أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - نورا.. لندن تبكي فيبللني المطر














المزيد.....

نورا.. لندن تبكي فيبللني المطر


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نورا..
لندن تبكي فيبللني المطر

• تذكرت جواد الجلبي.. ربما يقظا وربما ضيفا على حد الدنيا.. كأنني في البرزخ الفاصل بين الدنيا والآخرة.. على شفى جرف ينهار الى ما وراء العالم المحسوس..

القاضي منير حداد
تنسكب شآبيب المطر، من ليل لندن على أرصفة الغربة، وأنا سعيد بتجاذب أطرف الحديث، مع جواد عبد الهادي الجلبي، في مطعم (نورا) اللبناني، وسط عاصمة الضباب، بدعوة كريمة منه.. رحمه الله، في ليلة تعبق بنثيث الغيم وهو يداعب فضاءات العام 2007.
ثمة فرع آخر، من مطعم (نورا) اللبناني ذاته، في باريس، ساقتني الذكريات أنا وعائلتي إليه مسرنمين، تهزنا صدفة غرائبية المعطيات، تكرر نفسها بعد عشر سنوات، خلال الليلة ذاتها، من 2017، وكأن مجذاف يرقرق ماء نهر فينسرح قارب القدر، مستعيدا.. في باريس.. لحظات كادت تنساها لندن،...

دعوة
والقصة هي أنني لبيت بسعادة غامرة، دعوة تكرم بها الأستاذ جواد الجلبي، في مطعم (نورا) اللندني، عام 2007، وكانت ليلة ماطرة كدأب لندن، لأجد نفسي، في ذات الليلة، من العام 2017، أدخل وعائلتي مطعم (نورا) الباريسي، في ظروف ماطرة تستحضر مناخ عشر سنوات؛ إنثالت لها الذكريات، مع نثيث المطر الساحت من غيم أوربا، وهو يعتصر مشاعره بنعومة إنكسار خاطر حسناء فارقها الحبيب.. تبكي فنلتقط المطر!

صدفة
صدفة خالدة في تاريخي الشخصي، جمعت لندن بباريس، من خلال إستحضاري ذكريات الجلبي، في حاضنة من أجواء متشابهة تماما، تفصلهما عشر سنوات.. مات جواد، ولم أنفصل عنه هوى... تذكرته.. تداعى طيب معشره الذي يبدد طوق الغربة من مشاعر جليسه؛ بما أوتي من شهامة الأمراء سليلي كرامة المَحتدِ أصالةً، إذ يربطني به طيب علاقة راف وشائجها إبنه المحامي سالم الجلبي.. صديقي ذو الأفضال الغامرة؛ ونحن نشترك بتأسيس المحكمة الجنائية العليا.
مات جواد الجلبي، منذ سنتين، هذا ما يقره وعي حواسي، لكن عقلي الباطن ما زال يستحضر ذكريات نبله، خالدا في أعماقي؛ وقد ساقتني روحه الى مطعم (نورا) لأستشعر رفيفاّ وئيداّ ذا إيحاء كامن في برزخ الغياب، جعله حاضراً معي في يوم قطع عشر سنوات فاصلة بين لندن وباريس، أكاد أراه وأسمعه وأتحسس ملمس حكايته وهو يحثني على الإصغاء بلمسة خفيفة، تعيدني الى الحوار إذا سهوت!
ما زالت صداقتي مع جواد الجلبي، تتجدد عبر البرزخ الفاصل بين الدنيا والآخرة "شمرة عصا" من لندن الى باريس، عقب عشر سنوات، من اليوم والأمطار والمشاعر.. ذاتها تتوالى كرا لا فر بعده.. قدر العظماء ألا ينتسون، وكلما خطروا بحياة إمرئ تركوا أثرا لا يمحي ضوعه ولا يزول طيبه العالق.. أبدا.

تماهٍ
تذكرته ليلتها، وعشت الأجواء نفسها.. ربما يقظا وربما ضيفا على حد الدنيا، كأنني على شفى جرف ينهار الى ما وراء العالم المحسوس؛ فيتلقفني جواد الجلبي.. مطعم لندن أوسع من ضيق فرعه في باريس وبوابتا المكانين من زجاج لا يخفي الإحساس بالتماهي مع بلل الشتاء الماطر بين العاصمتين، وهما.. كلاهما يقدمان أغاني لبنانية تفتح شهية الإصغاء لفيروز ووديع الصافي والشحرورة صباح، على أنغام لذائذ تطري المعدة بعذوبة غنج الصبايا وريح الأرز العابقة في أرجاء الثلج شتاءً والشبّوي صيفا.
جواد وسالم الجلبيان، لهما فضل على شخصي أنا، ولأحمد الجلبي، وحده.. فضل على الأمة العراقية بكاملها.. حاضرا ومستقبلا؛ لأنه حث الأمريكان ملحفاً بتحرير العراق من مخالب الطاغية المقبور صدام حسين..
يظل الحب صدقة جارية، تخلد الموتى.. تكسبهم حياة الدنيا بعد موتهم والبقاء أحياءً قبل القيامة، والى أبد الآبدين.. وراء حد الدنيا اللانهائي وثقوبها السوداء حين تشع نورا.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي في أمريكا.. جبراً لخاطر الشعب الكسير
- الى أنظار المجاهد هادي العامري: لا تطيلوا القول.. الفعل أجدى
- 180 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثمانون بعد ال ...
- تعظيم الذات أم تمجيد المنجز؟ لا توهموا الرئيس.. العبادي في م ...
- التسقيط تبادلا.. مؤامرة تركية.. سعودية.. بعثية لعزوف الشيعة ...
- واقعة الطف رهان العصر
- سحب الثقة عن زيباري هزيمة بارازانية
- 175 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة والسبعو ...
- الاستجوابات ثمنها رأس العبادي
- كلنا خالد العبيدي
- المواجهة مصيرية.. فلا صوت يعلو على المعركة
- علي ولي الشهداء.. موت يحيي الآخرين
- رسالة الى السيد رئيس الوزراء د. حيدر العبادي المحترم
- إنقلابات تأكل أحشاءها
- سيف يمزق غمده5
- مواقع وهمية مضادة تزيد محمد الفيصل إنتماءً لناسه
- 168 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة والستون ...
- 164 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الرابعة والستون ...
- التسقيط الشيعي – الشيعي
- 154 دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الرابعة والخمسون ...


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - نورا.. لندن تبكي فيبللني المطر