فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 19:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع إقتراب موعد إجراء الانتخابات الصورية لرئاسة نظام الملالي، فإن القلق و التوجس يزداد أکثر فأکثر من أن يعاد سيناريو إنتفاضة عام 2009، خصوصا وإن جناحي النظام مولعان و مغرمان و متمرسان في عمليات الغش و الخداع و الکذب و التزييف و التحريف في القضايا و المسائل المتعلقة بالانتخابات.
إنتفاضة عام 2009، والتي هزت النظام بصورة عنيفة بحيث کان مرشحا للسقوط ولکن إحجام المجتمع الدولية وخصوصا الدول الغربية في دعم و تإييد هذه الانتفاضة و إلتزامهم بسياسة حمقاء تسعى لإعادة تأهيل النظام و إصلاحه من الداخل، وهم قد إنخدعوا بمزاعم الاصلاح و الاعتدال المنطلقة من داخل النظام من أجل المحافظة عليه، وقد کان لهذا الموقف الدولي الخاطئ آثار و نتائج سلبية ليس على الشعب الايراني فقط وانما على شعوب المنطقة و العالم أيضا، وإن الانتقادات المختلفة التي تم توجيهها للإدارة الامريکية السابقة و للدول الاوربية على مواقفها غير السليمة من تلك الانتفاضة ولدت حالة من الخوف داخل الاوساط السياسية للنظام حيث إن حدوث أية إنتفاضة أخرى من شأنها أن تحظى بدعم و تإييد دولي کبير.
التجاذبات و التراشقات بين جناحي النظام مع إقتراب موعد تلك الانتخابات في مايو/أيار، تزداد حدة والمثير للسخرية إن کلاهما يتخوفان من إنفجار الغضب و السخط الجماهيري العارم بوجههم کما جرى في عام 2009، ولاسيما وأن أسباب و مبررات حدوث ذلك متوفرة تماما الى جانب إن نظام الملالي في أضعف حالاته، مع ملاحظة مهمة وهي إن المقاومة الايرانية يزداد دورها و حضورها داخليا و إقليميا و دوليا وهو أکثر شئ يصيب النظام بالهلع، لأنه يعلم بأن المقاومة الايرانية و في حالة حدوث إنتفاضة جديدة فإن کل الاحتمالات واردة لکي تأخذ بزمام المبادرة و تقلب الاوضاع رأسا على عقب.
لعبة الانتخابات التي يقوم بها هذا النظام، تبين للعالم کله ولاسيما للشعب الايراني بأن ليس هناك من أية فائدة تترجى من ورائها ذلك إن الاوضاع دائما تسير من سئ الى الاسوء و ليس هناك من أي أمل أو تفاٶل بحدوث تغيير إيجابي في النظام لصالح الشعب الايراني، ولهذا فإن عزوف الشعب عن الانتخابات و عدم إقباله عليها يضاعف هو الاخر من قلق النظام لأنه يعکس فقدان الشعب الايراني لثقته به و بحثه عن بديل آخر له و الذي يراه الشعب الايراني في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية دون غيره.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟