أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ترامب الأوروبي














المزيد.....

ترامب الأوروبي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تصلح للقياس الطريقة التي تعامل معها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية ميركل اثناء زيارتها الأخيرة حول النهج الذي سيتعامل به مع أوروبا عامة، مع مراعاة الاستثناء البريطاني، بعد أن أصبحت بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
لقد أظهر ترامب قدراً هائلاً من التعالي والغرور والصلف في التعامل مع ميركل، التي لم يشفع لها كونها امرأة، كان يجدر به أن يُظهر تجاهها شيئاً من اللطف، ولم يشفع لها كونها تقود الدولة الأهم في الاتحاد الأوروبي من حيث الوزن السياسي والاقتصادي.
مع ذلك بدا ترامب في تعاليه عليها كأنه إزاء رئيس دولة صغيرة فقيرة من بلدان العالم النامي، أتاه يطلب العون، لا إزاء سياسية مسموعة الكلمة في أوروبا والعالم كله.
في تفسير ذلك، سنعطي حيزاً لكون ترامب، بتعامله هذا كان ينتقم من عدم الترحيب الأوروبي به، في البداية كمرشح للرئاسة، وتالياً كرئيس، وهو ما أظهرته ألمانيا خاصة تجاهه، بعد تهديداته للأوروبيين بأن يدفعوا لواشنطن أموالاً لقاء ما تقدمه لهم من حماية.
لكن الأمر أبعد من مجرد الانتقام، فهو يتصل بالرؤية التي يتبناها ترامب بأن تكون أمريكا أولاً كما يردد، ما يجعله لا يرى في الدول الأخرى، مهما عظمت وكبرت، سوى أجرام صغيرة في الفلك الأمريكي الجبار الذي يتخيله.
لذا نراه لا يتورع عن تقريع القادة الأوروبيين كلما تسنى له ذلك لأنهم لا يقدمون لبلده ما «تستحقه» من أموال، وهو لم يتردد في أن يكرر ذلك أمام وسائل الإعلام وبحضور ميركل في المؤتمر الصحفي الذي جمعه وإياها في البيت الأبيض بعد محادثاتهما.
لكن ما يغفله ترامب هو أن أسلافه، وخلفهم دوائر رسم القرارات في المؤسسات الوازنة في البنية السياسية – الإدارية الأمريكية، وهم يضعون ويسيرون الاستراتيجية الأمريكية في أوروبا لم يكونوا يفكرون في أمن أوروبا بذاتها ولذاتها، وإنما أساساً في الأمن القومي الأمريكي.
بُني ذلك وفق العقيدة الأمنية والعسكرية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وما جاءت به من خريطة جديدة، حيث تعاظم نفوذ الاتحاد السوفييتي في أوروبا بقيام منظومة الدول الاشتراكية في محيطه، ما جعل أمن غرب ألمانيا وبقية أوروبا التي عرفت بالغربية هاجساً أمريكياً، استدعى من الولايات المتحدة تأمين أقصى ما تستطيع من حضور عسكري لضمانه.
زوال المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفييتي قلل من الشعور بالخطر، لكن لم ينهه. ولا معنى لتهديد ترامب للأوروبيين: إن لم تدفعوا سنترككم تدبرون أمنكم بأنفسكم، لأنه ليس بوسع الولايات المتحدة أن تدير ظهرها لأوروبا، كونها بذلك تقامر بأمنها هي في المقام الأول.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهم وغير المهم
- المرأة الحديدية
- سعيد العويناتي .. رجل ضد النسيان
- مقدمة كتاب علي دويغر
- بين القيصر والسلطان .. بندقية
- عبدالله خليفة في مبحثه عن الاتجاهات المثالية في الفلسفة العر ...
- لماذا لم يلتقِ تولستوي وديستوفسكي؟
- ناظم حكمت وبابلو نيرودا.. قدر القلوب الكبيرة
- الثقافة في مجتمعات الخليج العربي من العزلة إلى النفط
- العراقيون تحت جدارية جواد سليم
- الإسلام الحضاري في آسيا
- نساء في عيون العاصفة
- مسببات انحسار نفوذ اليسار
- الوجوه المتعددة لعبدالله خليفة
- عبدالله خليفة.. وداعاً
- حول افكار ومواقف المناضل عبدالرحمن النعيمي
- الأقانيم الثلاثة
- قبل ميكيافيللي وبعده
- ذكرى مجيد مرهون
- ناظم حكمت يعود


المزيد.....




- ترامب يسعى لولاية ثالثة.. شاهد رد فعل مستشار سابق بالبيت الأ ...
- سوريا: الحكومة الجديدة تضم وجوها قديمة وأقليات.. ما هي رسالة ...
- فرح بعيد الفطر ممزوج بالحزن والخوف والقلق في الضاحية الجنوبي ...
- ما أصل -العيديّة-، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟
- على أحد شواطئ كينيا.. صلاة عيد الفطر تجمع الآلاف والدعاء لغز ...
- الوحدة الشعبية يزور ضريح الحكيم وأضرحة الشهداء صبيحة أول أيا ...
- خامنئي يرد في خطبة العيد على تهديدات ترامب
- أحدث غواصة نووية متعددة المهام.. مواصفات غواصة -بيرم- الروسي ...
- تعرف على الهاتف الأحدث من Realme (فيديو)
- مشكلة صحية خطيرة يشير إليها الألم الصدغين


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ترامب الأوروبي