أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - يوم أسود... وأيام أكثر سواداً!!!














المزيد.....

يوم أسود... وأيام أكثر سواداً!!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا الأيام وقبل أربعة عشر عاماُ، انطوت صفحة سوداء من تاريخ العراق وبدأت صفحات أكثر سواداً وظلاماً في كل تاريخه العريق، وفي مصيره ومستقبله كوطن وشعب ودولة!.
ففي يوم 2003-4-9 دخل الغزاة الأمريكيون مدينة السلام بغداد فاتحين!.

قبل هذا اليوم الأســــود كنا (شعباً واحداً) مظلوماً يخضع لنزوات حاكم ظالم طائش مشبوه، تعاونه شلة فاسدة من هواة السياسة وأنصاف المتعلمين!.
لكن بعد هذا اليوم الأسود أزالوا عنا صفة (الشعب الواحد) وأطلق البعض علينا اسم " الشعوب العراقية ".. شعوب تحمل أسماء شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين وصابئة وإزيديين وعرب وأكراد وتركمان وشبك وكلدان وآشوريين وعشائر وقبائل ومناطق وأقاليم فدرالية.......إلخ.. يكونون مجموعة من المتخاصمين، وفي أغلب الأحيان متقاتلين..وأصبحت جغرافية العراق تقسم إلى " شرجية " و " غربية " و " كردستان " ووسطستان وجنوبستان ......إلخ بينها سدود وحدود دموية ونفسية قاهرة!!

قبل نظام البعث كنا نسمي أنفسنا ـ وهذه هي الحقيقة ـ " بلد الحضارات " وعلى مدى خمسة وثلاثين عاماً من حكم البعث تحولنا إلى [بلد الحثالات(الحاكمة)] من قبل هواة السياسة وأنصاف المتعلمين أولئك، و " قائدهم الرمز" ، فأدخلونا في دهاليز مظلمة أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم، من دمار شامل وضياع كامل في بطون القوى الإقليمية والحيتان الدولية!.

في البداية (أجرونا كمرتزقة) للسعودية ودول الخليج والمشاريع الأمريكية في المنطقة، لنخوض بالنيابة عنهم حرب الثمان سنوات العجاف مع إيران، وبأجر معلوم عن كل رأس عراقية تقطع في تلك الحرب الملعونة!.
وليتنا ربحنا تلك الحرب المجنونة ـ لهانت جميع التضيات ـ إنما خسرناها واقعياً وربحناها إعلامياً..فقد خسرنا لصالح إيران أجزاءً من أراضينا الوطنية، ومعها نصف شط العرب الذي أصبح أسمه رسمياً في المحافل الدولية، وباللغة الفارسية (أرفند رود)!!.

وفي المرة الثانية اختلف أولئك الهواة السياسيون بقيادة " قائدهم الرمز" ـ وبعد أقل من سنتين ـ اختلفوا مع حلفائهم الخليجيين.. فأدخلونا في حرب أخرى جديدة مع الكويت هذه المرة!.
فجاءت "عاصفة الصحراء" الأم الشرعية لـ "عاصفة الحزم" الحالية، لتعصف بالعراق والأمة العربية باجمعها، وتدخلها في هذه الدوامة الدموية التي نتعايش معها الآن في حياتنا اليومية.. وفقدنا مرة أخرى أجزاءاً من أراضينا الوطنية، ونصف مدينة القائم ومينائها وقاعدتها البحرية العملاقة، لصالح الكويت هذه المرة!.
فضاقت بسببها إطلالتنا البحرية على الخليج العربي وأغلقت تقريباً جميع منافذنا البحرية، وتقلص وطننا العراقي من شرقه ومن غربه، وعشنا داخله في حصارِ إجرامي قاسٍ.. وقد قُطع عنا الماء والهواء والدواء والغذاء لمدة تقارب الخمسة عشر عاماً، ولا زالت ذيول ذلك الحصار مستمرة إلى اليوم.. فتحولنا بسببه إلى أشلاء متناثرة متآكلة ومتخلفة على كل المستويات، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية والعسكرية.....إلخ
وثالثة الأثافي ـ كما يقولون ـ جاءت بها ((حواسم صدام)) أو (حواسم بوش) ـ لا نعرف حقيقة من أبيها هو الشرعي ـ فبعثرت هذه (الأشلاء العراقية) المتناثرة، وكل ما تبقى من العراق في كل الاتجاهات الكونية !!

فقد بَعثَرَ العراق إلى طوائف وشيع وأحزاب، طائفية ودينية وسياسية ومناطقية وقبلية، ثم انقلبت إلى معارك دموية يومية، بدأت برعاية مخابراتية أمريكية ودولية، وانتهت بهيمنة اقليمية إيرانية وتركية وهمجية سعودية.. ولكل منها توابع محلية تمتلك كل أنواع الأسلحة ماعدا الذرية تتقاتل بها، وتقتل بها ما تبقى من أرواح عراقية!.

ثم عممت هذه (التجربة العراقية الدموية الرائدة!!) عربيا من اليمن إلى ليبيا وما بعدهما، وأخذت تأكل بالعرب الواحد تلو الآخر من "اليمن السعيد" إلى "تونس الخضراء " !!
***
لقد كان نظام البعث وصدام وأمثاله من النظم العربية الاستبدادية المشابهة، عبارة عن (جرثومة نووية) تفجرت بالعرب جميعهم، وبما يعادل (100 قنبلة نووية) تفجرت جميعها في آن واحد وحولتهم إلى أشلاء، وأوصلتهم إلى كل ما هم فيه اليوم من حالة دمار شامل، وشلل في العقول والأرواح والضمائر والمشاعر الإنسانية!!
وتلك (الجرثومة النووية) التي ولدت من قيحها جميع النظم العربية الإستبدادية، هي (تفس الجرثومة) التي ولدت من رحمها أيضاً، الطائفية وداعش والنصرة والقاعدة وبوكو حرام، ومئات المليشيات العسكرية والفكرية والسلوكية!!

لا تصدقوا بأن نظام صدام حسين كان (نظاماً قومياً عربياً) حتى وإن أطلق هو على نفسه هذه التسمية..هو ينتمي إلى ذلك الجزء من الفكر العربي الأقلوي، الذي تمتد حباله السرية إلى نفس البيئة الصحراوية التي أنتجت القاعدة وداعـــــــــــــش والنصرة.......الخ.. تلك البيئة التي تنفي الآخر، وتستبيح دمه وحياته وماله ولا تعترف بآدميته ولا بحقه في الوجود ..الفرق بين البعث وداعش ومن على شاكلتها هو:
 أن البعث ارتدى ملابس عصرية وأفكاراً تبدو عروبية، ومارس نفس ممارسات داعش الدموية من خلال نماذج أنظمة الحكم التي أقامها!.
 بينما داعــــــــــــــــش ارتدى ملابس الصحراء وأفكارها (وموادها الخام الأصلية) ومارس القتل والذبح والحرق والتدمير على الطبيعة وبدون رادع أخلاقي، ديني أو إنساني أو من أي نوع آخر!!

وفي النهاية عرفت حقيقة البعث الصدامي..فقد طلق الأمة العربية (بالثلاث) وانقلب ـ في العراق على الأقل ـ إلى ((الطريقة النقشبندية)) وممارساتها الدموية.. ثم تحالف مع داعـــــــــــــــــــــش في الموصل وباقي مناطق العراق، ليخوضا معاً هذه الحرب الدموية البدوية القرسطوية!!
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيف المعارضة .. ومعارضة الزيف!! (2) كيف يمكن إحياء الحركة ال ...
- زيف المعارضة .. ومعارضة الزيف!!
- زفرات
- داعشية مسيحية!!
- أسفري يا ابنة فهرٍ .. تحجبي يا ابنة فهرٍ .. تنقبي با أبنة فه ...
- المرأة: أبجدية التقدم والتخلف والتنمية والنهضة!.
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! ....( 7والأخير).... عصر أنوار مغا ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (6).... معادلات التاريخ الكب ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (5).... تراجع المشرق .. صعود ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (4).... الجغرافية الحاكمة لل ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (3)....التاريخ ربما يبدأ غدا ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .....(2).... تخلفنا وجذوره التاري ...
- ثورة الشباب .. وعقد الشيوخ! (3 والأخيرة)من الاحتلال..إلى الا ...
- ! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!
- !وعقد الشيوخ.. ثورة الشباب (1)ثورة أم انتفاضة أم ((هلوسة ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! (1) آن لهذا المشرق العربي أن يستر ...
- الديمقراطية: ديمقراطيتان!!
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! .. ( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! ...( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (6) ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - يوم أسود... وأيام أكثر سواداً!!!