين.. شياطين الأفكار والرغبات والأسئلة فإننا نصر بدوافعنا المشبوهة خوفا من المشاعر السلبية التي يجرها الندم وتعشش كالخفافيش في ظلمات أعماقنا بأن هناك من يوسوس لنا ..
هي حيلة نلقي بها باللائمة على شخوص غيرنا وأفكار لا صلة لها بعقولنا ووساوس ليس مصدرها صدورنا !
اذن هو .. الشيطان وحده المسئول عن نوازع الشر في النفوس
هو ما يدفعنا لان نفعل ما نريد ونشتهي .. ويعقد العزم على ما نخطط وأيضا يتحمل مسئولية أفعالنا وبشاعتنا تلك.
هذا الشيطان نرجمه حتى لا نرجم جانب الشر في نفوسنا ونلعنه حتى لا نلعن منطقنا المغلوط ، ليس هو سوى الآخر أو الآخرون الذين يسكنوننا ويتقاسمون معنا مشاعرنا ورغباتنا المتناقضة
نجتمع في عشرات الرغبات ولافكار في شخص واحد وإرادة واحدة.
لكن.. من هو المسئول عن الجيد منها والخبيث ؟
وكيف تعاملنا مع هذه الذات المتعددة ؟
في الحضارة المصرية القديمة كان الاله (ست) يمثل قوة الشر فقدم المصريون قرابينهم اليه اتقاء لشره!
أما نحن فنبدو وكأننا نفعل ذلك مجددا لنتقي شر أنفسنا فأعطينا هذا الشيطان الوهمي ما يريد ونريد مقابل أن يتحمل خطايانا ويلبس شرورنا ومساوئنا.
كم مرة كررنا ونكرر.." انها وسوسة شيطان "
كم هو ملعون هذا الشيطان ..
وكم نحن مغفلون.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟