بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر -الناقص-

عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر "الناقص"

صرخ يوسف سلمان يوسف (فهد) ، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ،بوجه جلاديه،في اللحظة التي سبقت اعدامه : " الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق" .كان ذلك في شباط 1949 ، وفي شباط 1961 اصدر سيد محسن الحكيم ،تأكيدا لمعاداته لثورة 14 تموز 1958 ، فتواه الشهيرة ، بدعم وتأييد من الاقطاع والرجعية المحلية والاقليمية وبتخطيط واشراف شركات النفط المرتبطة بمخابرات الدول الرأسمالية الكبرى ، الفتوى التي نصت على حرمة الانتماء الى الحزب الشيوعي لأن الشيوعية(كما يقول) كفر والحاد ، وفي شباط 1963 وقع في بغداد الانقلاب الدموي الفاشي المخطط له امريكيا والمنفذ بأيدي البعثيين ومساندة القوى المذكورة وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر
وبوحي من فتوى الحكيم اصدر الانقلابيون البيان رقم 13 القاضي "بإبادة الشيوعيين ابادة تامة" وسيق بموجبه فيما بعد وإثر فشل انتفاضة معسكر الرشيد في تموز 1963 بقيادة حسن سريع ، عشرة الاف سجين سياسي لقتلهم ودفنهم جماعيا في خنادق اعدت لهذا الغرض بأمر من عبد السلام عارف ،رئيس الجمهورية واحمد حسن البكر ، رئيس الوزراء .الا ان فتوى معارضة صدرت عن الشيخ طه جابر العلواني ووجهت لعبد الغني الراوي ،المكلف بالتنفيذ ، حالت دون وقوع تلك المجزرة ، ولم يمنع ذلك الانقلابيين المجرمين من مواصلة ارتكاب الجرائم فزجوا ظهر ذلك اليوم بالمئات من السجناء الوطنيين في قطار مخصص لنقل البضائع (عرف لاحقا، شعبيا ، بقطار الموت) وسيروه برحلة طويلة تهدف الى قتلهم عطشا او اختناقا في عربات حديدية مغلقا تماما .
في يوم اعدام فهد ورفيقيه ، عضوي المكتب السياسي للحزب ؛ حسين الشبيبي وزكي بسيم ، صرح سفير بريطانيا في بغداد ،والذي كان له دور كبير في الضغط على محكمة التمييز للتصديق على احكام الاعدام بتوجيه وزير العدلية جمال بابان للتدخل فعليا لحمل المحكمة على التصديق .(يقول كامل الجادرجي في مذكراته ان جمال بابان وزع مبلغ 800 دينار من المخصصات السرية على ثلاثة من الحكام الذين اصدروا قرار اعدام فهد ورفيقيه) صرح السفير بأن لن تقوم للشيوعيين في العراق قائمة لعشر سنوات قادمة ، وخاب ظنه بنهوض الحزب سريعا بعد اقل من سنة ليواصل نضاله وسط الجماهير متوجا ذلك بقيادته لانتفاضة تشرين 1952 والتي نادت للمرة الاولى بسقوط النظام الملكي مما اجبر الحكومة على انزال الجيش الى الشوارع للسيطرة على الوضع الا ان تلاحما حقيقيا حدث بين الشعب الثائر وجيشه المتعاطف والمؤيد لنهضته سمح للمتظاهرين باعتلاء الدبابات التي صارت جزءا من الانتفاضة الشعبية العارمة.
وفشلت فتوى الحكيم في تحقيق اهدافها اذ توسع الحزب وتضاعفت اعداد المنتسبين لمنظماته المهنية ؛ اتحاد الطلبة العام والشبيبة الديموقراطية ورابطة المرأة .
وفشل انقلاب 8 شباط في تحقيق اهداف ال CIA رغم المجازر ، رغم اعتقال او تشريد مئات الالاف من اعضاء الحزب واصدقائه ومؤيديه ، رغم اعدام قادة الحزب والمئات من كوادره المتقدمة ، وعلى رأسهم السكرتير الاول للحزب حسين احمد الرضي (سلام عادل) .

#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات