رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 12:06
المحور:
الادب والفن
أثر الأم في قصيدة
"أمي"
علي بيطار
الأم لها مكانة خاصة في قلوبنا، فالحديث عنها يشعرنا بالفرح ويمتعنا، هي نبع المحبة، ولكلا منا أم، يخصها وتخصه بالحنان والعطاء، فالكل متساوي في أخذ حصته من الأم، لا فرق بين كبير أو صغير، بين ذكر وأنثى، العديد كتب عن الأم، لكن في هذه القصيدة كان حضورها طراد لكل الشرور وكل مشاهد القسوة، وإذا استثنينا لفظ "عاجزا" الذي جاء في بداية القصيدة، والذي يخدم فكرة عطاء الأم، ولفقرة "لما رحلت تكسرت أغصاني" والتي ربطت غياب الأم مباشرة بفعل قاسي، نكون أمام نص مطلق البياض، لا تشوبه شائبة، فنجد بقية الالفاظ ناعمة وجميلة وسلسة تدخل قلوبنا كما تدخل عقولنا، "عسل، الجنان، يفيض، بسمة، ناظريك، ثغرك، دفء، حضنك، الفؤاد، محبة، الحياة، مفتاح، العلا، الحنان، الاحسان، تستقيم، يرتقي، إيماني، البلاغة، كتاب، الشعر، بحر، يعطي، يمنح، لوحة، الرحمن" فهذه الالفاظ كافية لوحدها لتريح المتلقي/المستمع، وتجعله يشر بأن الحديث عن شيء جميل ناعم ولطيف، لهذا دائما نجد أن المواضيع الجميلة تجعل كاتبها يستخدم الفاظ ولغة ناعمة سلسة، بحيث يتآلف اللفظ والمضمون وشكل التقديم معا، ليخدموا جميعا النص الأدبي.
وإذا ما توقفنا عند الأفعال والاسماء والصفات سنجدها كلها تجتمع على فكرة الجمال والعطاء، وهذا الأمر يؤكد أن الشخص/الموضوع المراد الكتابة عنه، يحتل مكانة خاصة عند الكاتب، ولهذا نجد الكاتب يجمع بين العقل الواعي والعقل الباطن فيما يكتب، ولهذا جاء الانسجام والتآلف بين المضمون وبين الأداة، اللغة/اللفظ.
"أمي
يقف البيان أمام فضلك عاجزا
**بعد الذي قد قيل في القرآن
عسل الجنان يفيض منك ببسمة
** من ناظريك وثغرك الهتان
من دفء حضنك أنت يا وطني
**عرف الفؤاد محبة الاوطان
أنت الحياة وأنت مفتاح العلا
** أنت الحنان وربة الاحسان
أنت التي بك تستقيم مسيرتي
**يا من بحبك يرتقي إيماني
أنت البلاغة في كتاب حياتنا
** والشعر أنت ورقة الالحان
ماذا أقول أمام بحر زاخر
** يعطي ويمنح دونما حسبان
قد كنت أحيا في ربيع دائم
** لما رحلت تكسرت أغصاني
أنت الحياة تجسدت في لوحة
** قد أبدعتها رحمة الرحمن"
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟