كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 16:05
المحور:
الادب والفن
سفر طويل
مِنْ هناكَ أعودُ
أحملُ ذكرياتيَ الزاخرةَ
وحفنةً مِنْ دموعها الساخنة .
يا لحزنِ ملابسي
فاقعةٌ ألوانها
تلعبُ فيها العاصفة . !
مثقلةُ خطواتها بالخيبةِ
وراءها تجرُّ حزناً عميقاً
يفتتُ قلبيَ الباكي .
وجهها الضحوك يطاردني
يلملمُ غربةَ ليلي
وحيداً أبكي بصمتِ .
أحشرُ نفسي بينَ الناس
وجهي يفضحني
كلّما تذكرتُ فردوسها .
كلَّ صباحٍ تغسلُ وجهي
بضحكتها
ما أشبهَ اليومَ بالأمسِ . !
قدحُ الشاي الساخن
يبردُ كمكانها
بهدوءٍ أشربُ حزني وانصرف .
وحيداً أعودُ أتسكّعُ
مِنْ كلِّ الأماكنِ البعيدةِ
أُجمّعُ شذرات عطرها .
بكفيّها الصغيرتين
تمسحُ الثلوجَ عنْ صدري
فجأةً تُزهرَ أيامي .
مَنْ ايقظني مِنْ سباتي
أ ذاكَ أريجُ ملابسها
يظلّلُ خيباتي . !
أمطرت قبلاتها فوقَ صدري
زهرةً زهرةً تشتلُ
تحتَ أشجاري اليابسة .
في الليلِ تطرقُ بابي
خلسةً تندسُّ
أشواقها عارية ً.
ما ألينَ جسدها
يحتوي كلَّ همجيتي
في ذاكَ الليلِ الطويل . !
عويلٌ عويلٌ عويل
على حافةِ السريرِ
أضعُ تصاويرها وأنتحبُ .
كقطعةِ حلوى
تجلسُ أمامي
تفتحُ نوافذها مشرعةً .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟