بشرى الجوراني
الحوار المتمدن-العدد: 5471 - 2017 / 3 / 25 - 01:21
المحور:
الادب والفن
(قتل ٌ بارد )
- أقلعي هذا الزرع فرزقنا مقفرةٌ أرضه وصخب جوع أطفالك لا يحتاج الى صراخ آخر يقض مضجع قلوبنا ...
كفانا ما نضعه من حجر على ظهر عمرنا البائس....
لا تجلبي لنا بؤساً آخر كي يزحف على أرصفة الظالمين ليطعموه بعضا من بقايا فتات يومهم المتخم باللؤم
كانت تسمعه وهي ماسكة بأحشاءها كمن تخشى على برعمها ان يسمع صوت ابيه الرافض لوجوده ان تنكسر عنده مشاعر فرحة الأنتماء اليهم
كيف ستُشتث هذا البرعم ؟؟
وهل سيلوذ باحد زوايا رحمها ؟؟ خائفا من يد الموت ان تمسك به
كيف سيستباح كهفه الآمن ؟ ويطرد منه.. جثة متناثرة اشلاءها ..
اي جريمة هذه التي تغتال البراءة وباي حق يُمنع ما أُعطي له ...
رعش جسمها البارد لينتفض من شدة قهرها مرتجفاً
رمت ببصرها على اولادها الثلاث وهم ينصتون الى صوت الموت القادم من جهة ابيهم .
كانت أعينهم تبصر وجع أمهم فأرتفعت حواجب الأشفاق وبرقت أعينهم بدمع تجمع على ضفاف اعينهم غير انه أبى الانحدار على جدار وجوههم المتعبة ..مانعاً نفسه من ألم الأنزلاق
أنحنت على بطنها وبدات تحادثه ..... تواسيه ... تمسح بيدها
على جسمه الغض
وربما تريد ان تقنعه أو تخفف عنه وجع الأضطهاد الأنساني
مبررة لفسها ان لا شيء أقبح من جوع كافر
وكذبة جبان
#بشرى_الجوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟