أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الله - ثورة...ثورة...ثورة! أيتها ثورة فيهم؟؟














المزيد.....

ثورة...ثورة...ثورة! أيتها ثورة فيهم؟؟


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة...ثورة...ثورة! أيتها ثورة فيهم؟؟

بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد بكلية التربية - جامعة أسيوط)

من يستعرض تاريخ الثورات في مصر، يسأل نفسه عن الفرق بين هذه الثورات...هل كانت كل منها ثورة بالفعل تقبلها كل الناس؟؟ وهل حدث انقسام من أي نوع بين الشعب حول أي منها؟؟ وكيف تعامل أعداؤها مع الواقع الجديد المفروض عليهم (من وجهة نظرهم)!

- ثورة 1919 (أول ثورة شعبية في أفريقيا وفي الشرق الأوسط): من يتأمل هذه الثورة ويقرأ عنها يخلص إلى أنها من أفضل الثورات، ولم ترتكب فيها مجازر من قبل قوات الإحتلال الإنجليزي ضد المتظاهرين - خاصة وأن النساء خرجن فيها لأول مرة في تاريخ مصر- بل سرعان ما اعترفوا بها وأصبحت كارتا مهما وورقة قوية لتحويل المسار السياسي في مصر بلضغط على الإنجليز في أي مفاوضات لاحقة! فقد رضخت بريطانيا بسرعة وأفرجت عن الزعيم "سعد زغلول" وألغت فورا الأحكام العرفية الجائرة (وهي ما يعرف الآن بقانون الطوارئ).. نعم "بريطانيا" - وهي المحتل الغاشم - اعترفت بالواقع ورضخت لمطالب الشعب دون إراقة فطرة دم واحدة!

- الإنقلاب العسكري في 1952 (والذي عرف اعلاميا وتاريخيا بثورة 23 يوليو 1952):
لم يكن هذا الإنقلاب له أدنى علاقة بالمجتمع المصري أو الإرادة الشعبية، إنما حاول مجلس حكماء صهيون (مجلس قيادة الثورة) اعطاء غطاء شعبي يصدر المشهد محليا وإقليميا وعالميا على أنه "ثورة شعبية كبيرة..."..فلو بحثنا سريعا في أصل الأمر نجده مجرد خلاف مؤسسي داخل نادي الضباط حول انتخابات النادي...وسرعان ما وقعت مجموعة من الأحداث الصغيرة المتواترة وغير المقصودة تلاها بعض النجاحات التي جعلت "الضباط الأحرار" يطمعون فيما هو أكثر من تحسين أوضاعهم داخل المؤسسة العسكرية: في الحكم نفسه! ولنراجع معا أول بيان أدلى به السادات والذي في معظمه يلخص الصراع داخل الجيش مع الملك والحاجة إلى التطهير والإصلاح؛ ثم ذيل البيان بعبارة "ولا بد أن الشعب المصري سيستقبل هذا الخبر بكل ترحيب" - أو ما شابه ذلك - لطلب غطاء شعبي لتأييد الجيش ضد قمع الظلم وتهيئتهم لتقبل الأمر الواقع.. ولكن ظلت الأجواء متوترة وذلك لأن قطاع كبير من المثقفين والباشاوات وأصحاب النفوذ والأموال كان رافضا لهذه الثورة ؛ بل وحاول بعضهم اسقاطها بعد حرب 1956 (العدوان الثلاثي) بعد تأميم القناة والضغط على عبد الناصر لتسليم نفسه للسفارة البريطانية؛ ولكنه سرعان ما استنجد بالروس الذين أوقفوا الحرب بالإنذار الروسي الشهير..

- ثورة 25 يناير 2011: يصف بعض الخبراء هذه الثورة التي أبهرت العالم بأنها أول ثورة مصرية حقيقية مكتملة الأركان! فجر شرارتها الشباب واحتضنها الشعب الذي خرج بالملايين في كل ميادين مصر (أبرزها ميدان التحرير)...صمد فيها الناس 18 يوما رغم عدد الشهداء الكبير الذين قتلتهم الشرطة وداستهم بالمدرعات حتى تم اسقاط النظام ثم احتفلوا وعادوا إلى بيوتهم (وليتهم ما عادوا!).. لقد قامت الثورة بسبب "خالد سعيد" الشاب السكندري الذي عذبته الشرطة وقتلته شر قتلة...فسقطت سقوطا مدويا (أخلاقيا وجماهيريا) في يوم 28 يناير
2011...وخلقت حاجزا نفسيا بينها وبين الشعب المصري لم تقدر على ازالته حتى الآن، بل دعمته ورسخته في الأذهان في عدد من المجازر التي سيقف التاريخ عندها طويلا!!

-انقلاب 3 يوليو 2013 (المسبوق بموجة ثورية ثانية في 30 يونيو) والتي كانت - باعتراف بعض الاعلاميين الذين شاركوا فيها - بمثابة "هزيمة ساحقة لثورة 25 يناير"...حتى وإن شارك فيها بعض الشرفاء والرموز الوطنية - وما يسمى بــــ"النخبة:"..وهذا ما يتفق مع رأي مؤيدي الشرعية الذين يعتبرونها "ثورة مضادة" أو "انقلاب على الشرعية" (على الرغم من صدق بعض من خرجوا فيها سعيا لتحسين الأوضاع وتصحيح المسار ومقاومة الفاشية الدينية)..فلم تعترف معظم دول العالم ببيان 3 يوليو 2013 - وما ترتب عليه من آثار - حتى وقت قريب.. مما وضعها في مأزق دبلوماسي خطير جدا! علق عليه أحمد المسلماني (المتحدث الإعلامي لمؤسسة الرئاسة حينذاك) قائلا: "مصر لا تحتاج شهادة حسن سير وسلوك من أحد"..لقد عاد بنا هذا الإنقلاب إلى عهد بعيد...الى الخمسينات والستسنات...إلى زمن الدولة البوليسية وثقافة التصفية الجسدية والرأي الواحد! وصل الحال ببعض مؤيدي السيسي أن يلقبونه ب"عبدالناصر الثاني" ولكني أرى أن عبدالناصر - مهما كانت مساوئه وسقطاته - ليس له علاقة به! إن خطاباته تعكس نموذجا عربيا فريدا يجمع فيه ما بين عبدالناصر في انتشائه بالسلطة وتمركزه حول ذاته وحبه للزعامة؛ والقذافي في العناد وانكار الواقع ؛ وجورج بوش (الابن) في تهوره وسطحية تفكيره، وشارلي شابلين في طرائفه وسقطاته اللفظية!

-السؤال المهم الآن: "هل ممكن إن الواحد فينا قبل ما يموت يشوف ثورة مصرية صح تجمعنا كلنا والشعب كله - دون استثناء - يعمل عليها ’لايك’؟؟؟" عموما أملنا كبير في ربنا! أصل لما يمر سنتين على البلد من غير ثورة دا فال وحش يا جماعة!!!
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة باطل..أريد بها باطل!
- خواطر ليلية: عبير الذكريات
- حكايات..من زمن فات
- ما يميز تعامل البشر مع حيوان -الكلب- المصري
- من عجائب الفيسبوك في بلدنا: أخلاق البرص!!
- معلومة تهمك: الشخصية السيكوباتية psychopathic personality
- همسة اليوم: خلينا -منطقيين- و-واقعيين- لما نتعامل مع بعض!
- مجرد رأي: لازم حد يشيل الليلة!
- عشم إبليس في الجنة؟!
- إضطراب -الفيسبوكسيا- Faceboxia Disorder
- لهذه الأسباب...أعشق فن -عمرو دياب-!
- فن إدارة الوقت: المرونة!
- تأملات..وحكم..وأقوال (تجربة شخصية)
- محترفو الشر
- تأملات من زمن فات: -الخيوط الرفيعة-
- فن إدارة الوقت: التخطيط الجيد!
- طيب المعاملة يحسن الأداء
- الفرق بين -المسيحية- و -الصليبية-
- يا باغي الشر..أدبر!
- خواطر: رسائل ربانية


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الله - ثورة...ثورة...ثورة! أيتها ثورة فيهم؟؟