أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لارا رمضان أيوب - عيادة الأمل














المزيد.....


عيادة الأمل


لارا رمضان أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


ولدٓ طفلاً جميلاً لقريةٍ صغيرة يتشارك رجالها الأعمال معاً، تساعد النسوة بعضهن في كل شيء يحزنون لحزن واحد ويفرحون لفرح واحد..
كبر وترعرع في أحضان تلك القرية تفوقُ دوماً في دراسته كان يملكُ وجهاً مبتسماً دائماً.. قلباً طيباً .. وكلمات جميلة..
أنهى دراسته الثانوية بتفوق والتحق اسمه بكلية الطب في جامعة حلب .
ذهبٓ ليحقق حلمه في واحدة من اكبر مدن سوريا
كان يدرس ويمارس مهنة الرسم ، الطبيب الرسام سيكون مشروع انسان عظيم ..
كان طالباً متفوقاً ، تنتظر القرية عودته في كل عطلة ليخضعوا للعلاج في منزله الذي كان منزلاً للجميع..
كان يُعاينُ كل من يقصد منزله دون أخذ أي مقابل مادي منهم..
كان جان يواعدُ أهل قريته أنه ما أن ينهي الدراسة حتى يعود ليعمل في مدينته ،
كان يحظى بمحبة الجميع ، فهو أيضاً كان يحب الجميع..
وجهه ذاك الذي كان يخبئ الكثير من الألآم لم تكن تفارقه تلك الابتسامة التي كانت ترسم الأمل في قلب كل من يجالسهُ تماماً كلوحاته التي امتلأت بمشاهد الفرح والألوان..
وحين أشرف على التخرج تلقى عقد عمل على مدار ستة سنوات ليعمل في أحد المشافي هناك
كان متردداً جداً فهو يُرِيدُ العمل في مدينته ولكن ظروف الحياة أحياناً تتغلب على كل شيء.
وافق وبدأ العمل ، بقي يرتادُ قريته كلما كانت تسمح له الظروف،
يشاركهم الأعياد وفِي كل عيد كان يخبرهم أنه ما أن ينهي ذاك العقد فأنه سيعود للعمل في مدينته وبين أهالي قريته البسطاء...
وما أن اقترب جان من إنهاء المدة ، بدأت الحرب تخيم في بلاده، لم يبالي بشيء فهو لا يهمه سوى أن ينهي سنين الفراق تلك بعودته التي سوف تملئ قلب والدته بالسعادة فهي تنتظره منذ سنين، سنين طويلة ..
عاد ذات يوم ليفاجأ أهل قريته أنه بدأ بمعاملات النقل وأنه عائدٌ ، بعد شهر كان جان يلاحظ فراغاً كبيراً بين بيوت قريته وكلما سأل أمه عنهم تجاوبه والدمعة في عينها:" الحرب لم تدع مكاناً لأحد يابني..."
سافر جان لينهي كل ارتباطاته في المدينة الثانية ويعود الى مدينته ، لم تتطلب إنهاء تلك المعاملات سوى شهر واحد..
وهو في طريقه الى مدينته راودته أفكاراً كثيرة..
سيرى الشتاء والمطر والطين وصوت ضحكات المدافىء ، سيسهر في ليالي الحصاد ، سيشرب الشاي كل صباح في بيته وبين ضجيج الذكريات والطفولة ، سيلتقي بكل من اشتاق سيفعل الكثير من الأشياء الجميلة .....
وحين اقترب من بيته لم يرَ سوى رجالاً كبار في السن يهتفون لعودته والحزن شريك كل واحدٍ منهم
اقترب جان من العم أحمد وسأله:" أين أولادك الشباب السبعة" يجاوبه بخيبة تسبق كلامه:" كلّ منهم في بلد ياولدي.."
يتقدم الى الخالة أمينة وأين زوجك وولدك ؟
تضمه وكأنها كانت تبحث عن سند لتلقي ثقل ذاك الحرب عليه وهي تقول:" لقد سافر ليعمل ويقدم لنا لقمة العيش"
على يمينه العم كرم جالسٌ يذهب جان إليه :" ما بك ياعم أين عائلتك؟"
- كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ زمن ولكن الحرب دوماً تضع بيننا حدوداً ودول إنهم هناك خلف الأسوار وها أنا وحيدٌ بعد كل هذه السنين.
على يساره أحمد الذي لم يبلغ من العمر عشر سنين "نعم عمي الطبيب أمي التي ربتني الآن هناك خلف الجبل..."
لم يظهر جان حزنه لهم كمحاولة ليزرع في قلب كل واحد منهم أمل انتهاء هذه الحرب ..
بدأ يحدثهم عن مشروع عيادته الذي سوف يكون عيادة لهم جميعهم...
كان جان يحب أبناء قريته جداً شاركهم كل شيء ودعاهم للاحتفال في افتتاح عيادته...
مازال جان كل صباح يذهب الى عمله وهو يقول للحرب ( سنعود جميعنا الى هذه القرية وستنتهين يا حرب ) .



#لارا_رمضان_أيوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاجئون لوطن العناق
- لن ينتهي الإنتظار.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لارا رمضان أيوب - عيادة الأمل