أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - القمة العربية وغرغرينا أحلام الشعوب














المزيد.....

القمة العربية وغرغرينا أحلام الشعوب


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآمال العربية في الوحدة وإعادة بناء البيت العربي باءت بالفشل منذ عقود بعد تفشي أزمات الثقة بين الشعوب وأنظمتها السياسية رغم أن الكثير من هذه الأنظمة السياسية كانت ولا تزال مسيطرة على الوضع السياسي في دولها كما في اليمن وسوريا وليبيا ولم يكن هناك حراك فعال لجامعة الدول العربية أو إعلان لقمة عربية تحل أزمة الشعب والنظام في أي من البلاد العربية وليست في الدول التي انتهكت فيها حرية الإنسان وأضطُهد في أبسط حقوقه وهي الحياة الكريمة
بعيدا عن منهج السياسيين في العرض المتفائل لأبعاد القمة العربية يكون حلم المواطن في تلمس أدنى مستوى من الحياة الكريمة والتي لا يمكنه الشعور بها بأي شكل من الأشكال إلا إذا تغيرت مأساته اليومية والعلاقة الطردية بين باب جهنم وراتبه البسيط وأعباء الحياة. لا تعنيه الاتفاقات الكثيرة ولا أجندة الأعمال ولا أي من الجلسات الحوارية الجانبية لأنها ببساطة لا تطعمه الخبز.
حال المواطن الأمريكي بعد ما وهبته العربية السعودية قد تغير حسب تصريحات ترامب بأن ما قيمته 300 مليار دولا كافية لخلق وظائف للمواطن الأمريكي والقضاء على نسبة مرتفعة من البطالة كان يمكن للمواطن الأردني أن يشعر بهذا الفارق لو كان ما قيمته 10 مليار من الدولارات قد وظفت من اجل دعم اقتصاده ودعمه فعليا دون أن تصادرها البدلات الفاسدة بأشكال مختلفة وبعيدا عن منظور المحاسبة .
ليست قضية أي مواطن أينما وجد على الساحة العربية الحديث عن السياسة والوضع الإقليمي رغم أنه يشكل عبأ جديدا عليه يفرضه المتطرفون بين الفينة والأخرى، ما يعنيه حقا هو تحسين الوضع المعيشي وتقليص العبء الضريبي وتوثيق علاقته مع حكومته والتي يجب بأي شكل من الأشكال فصلها عن النظام الحاكم لأن فساد الحكومات وتخبطها لا يعني بالضرورة فساد الأنظمة إنما تقصير من النظام في المحاسبة والمراقبة وهذا كفيل إلى أن يشكل أزمة ثقة المواطن العربي مترفع عن الوقوع بها.
الفوضى الإقليمية في المنطقة العربية وإعادة بناء شرق أوسط جديد بناء على الرؤية الأمريكية ومشروع كونداليزا رايس وكلينتون التي صرحت به علانية في كتابها الشهير لم يعد يخفى على أحد أن السياسة الغربية تقوم على الدعوة للتفاوض حول الدائرة المستديرة وعقد اتفاقيات التسلح مع المتطرفين تحت الطاولة. ليس هذا وحسب بل ودعم العصابات الإرهابية وعلى رأسها داعش الدموية وخلق مفهوم الإرهاب الإسلامي والدعوة إلى العلمانية العالمية رغم أنها بالفعل مطبقة في الأنظمة السياسية العربية. ليس هذا وحسب بل ودعم الأقليات في اتخاذها تقرير المصير بإنشاء دول لها داخل المنظومة الجيوسياسية للدول الأم رغم أن التمازج البشري على مدى قرون من الزمن ألغى هذه التفرقة العنصرية والتي يمكن القول أن نظام صدام والأسد كانا سببا في ظهورها كقضية رأي عام لسوء تعامل الأنظمة معها وحرمانها من أدنى حقوقها التي كان حريّا بهذه الأنظمة تطبيقها والتعامل معها كحق شرعي لا يمكن الانتقاص منه وفق الأهواء
ومما زاد الطين بلة هو الحرب الأهلية التي تدور رحاها في أغلب البلاد العربية التي سعت إلى ثورات الربيع العربي على أساس طائفي وهي التي لا يمكن إنهاؤها إلا بتولي الحكماء زمام الأمور
وتأتي في ظل هذا التشوه في الديمغرافيا البشرية والأيدلوجية الإنسانية والصراع الجيوسياسي القمة العربية في البحر الميت لتبحث التطورات في المنطقة التي لا تخفى على أحد والتي لا يمكن ان ينكرها حصيف الذي يعلم أسبابها وخفاياها ولا يداريها لأن الاعتراف بهذه الأزمات كفيل بحلها ولن يفيد دفن رأس النعامة في التراب الحكومات والساسة بشيء.
إن قضية الأمن القومي ليست صعبة كما يصورها الإعلام بقدر ما هي قضية إعادة الثقة بين الشعب ونظامه وبين الحكومة والمواطن وبين الإنسان والإنسان بعيدا عن النصوص المعقدة.
الشفافية والإصلاح الاقتصادي والسياسي وتجذير مشاركة المواطن في العمل المجتمعي وتفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني كفيل بخلق لحمة وطنية وجيش داخلي قوامه الشعب بعيدا عن اللعبة السياسية في خلق أسافين الفرقة الوطنية
ما يحتاجه المواطن العربي بالفعل هو إعادة توجيه اهتمامات القمة العربية وأولوياتها إلى الشأن العربي الداخلي والذي من شأنه رفع سوية الشعوب وتقويتها وتدعيم الثقة المتبادلة بين الشعوب وحاكميها وتقوية بنيان الدولة في مواجهة الأخطار الخارجية وتفعيل المنظومة العربية في الحراك السياسي بعيدا عن اللجوء إلى الأمم المتحدة التي أثبتت عدم جدارتها وانحيازها إلى الأبرتايد كما ويجب سحب أي قوات غير عربية من الأراضي العربية وهذا يعني إخراج القوات الأمريكية والروسية والفرنسية من الأراضي العربية وعدم الانصياع إلى المفهوم الاستعماري القديم بعد نجاح الدول الاستعمارية في تغير المفهوم الاستعماري أو حكومة الانتداب إلى معاهدات ثقافية واقتصادية تخضع لمظلة المم المتحدة وغيرها من الهيئات العالمية التي لا تبتعد كثيرا عن مفهوم السيطرة على النخاع الشوكي العربي



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام والسبات البرلماني الأردني
- الأبرتايد بين خلف والدقامسة
- السحر الأسود وبيع المناصب
- مسابقة الأديبة القاصة رولا حسينات الأولى في القصة القصيرة لل ...
- أحبك ولكن
- المديونية الأردنية ..والمصباح السحري
- أزمة اللجوء وآلية الخروج من عنق الزجاجة
- شواء بشري بطعم الحرية
- حمى المناهج وفوبيا الأديان


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - القمة العربية وغرغرينا أحلام الشعوب