أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - . سامية غشير - جدليّة الصّراع/ الحوار الحضاري في رواية -فضل اللّيل على النّهار- ل-ياسمينة خضرا-














المزيد.....


جدليّة الصّراع/ الحوار الحضاري في رواية -فضل اللّيل على النّهار- ل-ياسمينة خضرا-


. سامية غشير

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


جدليّة الصّراع/ الحوار الحضاري في رواية "فضل اللّيل على النّهار" ل"ياسمينة خضرا"
سامية غشير
تعدّ التجربة الأدبية للكاتب الجزائري " محمّد مولسهول" الشّهير ب "ياسمينة خضرا" من أكثر التجارب العربيّة نضجًا و وعيًّا و تميّزًا و انتشارًا عالميّا، فهذا الرّوائي المقيم في فرنسا والذّي يكتب باللّغة الفرنسية سخّر قلمه للدّفاع عن القضايا الإنسانيّة حيث تطرّق في كتابته إلى قضايا الإرهاب و العنف و الحرب في العالم إضافة إلى قضايا الانتماء و أزمة الهوية و الاغتراب، و تتسّم رواياته بنبذه لثقافة العنف و دعوته إلى قيّم المحبّة و التسامح و السّلم و الحريّة، والحوار بين الثّقافات.
تتطّرق الأعمال الرّوائيّة للكاتب إلى مواضيع إنسانيّة من صميم الواقع الإنساني الذّي أثقلته مناخات الإرهاب والعنف، فهو يحاول أنّ يقدّم صورة لمجتمع إنساني مسالم و متسامح ف " ياسمينة خضراء" في كتاباته ينتقد ثقافة العنف بمختلف أشكالها، ويشرّح مواضع الصّراع الإنساني، ويرسم حدود التّحاور والتّعايش.
تعدّ رواية " فضل اللّيل على النّهار" من النّماذج الرّوائيّة التي ركزّت في بنائِها العام على إبراز صور الصّراع/ الحوار الحضاري بين فرنسا والجزائر، أو بين يونس الجزائري وإيميلي الفرنسيّة عبر رسم قصّة حبّ قوّة تفيض مشاعر إنسانيّة جيّاشة.
لقد حاول " ياسمينة خضرا" من خلال روايته أن يرسل رسائل مشفرّة عن دور الحبّ في تصحيح مسار العلاقات المتناحرة، ورسم التّعايش بين الحضارتين الجزائريّة والفرنسيّة، وتبيين دور الأحاسيس الصّادقة في محاربة زيف السّلطة وممارساتها القمعيّة، فهو يوضّح أنّ تقارب الشّعوب و تعايشها لا تحكمه حدود سيّاسيّة وأمور فوقيّة عليا بقدر ما يحكمه الحبّ الذّي يقصّر الحدود بين الشّعوب، و يقضي على العنصريّة والطّبقّة، ويرسم عالم السّلام والحوار الحضاري. وهذا ما يوضّحه في السّياق الآتي: "يتعلق الأمر بالحب. لم أسرق شيئا، ولم أحوّل شيئا. صعقة الحب مثلما يحدث بالآلاف عبر العالم. إن صعقة الحب نعمة من الله؛ اللحظة المفضلة عند الآلهة. لا أظن أنني لا أستحق هذه النعمة. كما لا أخجل منها أيضا. أحببت إيميلي من النظرة الأولى. ليس ما هو دنيء في هذا. فابريس يبقى صديقي دائما. لا أعرف كيف أشرح لكم القضية. آخذ الأشياء كما تأتي." (الرّواية، ص90)
فرغم أنّ الرّواية تعرضت في مواضع كثيرة إلى أوجه الصّراع الحضاري الجزائري/ الفرنسي إلّا أنّ جوهرها الأساس والرّئيس هو بناء صورة إنسانيّة متسامحة تزيل العداوة والحقد التّاريخي بين الجزائر وفرنسا والذّي استمدّ لقرون عديدة، وأن يرسم صورة الحبّ في زمن الحرب والكراهيّة.
إلّا أنّ مساعي الرّوائي ورؤيته أخفقت في رسم صور التّسامح والتّحاور بدليل فشل قصّة حبّ البطلين في النّهاية، وتوتّر علاقتهما، وهذه إحالة رمزيّة من الرّوائي عن فشل عمليّة التّصالح والتّعايش بين الثّقافتين الجزائريّة والفرنسيّة، ف"إيميلي" الفرنسيّة لازالت تتبنّى أفكار ورؤى ثقافتها، كما لا تزال النّظرة التّحقيريّة للفرنسيين إتّجاه العرب والجزائريين طاغية في الرّواية، أمّا "يونس" الجزائري فقد أدرك في الأخير حقيقته، وضرورة العودة إلى أصله وثقافته بدليل عودته إلى الجزائر، وبذلك تقطع كل خيوط الحوار والتّعايش ويزداد الصّراع بين الجزائر وفرنسا وينتقل من صورته العسكريّة إلى صورته العاطفيّة والفكريّة. "كتبت لها الرسائل وبعثت لها بطاقات بريدية عند كل عيد... ولم تجبني ولو مرة واحدة. فكّرت أنها تكون قد غيّرت العنوان، وأنها ذهبت إلى مكان آخر، إلى أبعد نقطة ممكنة من ذكرياتها، وربّما كان هذا أفضل لي ولها. صحيح أنني ندمت كثيرا، وأنا أفكّر في الأشياء الجميلة التي كان يمكن أن نقوم بها معا، في الجراح التي نكون قد تفاديناها، في الشقاوة الذي نكون قد عاجناها تلقائيا، في العفاريت الشريرة التي نكون قد تخلصنا منها. لم ترد إيميلي أن تنقذ شيئا، ولا أن تقلب الصفحة، ولا أن تتخلّص من حداد أي شجن. كانت اللحظات القليلة التي خصصتها لي في ذلك الشارع الرازح تحت قيظ الشمس كافية لأدرك أن هناك أبوابا إذا انغلقت على ألم تحوّلها إلى هاوية لا يمكن حتى للنور الإلهي إن يصلها... تعذّبت كثيرا بسبب إيميلي؛ عذّبني حزنها، وتنسّكها، واختيار حياتها منزوية في مأساتها. وبعد ذلك، حاولت أن أنساها، آملا أنني سأخفف بهذه الكيفية الضرّ الذي يسكننا." (الرواية، ص300)
لقد حاول الرّوائي "ياسمينة خضرا" من خلال روايته "فضل اللّيل على النّهار" أن يقلّل من حدّة الصّراع والتّأزّم في العلاقة التّاريخيّة بين الجزائر وفرنسا، وعمد إلى تقديم بديل لمعالجة تلك التّوترات السّياسيّة عبر صور الحبّ والتّحاور والتّعايش الحضاري، لكنّه أخفق في ذلك نتيجة الخلفيات الإيديولوجيّة التي صبغت العلاقة التّاريخيّة بين البلدين.




#._سامية_غشير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - . سامية غشير - جدليّة الصّراع/ الحوار الحضاري في رواية -فضل اللّيل على النّهار- ل-ياسمينة خضرا-