أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - المثقف النخبوي














المزيد.....

المثقف النخبوي


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف النخبوي
لا يختلف أثنان ما للمثقف من تفرد وميزه لا تتوفر لغيره من سواد الناس , هذا التميز يتأسس على ما يمتلكه من دقه الرصد , وعلمية التحليل لواقع يعيشه الناس ولم يلتفتوا له ويمعنوا النظر فيه, كما يفعل المثقف , بالأضافه الى هذا تراه يتسلح بأدوات معرفيه من آليات بحث , وأدوات تدقيق ورصد لا يتمتع بها غيره, ناهيك عما يتأبط به من غزير معلومات , يفتقدها غيره, كذلك على ما يتجشم من عناء اللهث وراء تطورات مادة بحثه أملآ بأستيفاءها لشروطها العلميه , كما يحلق عاليآ فوق محددات المكان والزمان . أنه النحله التي تقف على أكثر من زهره لكي يعطي رحيقآ ثقافيآ غنيآ لقراءه لكي يساهم في حصانته ويدفعه بحركه واعيه نحو هدف سامي مصداقآ للآيه الكريمه (وقصد في مشيك...).
هذه ملامح مختصره وصفات عامه للمثقف , وهو ما يغاير به زميله الحافظ الذي لا يجيد الا خزن المعلومات وأعادت أجترارها على الناس من غير تنقيح ولا تحصيف ولعل الكثير ممن لا يحسن حتى أختيار مناسبتها مما قد يسئ لها ولقصدية واضعها.
يتضح من هذا ما للمثقف من دور ورساله في بناء الأمه والمجتمع الذي ينتمي اليه , وهذا هو ما دعاني للخوض في غمار ممارسات الكثير من مثقفي النخبه من عراقيين وعرب من جنايات لا يمكن أن يتطهروا منها ولو سبحوا بماء زمزم , ولا يغفر لهم ولو تعلقوا بأستار الكعبه لبشاعة الخطيئه ولجسامة الخساره التي تسببوا بها لمجتمعهم من خطل في الرؤيا وتشوهات في الفهم وتشتت في النسيج الأجتماعي بسبب مواقفهم الهزيله وبيعهم لشرف الكلمه والتسويق لتجار الحروب من الحكام والأندكاك بالمشاريع السلطويه من أمثال الترويج للحروب العبثيه والمشاريع الأستسلاميه وتزويق واجهات ملوك الخيانه وأمراء العبث والمجون , مقابل هؤلاء هناك فئه أخرى أعتزلت الجمهور وتنكرت له , وتعالت عليه , بل ونعتته بأقذع الصفات , مكتفيه بما تنقله من فتات النظريات العابره للقارات , مستنسخين تحليلات غيرهم ممن لا قبل لهم بواقعنا , متشدقين بكلمات طنانه وأسماء رنانه جاعلين منها مطيه للصعود لبروجهم الخاويه , والأدهى وياللخيبه لهم تسمعهم يصرخون ويندبون حظهم العاثر على تخلي الناس عنهم والتنكر لوجودهم بعدم الأستماع لهم والأخذ بأرائهم.
التاريخ سوف يحمل هذين الفئتين من المثقفين كامل المسؤوليه الأدبيه والأخلاقيه بتركهم لأقدس مهمه , الا وهو ما أسميه بالخدمه الأرشاديه لجمهور يعيش حاله من الضياع والتخبط الفكري والأخلاقي , تاركين الساحه لأرباع المثقفين , بل ولكثير من الجهله التي تعج بهم الساحه العراقيه والعربيه ممن يكتبوا بالصحف الصفراء , ويظهروا من على شاشات التلفاز المدفوعة الأجر من حيتان المال وتجار السياسه , داعيك لمجموعه تصول وتجول ومن أعلى المنابر وأكثرها قداسه ممتهنين حرفة الخطابه ينشرون الكثير ممن ما أنزل الله به من سلطان ناشرين ومحرضين للفوضى بكل ما تعني كلمة فوضى من معنى وطبعا هذا لاينطبق على الجميع لأن هناك من الخطباء ممن أسهم بأطفاء الكثير من الحرائق التي أشعلها أصحاب أيدلوجيات الحروب وتجار السلاح,
أن ما نعيشه اليوم من معاناة وشقاء هو نتيجه حتميه لبؤس الثقافه والمثقف وتقاعسه المفرط عن أداء أشرف واجب وطني وأنساني عن طريق تخليه بل وتخاذله عن مشروعه التوعوي والمساهمه بالحركه الواعيه للجمهور , فهم بدل أن يتلمسوا هموم الناس ويأخذوا بأيديهم الى مشاربهم الحقيقيه وتنبيههم الى مصالحهم الحقيقيه , تراهم يولوا بوجوههم الى رهط من المغامرين والطغاة يأدلجوا لهم أجرامهم ويزينوا لهم قبيح أعمالهم .
اليم حري بالمثقف أن يكرس حالة الأنتماء الوطني في نفوس وعقول مواطنيه , والمساهمه بتكريس حالة الأنتماء لهويتهم الوطنيه وذلك عن طريق بناء سياجآ أساسه الوعي العالي والروح التواقه للسمو الحضاري والأرتقاء بالنفس العراقيه لكي تتعالى على الصغائروتهاجركل هفوات النكوص والأبتذال والتبعيه للأخر , أن تقاعسهم في أداء هذا الواجب الوطني والأنساني يجعلهم في مصاف من يرتكب الخطيئه العظمى بحق شعبه ووطنه .
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن


المزيد.....




- بعد مقتل نصرالله.. وزير الدفاع الأمريكي يتعهد بحماية إسرائيل ...
- شاهد.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN ا ...
- -حان الوقت لإتمام الاتفاقيات-.. أول تعليق من بايدن على مقتل ...
- مشاهد لمقاتلات إسرائيلية تقلع في مهمة القضاء على حسن نصر الل ...
- أول تعليق لبايدن على مقتل نصرالله
- -كتائب القسام- تنعى نصر الله وتؤكد: إسرائيل تعيش نشوة مؤقتة ...
- لافروف يدعو إلى الوقف الفوري لقتل الفلسطينيين بالأسلحة الأمر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن فرض حصار عسكري على لبنان
- -يديعوت أحرنوت-: هجوم إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبي ...
- رئيس أركان الجيش الإيراني: قريبا يتحدد مصير فلسطين والمنطقة ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - المثقف النخبوي