تجديدة اصول الفقه نحو براديغم اخر

عبد المجيد ادعبو

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 21:25
المحور: الادب والفن
    

قبل البدئ : " الرب الذي اعبده ليس رب الظلمات .لم يمن علي بالعقل ليحرم علي اللجوء الى دلالته .الامر بطمس نور العقل قدح في حكمة الباري .من يدعوني الى الحق لا يضطهد عقلي بل ينيره ويرعاه " روسو
في البدئ : هذا التجديد ضرورة ابستولوجية انسانية ، و هناك محاولات فكرية لتجديد "العقل الفقهي " ، لكنها محاولات محتشمة تكتفي بالدعوة الى تغيير قاعدة فقهية و احلالها باخرى ، من وجهة نظرنا المتواضعة التي لا تدعي الاطلاقية و الشمولية ، لا يكفي تغيير قاعدة و استبدالها باخرى ، و هو ماوقف عنده المفكرين الاسلامين الحداثيين ، و بالتالي وجب الدفع بالتغيير الى ابعد مدى ممكن –لان كل تغيير مرتبط بالمشروطية الاجتماعية و السياسية و الفكرية – أي تغير براديجم التفكير الفقهي التقليدي و استبداله براديغم اخر يقطع –قطيعة ابستمولوجية و ليست اجتماعية –مع البراديغم القديم ، لان التفكير داخل اطار "البراديغم التقليدي " لا يمكن ان ينتج فقها متحررا بل سيتبقى المعرفة المنتجة اسيرة اواليات التفكير الفهي التقليدي ، لذلك للخروج من مازق اعادة الانتاج من الضروري هدم النموذج التقليدي و استبداله بنموذج اخر منفتح على منتجات العلوم المابعد حداثية : السيمياء ، الانثروبولوديا ، السوسويولوجيا ، الفلسفة ، فالبراديغم نمط فكري يشمل استراتيجيات التفكير و النظريات و طرق الاستدلال و البداهات و هو يختلف من حقبة ابستمولوجية الى اخرى ، و على العقل الفقهي ان يواكب هذا التحديث و التجديد المستمرين ، و التجديد باعتباره ثورة فكرية يجب ان تبع من داخل الحقل الفقهي نفسه بانفتاحه على العلوم الانسانية التي تهتم بدروها بالظاهرة الدينية /الروحية ،
ان الفقه صناعة بشرية أي انتاج انساني محض ، و ليس وحيا منزلا من السماء ، و بالتالي فليس شيئا مقدسا بل علينا نقده و تفكيكه و تطويره بما يتناسب مع علوم العصر ، يقول محمد اركون " المصدر الاساسي للفقه –و بالتالي القضاء – ليس القران الكريم بقدر ما هو تفسير نقصد بذلك ان الفقهاء قرأو القران و فسروه بطريقة معينة و اتخذوا بعدئد قراراتهم ، و قد استخدموا في تفسيرهم المعارف اللغوية و الاخبارية السائدة في عصرهم ".و الفقه يمثل تفاعل الناس و فهمهم للتشريع في فترة زمانية تاريخية معينة ، انه عبارة عن اجتهادات انسانية ظرفية –محمد شحرور - ، لدا دعا محمد شحرور الى تغيير القاعدة الفقهية "الاحكام تتغير بتغير الزمان و المكان و اظاف متغيرة اخرى " المعرفة " و هي خطوة جريئة بل لابد منها فكما تتغير الافكار على الفقه ان يتغير ليساير التطور المعرفي للمجتمعات و التغيير ليس عملية سهلة في الثراث لاسلامي لانها تصطدم بالفكر الديني التقليدي التي يسعى الى تطبيق القران و السنة بشكل ميكانيكي دون مراعاة للاحوال و الازمان –عبد الصمد الديالمي -، لكن تلك الخطوة ليست كافية وحدها انما يجب الذهاب ابعد من ذلك الى اصول الفقه ، أي التغير الجذري في علم الفقه ، " فالقاعدة الاصولية "لا اجتهاد مع النص " و جب استبدالها بقاعدة " الاجتهاد مع وجود النص " ،" كما فعل ابن عرضون في قضية نصيب الزوجة من الارث ، و ذلك لتطور الاوضاع الاجتماعية للاسرة و المراة ، ان فتوى ابن عرضون كانت اسثناءا فقهيا عليه ان يتحول اليوم الى قاعدة اصولية جديدة –عبد الصمد الديالمي –".
اكيد انننا يجب ان ننخرط بشكل واعي في مشروع تجديد "العقل الفقهي " ، اكيد ان تلك الخطوة ستطصدم بالموروث الثقافي الاسلامي التقليدي و لسيما الاصولويين او ما يسميه اركون "الاصولية و استحالة التأصيل " الذي يقدس الاجتهادات الفقهية و ينظر اليها كشكلمتعالي لاتاريخي و لا بشري ، لا يجب المساس به. يقول محمد اركون " كل التراث الفقهي و التفسيري و الاحكام الشرعية هي من صتع البشر لكننا نسينا ذلك بسبب مرور الزمن المتطاول و القرون المتعاقبة فأصبحنا نعتقد بأن كل شئ مقدس في التراث الديني"
علينا مأسسة "العقل الفقهي " وفق ارضية الابستمولوجيا المابعد –حداثية ، فكل دعوة الى التجديد دعوة الى اعمال "العقل " بما هو فاعلية انسانية ، و كل دعوة الى "الاصول " تقليد و محاكاة و اغتيال للعقل ،
المراجع :
-"المدينة الاسلامية و الاصولية و الارهاب ، مقاربة جنسية " عبد الصمد الديالمي ، دار الساقي ، الطبعة الاولى 2008.
- " القران من التفسير المروث الى تحليل الخطاب الديني " ، محمد اركون ، ترجمة هاشم صالح ،الطبعة الثانية 2005ص
- " دليل القراءة في التنزيل الحكيم ، المنهج و المصطلحات " محمد شحرور ، دار الساقي ، الطبعة الاولى 2016.
-قولة البدئ مقتبسة من كتاب " دين الفطرة او عقيدة القس من جبل السافوا " جون جاك روسو ، ترجمة عبد الله العروي .الطبعة الاولى 2012

#عبد_المجيد_ادعبو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات