أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سيف المفتي - إضاءة على شظايا فيروز














المزيد.....

إضاءة على شظايا فيروز


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


إضاءة على شظايا فيروز
محمد سيف المفتي ٣/٤/٢٠١٧
اضاءة على رواية ولدت مضيئة. من عالم يتسم بالعذرية و البساطة يولد العذاب و الموت و التضحية القادرة على خلق أمل جديد.
رواية شظايا فيروز هي صورة الحرب الحديثة منقولة على صفحات كتاب، يأخذنا الكاتب المخضرم في فن الرواية الخبرية نوزت شمدين آغا في رحلة جسدها قلمه بحرفية التلاعب بالمشاعر فما بين الدمعة و الضحكة كلمات محدودة.
جعلنا الكاتب نشعر حجم الوجع الانساني الذي أصاب الايزيديين و تراكماته النفسية من خلال أخذ مثال و القصد منه هو التعميم.
تمكن الكاتب من سرد روايته على لسان عدة رواة مع تدخل الراوي العليم بين حين و آخر، ليتمكن من وضع النقاط على الحروف، هذه الطريقة في سرد الرواية تجعل القارئ يتعرف على دواخل الشخصيات فيصبح قريبا منهم يعرف مشاعرهم و طريقة تفكيرهم و كأنه هو صاحب الرواية.
استوقفني اسم الرواية، فدرست مدلولاته و ابعاده، هذا الاسم يشد القارئ لمعرفة ما وراء تشضية فيروز، اسم اصاب الكاتب به هدفه بحرفية عالية.
جاءت الرواية بلغة بسيطة قوية زاخرة بالصور والمعاني والاستعارات .. تبادل السرد مع الحوار جاء كرقصة الفالس. بالرغم من سرعة الاحداث و تشعباتها، بالاضافة الى الغوص في المشاعر الانسانية و تبادل حالات الحب و القسوة بوتيرة سريعة أفلح الكاتب في شد القارئ للاستمرار بالقراءة من الغلاف الى الغلاف.
خبرة الكاتب بالاجواء التي كتب عنها جعلته يتجاوز الاسهاب في الصور التي تسبب تشتت القارئ، و مهما إنحرف النص بعيدا عن السرد يعود الكاتب بنا الى المسار الصحيح و نحن ممتنين لهذا الخروج لتناغمه مع الاحساس الذي خلقه مع جو الرواية.
منذ اللحظة الاولى نكتشف أن هذا الكاتب هو ابن الموصل الخبير بتفاصيلها، بحكم فترة عمله الطويلة و كونه كان قريبا من التطورات السياسية في الموصل و العراق جعلته واعيا تماما لأهمية المكان و الزمان الذي يتحدث عنه فحدثنا عنها بسلاسة و بدون تكلف لغوي، فهو مدرك تمام للمواسم التي تمت فيها الاحداث و مدرك لسمات الاماكن في مختلف الفترات. فعندما يأخذنا الكاتب برحلة السبي الحزينة من سنجار الى الموصل، كان مدركا للتفاصيل كمرشد سياحي، يعلم تاريخ النكبات و التطورات التي رافقتها.
" أخاف أن يدخل علي ذات يوم بدشداشة قصيرة وبوجه ملتح فيحرم ويحلل على هواه كما يفعل البعض من أبناء القرية هذه الأيام ومنهم ابنك وضاح".
بصق الشيخ في الهواء ثم انخرط في نوبة سعال رجته بعنف قبل أن تجلسه مزنة وتسند جسده الهزيل بوسادتين:
"أعوذ بالله منهم وبريء أنا من هذا المخبول وأفعاله الى يوم الدين" . ثم تابع بعد أن استعاد شيئا من هدوئه :
"لم يحترم هذا العاق شيب رأسي وأنا الذي بلغت الثمانين. دولته الإسلامية ستجلب لبيوتنا الخراب". قاطعته مزنة على الفور: "أسكت شيخ. سوف تجلبها أنت إن سمعك أخوك عواد أو أبنه فلا قبل لك أو لمراد بمعتقلات الجيش والشرطة".
ادخال شخصية الحاج بومة في الرواية كان منعطفا حادا بالرواية، حيث تمكن من خلاله الانتقال بالقارئ بين الايديولوجيات المختلفة التي سيطرت على المنطقة و هكذا تمكن من خلاله أن يكون الكاتب روائيا عليما لنكتشف لا حقا أن الحاج بومة له صلة وثيقة بالكاتب، ابهرني نوزت بكثير من الاسقاطات الرائعة.
من المؤكد أن نوزت شمدين آغا هو واحد من أهم كتاب هذه المرحلة التاريخية، و صاحب دور صحفي و أدبي من زمن الكبار.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت قندرة الباشا شيعية أم سنية؟
- العراق قمر
- موصل اليوم جحيم بلا أمل...
- الى معاليكم
- انتباه الموصل في خطر
- خيام و دموع من الموصل
- جنود داعش بين الاهالي
- الساعات الاخيرة لداعش
- موجوع حيل
- حلم قريب بعيد
- مدينتي طائر العقاب
- الشهيد وطن
- العراق الذبيح
- اليأس ينتاب داعش
- بلا تعليق
- ما أحوجنا لأظافر طويلة
- البحث عن الأيوبي الجديد
- نينوى بين المخالب
- ليلة سقوط نينوى
- هل سيعتذر العراق من روجر


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سيف المفتي - إضاءة على شظايا فيروز