أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - الطامّة الكبرى














المزيد.....

الطامّة الكبرى


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5475 - 2017 / 3 / 29 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يعتاش بلد على الريع فتلك طامّة وعندما يستمرئ حكام بلد سرقة أموال الشعب فتلك طامّة أخرى أما إذا اجتمع الأثنان بنفس البلد فتلك هي الطامّة الكبرى. إن هذا ما يحدث بالعراق، والعياذ بالله!

لا أريد التكلم هنا عن معنى الريع، فهذه أصبحت كلمة شائعة تجري على ألسُن القاصي والداني من الشعب العراقي، ولكني أريد هنا الكلام عن آثار الأعتياش على الريع من حيث الحكومة ومن حيث الشعب مقارنة بحالة الحكومة اللاريعية التي تموّل ميزانيتها السنوية من الضرائب.

إن لوسيلة تمويل الميزانية الحكومية في أي بلد إنعكاسات جوهرية على الواقع السياسي والأقتصادي والأجتماعي لذلك البلد. فالآثار التي تتولد من تمويل الميزانية في ظل اقتصاد ضريبي تختلف بشكل كبير عن تلك التي تتولد في ظل اقتصاد ريعي، ويمكن إيجاز تلك الأختلافات بما يلي:

1- تبذل الحكومة في ظل اقتصاد ضريبي جهوداً مضنية من أجل الحصول على الأموال اللازمة لتمويل ميزانيتها. ويتم ذلك عادة بفرض الضرائب المختلفة وتحصيلها بموجب القانون. ونظراً لأن الضرائب تزداد بنمو أقتصاد البلد وتوسّع نشاطه، نجد أن للحكومة هنا مصلحة كبرى في توسيع النشاط الأقتصادي الدافع للضرائب من أفراد وشركات. لذلك نرى أن هكذا حكومة ترحب، بالطبع، وتشجع قيام أعمال جديدة أو مشاريع جديدة، ولديها دوائر حكومية تختص بالتعاون مع أصحاب المشاريع الجديدة لتسهيل وتسريع إنشائها.

إن ديناميكيات العلاقات هذه وتأثيراتها المتبادلة تستدعي توسعة القاعدة الأقتصادية أفقياً وعمودياً، بصورة مستمرة، ليس فقط من أجل زيادة كميات الضرائب المتحصلة بالتوازي مع التوسع الأقتصادي المستدام، وإنما من أجل توسعة سوق العمل أيضاً وخلق فرص جديدة للتشغيل تتناسب مع الزيادة المستمرة في حجم العمالة، والناتجة من النمو السكاني المستمر. وبأضافة فرص عمل جديدة ذات دخل مجزي تزداد الضرائب المدفوعة للحكومة. ذلك من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحكومة هي المسؤولة عن خلق الفرص لتشغيل المواطنين، وبتحملها تلك المسؤولية وإنجازها على وجه جيد تكون قد أدت واجبها تجاه دافع الضريبة.

2- على العكس من ذلك، نجد أن الحكومة في ظل اقتصادٍ ريعي غير معنية كثيراً بحيوية النشاط الأقتصادي وخلق حالة من النمو الأقتصادي المستدام من أجل توسيع القاعدة الضريبية وما يستتبع ذلك من زيادة في الضرائب المتحصلة، لأن الحكومة هنا لا تستند الى الضرائب، إلا بنزر جداً يسير، في تمويل ميزانيتها. فموارد الريع، والحمد لله، تنساب بانتظام لتمويل الخزينة الحكومية، ولا حاجة إذن لفرض الضرائب على الناس، وكفى الله المؤمنين شر القتال. ولهذا نجد أن الحكومة هنا تكون عادة متراخية وكسولة وهي لا تتحمل مسؤولياتها في تنشيط الأقتصاد وتنميته باستغلال الحيوية الطبيعية للقطاع الخاص، ولا هي من جهة أخرى جادّة في خلق فرص عمل مجزي للمواطنين، طالما أمكن تكديسهم في الجهاز الحكومي المنتفخ باستمرار وهذا هو المكان التقليدي للبطالة المقنعة، أو القيام بضخهم بقطاعها العام الفاشل وغير الكفوء ليزداد فشله وضعف تنافسيته نتيجة لارتفاع كلفته الأنتاجية.

والآن أليس هذا ما جرى ويجري في العراق منذ أن تسلمت السلطة، قبل نحو 13 سنة، ما كان يعرف بالمعارضة العراقية، حيث جاءت حكومة إياد علاوي في السنة الأولى ثم تلتها سيطرة الكتل السياسية الأسلاموية على الحكم بقيادة حزب الدعوة الأسلامية؟

أنا لا أعرف ماذا يريد هؤلاء وبأي إنجاز يتفاخرون بعد أن نهبوا أموال الشعب المظلوم وجعلوا من العراق قاعاً صفصفا؟ الآن وقد اقتربت الأنتخابات نراهم يصرّون على تعديل طريقة "سانت ليغو" في الأنتخابات بزيادة معامل قسمة الأصوات على أكبر قدر مستطاع – وليكن حتى 1,9- وبذلك يتم السطو من قبلهم على نتائج الأنتخابات واحتكارها لوحدهم دون القوائم الصغيرة "قوس قزح الشعب العراقي" وهي تسعى الآن جاهدة للدخول الى مجلس النواب لزيادة المنتصرين لحقوق الشعب المهضومة.

عجباً أي وقاحة هذه وأيّ صلف هذا! أخبرونا بحق السماء ماذا تريدون؟ هل تريدون امتصاص آخر قطرة من دم هذا الشعب ثم تذهبون؟ الشيطان يستحي وأنتم لا تستحون! أعوذ بالله من مشهدكم السياسي الرجيم.





#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنسحق رأس الأفعى!
- معذرة يا ولدي...
- بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد
- فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيى الطاقة!
- هل العراق يحتضر؟
- أثر صفقة غاز الجنوب بين الحكومة العراقية وشركة شل على الأقتص ...
- العقلية الريعية للحكومة العراقية
- حول مذكرة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة الى مجلس النو ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - الطامّة الكبرى