أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد














المزيد.....

راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5475 - 2017 / 3 / 29 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن صغار في منتصف الستينات حينما كان القائد وحيداً - لا سواه - وكان الحزب واحداً ، كانت تصل أسماعنا كلمة تتسرب خلسةً إلى القلب ، فتعشعش فيه بحذر ووقار .
ونحن أطفال كان الكبار يرددون كلمات عدة : ( كردستان - البارتي - البيشمركة - كركوك ) .
كردستان شغفنا بقدسيتها وتولهنا بشمائلها .
ترعرعنا وكبرت معنا أيقونة تلك الكلمة إلى ان صارت أثقل مما نستطيع حمله ، لتغدو حلماً يغزو الفكر والروح بمنتهى الوداعة واللطف .
حلم في أحشائه تاريخ مقصوص الجناح بأنامل نرجسية متضخمة الأنا ، تمنع شمسنا بالسطوع ، وثقافة مستنسخة من عصارة جماجم كهوف تهمل الوعي والاستبصار ، وتعني بالنفس ليس إلا . تحاول ان تنزع من عقولنا طيف هذا الحلم الجميل- الذي به نطرح همومنا أرضاً - بقوة مصنوعة على الكرامات ، وشهوة مشبعة بالفتك والبطش لا من العدل والحرية .
ثقافة علومها تلقين وتهويل وانفعال هدفها إسقاط الآخر والشطب عليه بلا توازن ، ولا نهج حضاري يرتقي نحو الأسمى . بل بالإبتزاز والجدل العقيم يتجه نحو العنوان الخطأ .

يخططون بلب منغلق على الذات ، و بمخيلة متكلسة ، و وعي كعبوة ناسفة معذة للتفجير في أي لحظة غادرة تتغلب على مبدأ الوفاء الأعزل ، و الإخلاص المسالم .
عقول محجوبة بأغشية سميكة ، و فكر بالاستعلاء و التخلف و التبعية و الضغائن محاصر .
و روح لم تشبع إلا من صلف الاستكبار ، و سفه العجلة ، و وأد الحق ، و عشق اللحى التي لم تلد سوى الموت و الفناء .
رغباتهم بالسطو على المراتب المتفوقة دون وجه حق مجنونة ، و من روايات غابرة مستوردة أكل عليها الدهر و شرب ، فلم يعد لها موطئ قدم .

كبرنا على هدهدة أجمل حلم رسخه في أذهاننا القائد حينها عندما قال : ( كركوك قلب كردستان ) .
في صغرنا كان مفهوم القلب عصياً على عقولنا الصغيرة ، و استيعاب معناه .
إلا أن الزمن - الذي يخدر العمر ، و يسير به بعد أن ينتزع منه قوة المواجهة و التمرد - كان كفيلاً بتوسيع ضيق دائرة عقولنا و تفتح وعينا دون إبطاء .,
فأزهرت فكراً قادراً على استيعاب معنى الربط بين القلب و الجسد ، و نبضاته التي تحي الروح و تنعشها .
فعلى إثرها كان الانخراط في في ميدان العمل الدؤوب ، و تحدي براكين الأحقاد ، و زلازل المكائد ، و عنفوان البطش و الفتك لإشعال مصابيح هذا الحلم الوردي الودود في القلوب اليافعة الرقيقة لا الرخيصة .

مؤامرات هجينية أحيكت ، و إبادات جماعية بحقنا أثمرت ، و اعتقالات بالجملة حدثت ، و تعذيب جسدي بلا شفقة في المنفردات لغسل الأدمغة و زرع كل رخيص فيها . فمحاولات يائسة لطمس وجودنا ، و استئصالنا من الجذور .

حتى داهمنا زمن صاخب بثرثراته المتخبطة يسرع الخطا ويطلق ساقيه للريح بلا وعي دون أن يستجيب للنداء ، أو يلتقط من الضياع ممن هم بحاجة للانتشال من زوابع التي تعصف بهم .
غير ان طيف حلمنا المنشور على حبائل الأمل لم ييأس رغم الرياح التي عبثت به ، وعليه هبت بجنون ، فبقي متشبثاً بحبائله متمسكاً مستحملاً آلام المواجع كلها ، يستمد قوة الصمود من صدى صوت لم يفارق الذاكرة ولو للحظة واحدة منذ أن خاطبنا الزعيم بعقل راجح ، ووعي رزين : ( كركوك قلب كردستان ) .
الآلاف ضحوا بالأرواح الطاهرة واسترخصوا الدماء الزكية للبحث عن الذات داخل قلب بدأ يصحو من غفوة مزمنة في غرف الإنعاش ، موصدة الأبواب بأقفال فولاذية . النبض تسرع ، و الجسد قد استرد الروح ، و الحلم انبرى مع الطير يشدو ، و مع الشمس يتوهج نوره ، و بالأوردة يملأ همسه بعشق ، و بالأنفاس يرتل ألحان حنين ظامئ .
إنه لقاء بخبايا ذاكرة طالها الاعياء من طول انتظار .
إلا أن ثبت أن الآخرين واهمون للاستمرار في عنادهم ، لأن إرادة أصحاب الحقوق تفوقهم قوةً و إيماناً و ثقةً . و لا يتخلون عن دور منوط بهم .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب
- دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام


المزيد.....




- هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمل ...
- وفاة الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع عن 91 عاما
- 45 شهيدا بغزة والاحتلال يقر بقصف مدرسة تؤوي نازحين
- ترامب لزيلينسكي: السلام أو خسارة البلاد
- الجزائر تقتني مروحيات -وايلدكات- المضادة للغواصات
- ترامب: التعامل مع زيلينسكي أصعب مما توقعته
- سجن عسكري أمريكي 7 سنوات لبيعه بيانات عسكرية لدولة أجنبية
- مسؤولة روسية ترد على مقترح أمريكي بشأن نقل ملكية محطة زابورو ...
- السعودية تقر اتفاقية تسليم المطلوبين مع المغرب
- عشرات القتلى والإصابات بينهم صحفي في غارات إسرائيلية على قطا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد