|
ماذا قال الدكتور عبد الحسين شعبان عن كتاب (حوار الحضارات) للطاهر ؟
طالب سعدون
الحوار المتمدن-العدد: 5471 - 2017 / 3 / 25 - 14:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد زيارة للدكتور أحمد عبد المجيد رئيس تحرير ( الزمان ) في بغداد جمعني لقاء سريع بالصدفة بالكاتب المهندس عكاب سالم الطاهر في مكتب الاخ ( ابو سيف ) بالصحيفة عرفت منه أخر نتاجاته في رحلته الطويلة مع الكتابة والثقافة وهو كتاب ( بعيدا عن المطابقة .. قريبا من الاختلاف .. حوار الحضارات .. يبدأ من هنا ) صدر له حديثا .. وتسلمت بعد مدة قصيرة من ذلك اللقاء نسخة من الكتاب ، مع كتاب أخر له سبقه بالصدور ( على ضفاف الكتابة والحياة … الاعتراف يأتي متأخرا ) هدية منه شاكرا له… والاثنان من منشورات مكتبة الدار العربية للعلوم في بغداد .. ولفت انتباهي للوهلة الاولى بعد تصفح الكتابين العنوان ، ويمكن أن أعده من ( مصائد ) الكتاب المحترفين التي تجعل القارىء يدخلها بمحض ارادته مدفوعا برغبة وشوق كبيرين لمعرفة ما وراءه ، والى الغوص في الاعماق في مضمونه بعد أن ( إستمكن ) موضعه مقدما من ذلك العنوان ، أو في رغبته الابحار مع ذكريات الكاتب ومذكراته ومحطاتها وتجاربه في الحياة الخاصة والعمل والوظيفة ، والعلاقات الاجتماعية والحراك الفكري والثقافي ، وحالات هو شاهد عليها أو مشارك فيها ، وتمتد على مساحة العمر ليعرف منها مخزون هذه الذاكرة في سنواتها الطويلة بكل حالاتها المختلفة .. والكتاب يحاول ان يرد على من يدعو الى الصدام باعتباره ( نهجا تدميريا قاتلا ) و( يعطل تطور الانسانية ) ويؤكد على اهمية ( مناهضته والتركيز على الحوار بين الحضارات ) لما له من دور كبير في حياة البشرية ..لأنه يتجاوز الذات الصغيرة والكبيرة الى ما هو ابعد عالميا ، وعلى قدر خطير من الاهمية ، خاصة في هذه المرحلة التي يحتاج فيها العالم الى ( بناء صداقات وعلاقات تقوم على مصالح مشتركة ، تعود بالفائدة على الجميع ، وليس لطرف دون الاخر ، وعلاقات انسانية تحترم الخصوصيات ، وليس الى صراعات وصدامات وتناقضات والانغلاق على الذات أواستعمال القوة بمختلف وسائلها من طرف لتحقيق مآرب خاصة للزعامة والسيطرة والسيادة وفرض الوصاية ) واعتبار الأخر أقل منه ، أو كأنه غير موجود ، أو ينظر له نظرة خلاف حقيقته ويتصرف معه على اساس هذه النظرة غير الصحيحة … وهذا ( ما يتعارض مع الحداثة والتواصل الحضاري ) وحاجة العصر وطبيعته اليوم ، خاصة بعد ان تعرض العالم الى اختلالات كبيرة نتجت عنها مشاكل كثيرة ، ومأس مروعة ونتائج كارثية بسبب تلك النظرة .. ان حوار الحضارات موضوع شائك وصعب ، ولكنه ضروري اليوم اكثر من أي وقت مضى ، ويعرف الكاتب الطاهر مسبقا انه ( دخل في موضوع مليء بالمتحدثين من المؤيدين والمشككين معا ،. كما أن فيه من التعقيد والحساسية الكثير ، لكنه يرى ان الحضور فيه مطلوب وضروري ، والمساهمة الايجابية فيه اكثر ضرورة ويتطلب استعدادا بمستوى سماته ..) … فالكتاب على حد ما جاء في تقديم المفكر الدكتورعبد الحسين شعبان الذي عرف بطروحاته الفكرية العميقة ، ومساهماته المتميزة في هذا الموضوع وغيره قد ( إحتوى على اضاءات مهمة لفكرة حوار الحضارات وصدامها ، وبقدر محاولته الاجابة على عدد من الاطروحات والاشكاليات ، فإنه أثار أسئلة أخرى تحتاج الى المزيد من التبصر والتفكر والتدبر خارج اليقينات التقليدية والانحيازات المسبقة والمسلمات الجاهزة .. انه كتاب يمنحك قدرة التأمل بهدوء ولكن بسمؤولية ..) و يضيف ايضا أن ( عكاب الطاهر يحاول ردا على اطروحات الصدام ان يعتبر الحضارات جزءا مكملا الواحد للاخر، فيدعو الى تعارفها وتفاعلها ، منددا بالصيغة الواحدية ، باحثا في الاستشراق بشكل عام والروسي بشكل خاص والاستعمار وتبعاته التاريخية ، داعيا للاعتذار والتعويض واسترداد الثروات وبناء اسس جديدة للعلاقات الدولية ، وذلك ما يختم به فصوله الستة ، بفصل سابع عن حوار الحضارات مع فصل ثامن للعرض والتحليل لكل ما تقدم ذكره ..) .. وتلك هي قيمة الكتابات الجادة التي تشكل اضافات مهمة ، خاصة اذا كانت تتناول مواضيع على قدر كبير من الاهمية ، مثل حوار الحضارات الذي اصبح ( مطلبا عالميا ليكون بديلا على دعوات الصدام ).. ولا بد من أن تتظافر الجهود على مستوى الفكر والعمل معا لانضاجه ووصوله الى الهدف المطلوب بالتفاعل القائم على احترام الاخر وخصوصيته ، وهو شرط اساس للوصول الى نتائج طيبة منه…
#طالب_سعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|