أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - احتلال شمال افريقية كان نتيجة أزمة ثقافية لا دينية أو طائفية















المزيد.....

احتلال شمال افريقية كان نتيجة أزمة ثقافية لا دينية أو طائفية


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مستقبل و لا حضارة لشعوب بلا ثقافة (غياب التواصل و الحوار وراء ضعف الأمة الإسلامية)
احتلال شمال افريقية كان نتيجة أزمة ثقافية لا دينية أو طائفية

--------------------------------------------------------------
هل يأتي الإصلاح قبل البناء أم العكس؟ سؤال يتجدد طرحه في ظل الحِراك السياسي التي تشهده الساحة العربية، من تغيرات و تحولات على كل الأصعدة و المستويات، و ما هو دور المثقف في إدارة الأزمات؟، كون الطبقة المثقفة تلعب دورا مهما في تحويل الخلافات الدائرة بين الشعوب و حتى المسؤولين في دولة ما إلى نوع من التعاون، للقضاء على كل أشكال الاستعمار ( الفكري، الثقافي، السياسي و الاقتصادي) الذي كان و ما يزال بمثابة السوط الذي يلهب ظهور الدول و الدعوة كذلك إلى التخلي عن الأفكار السلبية و العقيمة من أجل البناء و الإنماء

الثقافة و المثقف مرتبطان بالمجتمع كونهما عنصران مهمان في المجتمع، و الشعوب بلا ثقافة لا مستقبل لها و لا حضارة، كون هذه الثقافة التي تعبر عن "هُوِيَّة" مجتمع ما ذات صلة بعقيدته و السلوكات الفردية لهذا المجتمع، و المثقف هو ذلك الإنسان الذي يتكون تفكيره من تلك الأفكار تضاف إليها خبرته الناتجة من احتكاك مباشر لواقع ملموس، و لذا عليه أن يكون ملتزما بقضايا أمته، و هو مطالب بأن يتعرف على إمكانياتها و الطاقة المدخرة فيها، و أن يوازن بين الإمكانيات و الاحتياجات حتى لا تستهلك طاقة الجماهير، لكن عليه قبل كل شيء أن يبدأ دوره بالعناية بنفسه و إصلاح ذاته، فكثير من المثقفين مفرطون في حقوق الله، بحيث ترى نصيبهم من العبادة قليل جدا، لأن الاستعمار عندما غزا العالم الإسلامي استعمل أسلوب الهدم و تغييب الدين في المجتمعات الإسلامية، و الإسلام اليوم بقدر ما في حاجة إلى أفكار فهو في حاجة إلى قائد، لأفلا يمكن للمثقف أن يكون هو قائد هذه الأمة؟ فما هو دور المثقف تجاه أمته؟ هو السؤال الذي يلح على الطرح، خاصة و أن المؤرخين يجمعون على أن احتلال شمال افريقية كان أزمة ثقافية لا دينية، فالرومان مثلا فرضوا ثقافتهم على المجتمع الأمازيغي، و ظهر ما سمي بالصراع "الدوناتي"، و كان هذا الصراع أكثر دموية ، إذ كانت مسيحية الأمازيغي الأقرب إلى التوحيد، ما جعل القديس أوغسطين يقف ضد الثقافة الأمازيغية ، وظلت الأوضاع على تلك الحال إلى أن جاء الفتح الإسلامي الذي قرب بين المجتمعات، و تأقلمها مع الوضع الجديد ، بحيث لم تكن هناك صراعات بين الأمازيغ و الإسلام.
فالمثقف اليوم مطالب بتحليل الأسباب التاريخية و بعث الشعوب على الدفاع عن حقوقها و تقرير مصيرها بنفسها و تنظيم حياتها و نشاطها، كما هو مطالب بالوقوف على الآثار التي خلفتها الثورات الشعبية و ما هي الأمثلة التي يمكن الاحتذاء بها في تحرير باقي الشعوب من تعنت الحكام ونظامهم الفاسد، الذي وقف ضد التطور، في ظل الشعارات التي تطلقها الأطراف المعارضة لتغذية عقل المواطن العربي و النهوض بالمشاريع البناءة التي ما تزال على الورق، لاسيما و هذه المشاريع تعد جزء من المشاكل التي تعاني منها دول العالم الثالث التي عجزت عن توفير لقمة العيش و لم تضع أي خطوة محكمة و مدروسة لتنفيذ مشاريعها الحيوية و مسيرتها في الحياة و اتجاهها فيها، فإذا اهتزت هذه الصورة لن يكون للأمة شخصية تميزها او سمات تنفرد بها بل تصبح تبعا لغيرها، يقول بعض المفكرين إن مهمة المثقف هي تبصير الأمة و أن يكون له دور فعال في إدارة الأزمات و الوقوف إلى جانب الحق و مقاومة الظلم و الباطل و يعالج مشكلات المجتمع، غير أن الواقع يعكس ذلك، لأن الكثير من المثقفين يثيرون الإشكاليات و لا يطرحون الحلول لتلك الإشكاليات، بل يتعصبون لأفكارهم و يرفضون الحوار مع الآخر ( المخالف)، و يستعملون معه أساليب الترهيب و التهديد، وقد يذهبون إلى أبعد من ذلك، قد تصل الأمور حد التكفير أو التهديد بالقتل، إنهم أولئك المتشددين للرأي و الذين يمارسون سياسية القمع، و لم ينتهجوا نهج الرسول الذي درب الصحابة على حرية الرأي و التعبير و حث الناس بحقهم في الدفاع عن وجهات نظرهم، و لهذا يمكن القول أن ممارسة تضليل الناس و توريطهم فيما يضرهم ليس من حرية التعبير في شيء بل هي إفساد و تغرير، و من يسمع لهؤلاء سوى الضعيف و الجاهل و السفيه و المريض ممن لا يستطيعون تمييز الخبيث من الطيب، لقد عالج مالك بن نبي المشكلة الثقافية و المسخ الثقافي عندما رسم صورة للطفل المتوحش الذي افتقدته أمّه و ترعرع مع حيوان بري (غزالة)، و هو يعني بذلك انسلاخ المثقف عن ثقافته في محاولة منه خلق مجتمعا "افتراضيا"، و يمكن الوقوف على ما يحدث من سب و شتم للمسلمين فيما بينهم، و ما غذته الطائفية، وصل بهم الأمر إلى حد "التكفير"، فيما اكتفى البعض بدور المتفرج إزاء ما يحدث و كأنه غير معني لما يجري، في حين لبست فئة أخرى ثوب التشاؤم و أشاعت ثقافة اليأس.
و عادة ما يربط الباحثون إشكالية الثقافة بالمثقف والسلطة، و قد أطلقوا عليهم بمثقفي السلاطين، و هو ما ذهب إليه الدكتور عيساوي من جامعة باتنة ، حيث قسم المثقف إلى درجات فنجد ( مثقفو السلاطين و الحكام، ومثقفو العامة و الجماهير)، و هذه الفئة الأخيرة تشكل المعارضة، أي روح الثورة و التمرد على السلطة، فيما يوجد صنف آخر من المثقفين و هم مثقفو الإنتلجانسية، ثم يرسم صورة أخرى للمثقف و هو المثقف النرجسي الذي يؤكد أسبقيته على الآخر)، كما ربط الدكتور عيساوي مشكلة الأمة العربية و الإسلامية بالحداثة و العقلانية و ما بعد الحداثة، و الإصلاح في رأيه يأتي قبل البناء، في حين يقف البعض ضد هذه الفكرة و يرون أن الإصلاح يأتي بعد البناء و هو يعني إعادة البناء، و للبعض رأي آخر فهذا الدكتور محمد بوركاب من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في إحدى الملتقيات الدولية يرى أن الهجرة وراء تغييب المثقف و إبعاده عن البناء و الإصلاح، فيقول إن الذين هجروا الأوطان استفاد منهم الغير، ففي كندا على سبيل المثال 60 بالمائة من الجزائريين يديرون مصنع الطائرات، و قد وقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 2007 على هذا المصنع، و رأى كيف تستثمر أوروبا في ما أنتجته المدرسة الجزائرية، فيما انطوى آخرون على أنفسهم، بسبب الاستبداد و مصادرة الحريات، و كم من العلماء من غُيِّبَ من أجل رأي من الآراء، فضعف الأمة سببه غياب التواصل و الحوار مع المثقفين في شكل ندوات، لقاءات ، حوارات، ملتقيات أو مناظرات فكرية ثقافية علمية دينية سياسية، و لهذا تبقى مشكلة هجرة الأدمغة قائمة إلى الآن.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون 1884م الفرنسي منع الجزائريين من حق التنظيم النقابي
- الحركة النقابية في العراق أرعبت السلطات الحاكمة والأجهزة الا ...
- الثورة الجزائرية كتابٌ مُقَدَّسٌ لم يقرأه إلا المُؤمنون: في ...
- رسالة إلى صاحب -العمامة- حاكم الشارقة سلطان القاسمي
- الإسلاميون و المسلمون اللاّ إسلاميون
- في اليوم العالمي لمناهضة العنصرية.. قصة البشرية مع التمييز ا ...
- 21 آذار ..اليوم العالمي للعنصرية
- مُشادّات عنيفة بين الشرطة و سكان حي القصبة وسط اعتداءات جسدي ...
- الشرطة في خدمة المواطن؟
- المرأة العربية و مساهمتها في تشكيل الخطاب الوطني التحرري
- 44 ألف معتقل أصيبوا بشلل تام نتيجة التعذيب داخل السجون التون ...
- -الإسلاميون- يحنون إلى عودة -الفيس-FIS لبناء الوحدة الإسلامي ...
- النائب البرلماني لخضر بن خلاف: كل الإنتخابات التي نظمت منذ ا ...
- الرَّافِضُونَ عَبْرَ التّارِيخْ..
- 14 فبراير.. و حديث عن المحبة و التسامح والتعايش
- المحامي نذير عميرش : المطالبة بفتح تحقيق حول مصير الأموال ال ...
- ترامب الأبُ الرّوحِي ل: -العَدَائِيَّة-
- -المثقف و السلطة- من الغالب و من المغلوب؟
- السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية FFS: نطالب ب: -دمقرطة- ...
- باحثون في الفكر الإسلامي يطلقون النار على جماعة الفراكسة الس ...


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - احتلال شمال افريقية كان نتيجة أزمة ثقافية لا دينية أو طائفية