أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - ليبيا وسوريا بين ايديولوجيا اللبرلة واوهام الاصولية














المزيد.....

ليبيا وسوريا بين ايديولوجيا اللبرلة واوهام الاصولية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليبيا وسوريا بين ايديولوجيا اللبرلة وأوهام الأصولية
ناجح شاهين
كل عام وأبناء أمتي المسيحيين والمسلمين من شتى الطوائف والأقاليم بألف خير، وأقرب إلى "الفصح" والعتق من براثن الاستعمار وأوهام الماضي وايديولوجيا الحاضر المخيمان بقوة في سمائنا السياسية منذ ما يناهز عقداً من الزمن.
عادت ليبيا إلى زمن الرومان: سبها تشهد أسواقاً مزدهرة يباع فيها الناس بأسعار معتدلة. يمكن لك شراء جارية أو عبد لقاء 200 دولار أمريكي. وفي حالات معينة يمكن أن يصل ثمن الجارية الجميلة إلى 500 دولار، "يا بلاش"، أرخص من سعر الخراف والحمير الشحيحة في ليبيا واليمن وسوريا وصولاً إلى دولة فلسطين.
لكن أحداً لا يهتم بذلك. خصوصاً الإعلام المهيمن الذي أقام الدنيا بضعة أسابيع جاعلاً من ليبيا قضية العالم أجمع. ولأن ذاكرتنا لم تصب بالزهايمر بعد، دعونا نذكر بأن التلفاز الصيني الواقع في مكان لا نستطيع تخيله كان يفتتح نشراته بأخبار ليبيا. أما بعد أن أنجزت الحسناء هيلاري كلينتون مهمة اصطياد القذافي وتسليمه ل "الثوار" ليغتصبوه جنسياً ويقتلوه على نحو بشع، فقد اختفت ليبيا من دائرة الاهتمام.
حلت سوريا محل ليبيا. لا يتوقف أحد اليوم من المؤمنين بالخلافة أو من عشاق الديمقراطية ليسأل أين هي دولة الخلافة المنيعة في ليبيا أو أين هي الحرية والديمقراطية السحرية التي كان القذافي صديق الشيطان يمنعها من الوصول. الان يتركز الاهتمام على تحرير سوريا من بطش عائلة الأسد التي تضطهد الناس وتمنع دين الله الحنيف من الانتشار في الأرض بتحالفها مع الشيعة المارقين. ومن ناحية أخرى تقوم الدولة ذاتها بوضع الفزاعات بأنواعها المختلفة بغرض إرهاب طيور الديمقراطية المهاجرة من شمال العالم نحونا من أن تحط في صوامع دمشق وحقولها وجداولها. قاتل الله الشيعة وحزب الله ونظام الأسد، لولاهم لأصبح أهالي درعا وقرى الحسكة فرنسيين منذ زمن بعيد.
لن نكل ولن نمل من تكرار القول إن كان هناك من له أذنان صاغيتان قادرتان على السمع، بشرط أن يكون لديه عقل قادر على الفهم: ليست الديمقراطية نظاماً مطروحاً على بساط التاريخ السياسي الراهن لسوريا أو مصر أو أي بلد عربي أو أفريقي. وهذا ينطبق على معظم أعضاء قارة آسيا، والعديد من دول أوروبا من بين دول أخرى.
ولن نكل ولن نمل من التكرار: لو كانت الديمقراطية مطروحة على بساط البحث التاريخي في ليبيا أو سوريا بشروطهما الذاتية لما تحققت في هذا السياق لأن "الأصدقاء" الذين يدعمون "الثورة" يوجهونها باتجاهات أخرى. ولكل قلب صاح نقول: أليست "الثورة" تحت الإشراف المباشر لدول النفط وإسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وحلف الناتو؟ وإذا صح ذلك أليس من الوهم والسذاجة افتراض أنها ستتمخض عن أي شيء سوى الكيانات المفككة الممسوخة؟ ثم إن كان التحليل لا يكفي، أليس نماذج ليبيا والعراق بل اليمن وسوريا أيضاً في التطبيق كافية لتوضيح المسار والمآل الذي تقود إليه الثورات النفطية؟
إنها ثورات تقود إلى تفكيك الدولة ونسيج المجتمع وتدمير الجيش الوطني الذي يشكل ضمانة وحيدة على ما يبدو لحماية وحدة الدولة في حالتنا العربية المحزنة.
هل حرر نظام الأسد فلسطين؟
هل يوفر نظام الأسد الحريات الليبرالية؟
الجواب بالطبع بالنفي.
ونود أن نهمس لأصدقائنا من "متصيدي" أخطاء سوريا أن هزيمة المشروع الصهيوني ولو على نحو جزئي لم تتحقق سوى مرة واحدة على يد حزب الله أو حزب اللات مثلما يحلو لمعسكر القرضاوي وعزمي بشارة أن يقول. جمال عبد الناصر فشل في حماية نفسه من اسرائيل ومنظمة التحرير من اليسار الى اليمين الى الوسط فشلت في ذلك ومعها حماس التي تتجه الى عقد هدنات نهائية مع الدولة العبرية.
وحده حلف المقاومة من تمكن من فعل شيء على الأرض. لذلك فيما نظن ازداد الاهتمام بتدميره. ومن هنا تم الهجوم على حلقته الأضعف فيما نحسب وهي سوريا.
سوريا كانت مفتوحة للعرب جميعاً، وسعت الى بناء اقتصاد يؤمن لقمة العيش مع العناية بالزراعة وبعض الصناعة والصحة والتعليم المجانيين. ولم تستسلم على الرغم من كل الهزائم التي شهدتها منطقتنا: لم تستسلم أمام المشروع الصهيوني. وظلت ترفع على رؤوس الأشهاد شعارات العروبة وشاراتها. ولذلك فلم يبق من عائق جدي في المشرق في وجه الشرق أوسط الاسرائيلي النفطي الجديد سوى مقاومة سوريا وحزب الله. ولا بد من الاجهاز عليها إن كان الى ذلك من سبيل.
سوريا ليست "يوتوبيا" وردية، ومن يبحث عن اليوتوبيا عليه أن يذهب إلى عالم غير عالم السياسة. أما في هذا العالم المزدحم بالخطايا والنواقص التي لا تنجو سوريا من معظمها فإن نظام بشار الأسد وحليفه حسن نصر الله هو الشوكة القوية في حلق الاستعمار الصهيوأمريكي وأذنابه في المنطقة من الأنظمة القروسطية وحركات "الجهاد" العمياء التي تتمول بأموال النفط الوسخة وتتدرب على أيدي مخابرات الغرب وتركيا واسرائيل.
ليس في وسع العربي العاقل إلا أن ينحاز إلى صف المقاومة إلا إذا كان قد وصل حداً من الموضوعية والحياد واللبرلة تسمح له بأن يكون في خندق إسرائيل متبنياً خططها ومعاركها مصادقاً أصدقائها ومعادياً أعداءها، وفي هذه الحال لن يظل هذا الشخص عربياً بأي حال من الأحوال.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم والكيماوي السوري
- المنظمات الأهلية وغسيل الدماغ الأوروبي
- التفكير الناقد/المنطقي عند الأطفال
- اللغة الانجليزية بين تل ابيب ورام الله
- كوريا الشمالية تمنع ارتداء الصليب
- اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية
- دلع الولد بغنيك ودلع البنت بخزيك
- توظيف التكنولوجيا في التعليم
- الاقتصاد السياسي للأراب ايدول
- عبدالوهاب البياتي واراب ايدول
- أراب آيدول، والسيدة التي تلقي النفايات من سيارتها
- التعليم: المسافة بين الوعظ والممارسة
- أوقفوا العنف والتلقين في المدارس
- معنى كلمة يتبولون
- جنون الكون في حمالة الصدر
- استشهاد جندي اماراتي في اليمن
- الأيديولوجيا والهوية
- أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم
- لو صرت وزيراً
- التقارب الأرثوذكسي السني


المزيد.....




- -بترول سويسرا-..مصري يكشف عن أغرب حقوق الأبقار في أوروبا
- -وادي الموت-.. صخور تتحرك خلف ظهور البشر!
- كيف تسببت غزة في تقسيم البرلمان الأسترالي؟
- الانتخابات الفرنسية ـ شولتس يدعم ماكرون في موقف ألماني نادر ...
- جونسون: الأحزاب الأخرى في البلاد -مليئة بالزاحفين نحو الكرمل ...
- القناة السابعة: إسرائيل تصادق اليوم على بناء 5300 وحدة استيط ...
- مينسك تشهد عرضا عسكريا بمناسبة عيد استقلال بيلاروس
- اكتشاف بعوض مصاب بحمى غرب النيل في إيلات
- روسيا.. الكشف عن طائرة مسيّرة جديدة لمكافحة الدرونات
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 50 هدفا خلال الساعات الـ24 الماضية ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - ليبيا وسوريا بين ايديولوجيا اللبرلة واوهام الاصولية