الأسعد بنرحومة
الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 09:34
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الدّيمقراطية , من الدولة التيوقراطية الى الدولة الرأسمالطيّة ...
تجمع الدّيمقراطية بين قاعدة " السيادة للشعب " وقاعدة " حرّية التّملكّ " , لتنتج حركة تفاعلية سياسية فكرية قوامها سلطة القوّة ونفوذ الأقوى الذي يفرزه تركّز المال عند الفئة الأقوى . فيتحكّم فئة قليلة هي أصحاب رؤوس الأموال بالحياة السياسية والاقتصادية والتشريعية في المجتمع والدّولة , ويصبح الحكّام , بل الدّولة كلّها مسخّرة لخدمة هؤلاء وحماية مصالحهم الفرديّة . والدّولة نفسها في النّظم الدّيمقراطية تجعل " الشّعب " كلّه عبيدا مستسلمين لنزوات هؤلاء القلّة الجشعة , ويتمّ رسم خطوط العبوديّة الحديثة بخيوط مزركشة لكنّها ليست الّا فيروسات تصيب العقل والتفكير لدى المرء تحت تأثير الوقع الرنّان لشعارات " حكم الشعب " و ّ ارادة الشعب " و " الحداثة " , وهذه الخيوط الكثيرة مثل " المجتمع السياسي " أو " ممثّلي الشعب " أو " السلطة بيد الشعب " أو " المواطنة " ليست الّا خمرا معتّقة تُسقى للجماهير بصفة دائمة , ويتكرّر مجهود التخدير للفكر والحركة الفعلية في المجتمع بواسطة هذه الخمر المعتّقة حتّى تنتج شعبا من العبيد يعاني من مرض سرطانيّ خطير تجعله يقبل بنفس القيود القديمة , ونفس ظلام القرون الوسطى الذي عاشته أوروبا ولكن مع بعض التّلميع والتجديد بآليات العبوديّة الجديدة باسم " الحرّية " ووهم سيادة الشعب .
#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟