|
لماذا علينا ان نكون يساريين ؟
مازغ محمد مولود
الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 00:51
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لماذا علينا ان نكون يساريين ؟ يبدو السؤال هنا ساذجا. لكن سؤال واحد.. يمكن ان يفجر اكثر مايفجره مئة جواب. اليسار ينطلق من مرجعيته، الماركسيةالتي احدثت انقلابات كبيرة في المجتمعات البشرية . ولا يمكن انكار ما ساهمت به الماركسية في جعل المجتمعات الاوربية اكثر انسانية . فهي مدينة لكارل ماركس بالكثير اليوم..باعتارها واجهت الظلم والبؤوس ، والاستغلال .ولا يمكن ان نحمل ماركس الاخطاء التي ارتكبت باسمه بعد مائة سنة وثلاثة عقود.. من وفاته.و لقد كرس كارل ماركس حياته كاملة للدفاع عن الطبقة العاملة، لتحريرها من استلاب الطبقة البورجوازية، وكان همه الوحيد أن تحظى هذه الطبقة(الكادحة) بالمكانة التي تستحقها اقتصاديا وسياسيا داخل المجتمع، أي أن تعيش واقعها الحقيقي بعيدا عن الواقع الذي حددته لها الطبقة البورجوازية. في حديث جرى بيني وبين بعض الشباب عن اليسار والشيوعية ..كان موقفهم ان الراسمالية هي الناجحة وهي الفكر والنمط الاجتماعي والاقتصادي الدي اختارته الانسانية وهي المتطورة والصالحة للبشرية .حاضرا ومستقبلا .اما اليسار والشيوعية فانه اضحيا من الحفريات اي من التاريخ..ولم يعد لهما وجود..اكيد جهلهم بالماركسية له ضلع .ربما مرده ماتعرضت له من تشويه وطمس وتجريم وتحريم . لابد انه خلف جهلا بها.ولعل ربط الفلسفة المادية بالالحاد كان له دورا كبيرا.وان لم يكن ماركس ماديا تراثيا...الحقيقة، يقال من يفهم عليه ان يتكلم ..ومن يفهم عليه ان يعمم المعلومة .. الامبريالية تخدم مصالحها بشتى الوسائل ..فهي تريد كل شيء.وتوظف كل الامكانيات والاليات لاستعباد البشر من خلال الهيمنة .فالاغتراب متعدد الاوجه.والاستلاب عملية تصميم جد محبكة ..انهارت المنظومة الشرقية سنة 1992وفي نفس السنة غزت امريكا العراق وفرضت حصارها عليه..حصار ادى الى قتل نصف مليون طفل عراقي ..قالت مادلين اولبرايت حينها عن هده الماساة وهي كانت وزيرة خارجية في عهد جورج بوش الاب ..((وماهي نصف مليون صرصار ماتوا ..هم لاشيء ))..الشيء الدي يجب ان نبينه .. ان انهيار المنظومة الشرقية جعل القرن الواحد والعشرين ... اكثر دموية ..وحسب الخبراء ودوي الاختصاص في المجلات السياسية والاقتصادية ومن مفكرين كبار.. تندروا بان القرن الواحد والعشرين سيكون اكثر وحشية .. بالدمار والخراب والقتل والحروب.. بسبب النظام الراسمالي الامبريالي..ونحن لازلنا في الربع الاول من القرن.. نرى ونشاهد ونتابع ببلاهة كبيرة .. الوحشية والموت والحروب المجانية...الحقيقة ان السدج والاغبياء ...يظنون ان انهيار المنظومة الاشتراكية والشيوعية والتي كانت تعتبر محور الشر او الشر الاكبر الاحمر ...كما تسميها الامبريالية ..انه بزوالها سيكون العالم اكثر استقرارا واكثر رفاهية واكثر سلاما ..لكن الامر كان صادما مفزعا .حيث لم يحدث هدا ولو لسنة واحدة.. بل يقول الان، المختصون والخبراء ..ان العالم مقبل على كارثة لم تشهد البشرية مثلها على مر تاريخها . فالناس منومون ،مخدرون،لايفهمون ولايشعرون بما يقع .لان الاخبار التي تشكل قاعدة وعيهم، متحكم فيها ..ولا تسمح لهم بملامسة المسائل الشديدة الحساسية، والتي ترقى بوعيهم الى سقف الفهم الحقيقي.ان التشويه الدي تعرضت له الشيوغيىة والاشتراكية واليسار عموما من قبل الامبريالية العالمية ،جزء من دلك المخطط الكبير ..باعتبارها كنقيض لها، وكفاضح لسياستها، وككاشف لخبثها وتضليلها. العديدون يتبرؤون ويبخسون الفكر الشيوعي ،واليساري.بينما ان الوقوف امام مايجري ومايقع اليوم بالعالم. وماتتعرض له البشرية ،من وحشية ومن حروب ودمار وهمجية ...لن نجدله اي سلاح فكري يصد ،ويقاوم ،بل ينقد البشرية من الكارثة .الا بالفكر الشيوعي الاشتراكي اليساري .وان دعم روسيا اليوم وكل الانظمة وكل القوى والاحزاب والمنظمات والهيئات االاشتراكية في العالم هو الحل والسبيل ..ولا خياراخر لدينا. فكثيرا مايدعي البعض موت الفكر اليساري..وهم واهمون..وكثيرون يسعون الى قتله واقتلاعه من ارضنا...وهدا عبث مابعده عبث..ليعلم هؤلاء ..واولائك..ان الفكر اليساري دخل الى بلادنا والبلاد العربية ..ليس عن طريق ((النخبة المثقفة )) وان كنا نقدر حجم دورها ...لقد تسرب الفكر اليساري عبر العمال والكادحين والفقراء..عن طريق الاحياء الشعبية والهامشية..عبر الوحل والعرق والدخان والجوع والقهر والاستغلال والفقر...وكل الافات التي تحياها الطبقة الشقية..لدالك الفكر اليساري راسخ في الارض..لايموت ولا ينقلع..ودور المثقفين انهم نشروا ادبياته..وصار فكراواضحا يعرف..ووعيا طبقيا يفهم. امام ما يحدث من وحشية عالم اليوم ...اما ان تكون يساريا ..او همجيا. الامبريالية تدفع البشرية الى الكراهية ، وهكذا تتحول الكراهية الى حراك عالمي. بينما جميع الناس ، في جميع الظروف، ينشدون التغيير ...باشكال مختلفة ، ودرجات مختلفة ..ان لدى الناس حب في التغيير يتجاوز ما نرصده فيهم . ادا تاملت الوجوه التي تراها ،في حياتك .مكتوب عليها كلمة واحدة = التغيير ..التغيير.انه ليس رغبة داتية، بل مطلب.مثل كلمة الحرية .لكن كيف يمكن تغيير الواقع ؟؟الواقع ليس معطى خام .هو تجربة حيث تعاش من طرف الافراد والجماعات. والناس في علاقاتهم، يمارسون تلك التجربة، انطلاقا من رؤى وتصورات.تنشأ لديهم بفعل التربية والنشئة والبنى الفوقية.فتحدد مواقفهم اتجاه القضايا والعالم .لدا فالتغيير لهدا الواقع يبدأ من تغيير هده التصورات والرؤى .لكي تستبدل باخرى نقيضة لها .وبما ان الرؤى والتصورات متضمنة في قناعات الناس وايمانهم .فمن اللازم زحزحة هده القناعات .ان الاديولوجيا القادرة على الدخول في صراع ضار،مع العناصر المكونة لهدا الواقع .وتكون النقيض .تكون قادرة على التفكيك واعاددة ترتيب وبناء واقع جديد ...واقع على هدي من تصورتها .بل تقوم بتغييره..وهنا يمكن القول ان الماركسية هي الفكر البديل والوحيد القادر على هذا الفعل .وكل من ينشد التغيير ...عليه ان يسعى الى هدا الفكر او الى اديولوجيا اليسار . ولا ندعي القداسة للافكار .باكثر ما نعتبراها السلاح الانسب. لفهم العالم ولتغييره.
#مازغ_محمد_مولود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسة المغربية بين الاخلاق والنضج
-
المعطل بين الحق والهامش .
-
كليميم...هل تستحقين هذا المديح ؟
-
اية حكومة يجري الرهان عليها في المغرب
-
صناعة النجم ...وثقافة الهدم
-
مدينة تزوجت جبلا....فانجبتني
-
يرحل الجسد ...ولا يرحل الفكر
-
الفساد بين الفهم والمفهوم
-
في المغرب ..لا تستغرب
-
لا قداسة للجلاد...
-
الانسانية المفقودة
-
يا ناهض حتر ...انهض
-
ضرورة فكر يساري متجدد
-
الانتخابات بالمغرب والمثقف
-
مرثية ..لنوم ابراهيم
-
الانتخابات...ووهم التغيير
-
الرسمالية ...تؤدي الى الخراب
-
لمادا تصر الدولة على حماية منتهكي حقوق الانسان .؟
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|