مشوار إمرأة عاملة‏...‏ من الصبح للمسا.. صوروه‏..‏ وإسمعوه‏

هدى المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 399 - 2003 / 2 / 16 - 02:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

 
علي غرار أغنية عبد الحليم حافظ‏(‏ سكت الكلام والبندقية اتكلمت‏)..‏ انتهي ملتقي المرأة والذاكرة إلي السبيل نفسه في التعبير عن قضايا المرأة بصورة معاصرة‏..‏ من خلال كتاب جديد عنوانه‏(‏ مدخل إلي قضايا المرأة في سطور‏)..‏ وجاء هذا الكتاب ليعبر عن الرغبة في الكف عن الكلام والصراخ والعويل والندب في التعبير عن قضايا المرأة ولنترك الصورة تعبر وتوضح واقع المرأة وقضاياها‏..‏

هذا العمل جاء نتاج عمل لمجموعة ملتقي المرأة والذاكرة التي تتكون من مجموعة من الاساتذة والدكاترة‏:‏ هدي الصدة‏,‏ أميمة أبو بكر‏,‏ رانيا عبد الرحمن وسحر صبحي وهالة كمال وهدي السعدي واشتركت معهن داليا الحمامصي وعلا كمال‏,‏ وصمم الرسومات كل من ماهر صبري وسارة عناني‏.‏

وتقول د‏.‏هدي الصدة إحدي القائمات علي هذا العمل إن هذا الكتاب يتناول موضوعات وقضايا متعلقة بوضع المرأة في المجتمع المصري بشكل شيق واسلوب بسيط‏..‏

كما يقدم هذا الكتاب مادة علمية وتاريخية متخصصة ويجمع بين الصورة والكلمة والمادة الارشيفية‏..‏

وعن السبب في تفكير ملتقي المرأة والذاكرة في اصداره قالت د‏.‏ هدي الصدة‏:‏ إننا لاحظنا أن المادة البصرية والإعلامية التي تقدم للمرأة وعن المرأة تحمل رسائل خاطئة بل واحيانا تضر بواقع المرأة ومستقبلها وهي غالبا ما تتعارض مع واقع النساء في مصر وانجازاتهن وطموحاتهن‏,‏ كما أن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام والتكنولوجيا جعلت الصورة والمادة البصرية بشكل عام واقعا بارزا في حياتنا المعاصرة‏..‏

فالدراسات أثبتت أن الصورة أو الرسائل البصرية تؤثر علي الوعي بطريقة غير مباشرة‏.‏

وأضافت د‏.‏هدي الصدة أن هدف ملتقي المرأة والذاكرة من خلال هذا الكتاب هو تقديم مدخل لقضايا النساء والموضوعات المتعلقة بوضع النساء في المجتمع‏..‏

ولعل أهم القضايا التي تناولها هذا الكتاب هي‏:‏

التفرقة‏,‏ القوالب السالبة‏,‏ المرأة والعمل‏,‏ التقسيمات‏,‏ التناقضات‏,‏ الدور المزدوج‏,‏ المضايقات اليومية‏,‏ نظرة المجتمع‏,‏ ظلم الرجال‏,‏ مقاييس الجمال‏,‏ دوامة القهر‏,‏ لوم الضحية‏,‏ مقاومة التعبير‏,‏ يوم في حياة امرأة عاملة‏.‏

كما قدم هذا الكتاب مجموعة من النساء اللائي شاركن في الحركة النسائية أمثال عائشة التيمورية‏,‏ زينب فواز‏,‏ هدي شعراوي‏,‏ ملك حفني ناصف‏,‏ نازلي فاضل‏,...‏

ونستعرض يوما في حياة إمرأة عاملة كما جاء في هذا الكتاب بالصورة‏..‏ ونحاول تفسيرها بالكلمات‏.‏

بدأ استعراض يوم في حياة امرأة عاملة بأغنية مشهورة عن الزواج لفرقة المصريين كانت معروفة خلال الثمانينيات وتقول كلماتها‏:‏

ماتحسبوش يابنات إن الجواز راحة

وماتزعلوش يابنات ان قلنا بصراحة

ان الجواز عمره‏..‏ عمره ماكان راحة

عارفين من خلال ‏15‏ صورة تعكس أحداث يوم في حياة امرأة عاملة‏:‏

‏(1)‏ في السادسة صباحا يدق جرس المنبه في غرفة النوم‏,‏ تقفز المرأة من السرير والزوج نائم في هدوء وسلام‏.‏

‏(2)‏ السادسة والنصف الزوج نائم والأم تعد طعام الافطار‏.‏

‏(3)‏ في السابعة الأم توقظ الابناء للاستعداد للذهاب الي المدرسة والزوج ليذهب إلي عمله‏..‏

‏(4)‏ الزوج يحتسي الشاي‏,‏ الأم توصل الأبناء الي اتوبيس المدرسة‏.‏

‏(5)‏ الزوج يذهب الي عمله هادئا صافي الذهن‏,‏ الزوجة تذهب الي عملها منهكة القوي يدور في ذهنها مائة موضوع‏.‏

‏(6),(7)‏ عندما تدق الساعة الثانية بعد الظهر تجري المرأة العاملة والزوجة والأم للحاق بأتوبيس الشركة أو الهيئة أو المؤسسة التابعة لها‏..‏

‏(8)‏ الساعة الثالثة وفور وصول الزوجة الي المنزل تتجه الي المطبخ لإعداد طعام الغداء‏..‏ والزوج فور وصوله إلي المنزل عقب عودته من العمل يأخذ حماما ويغني‏..‏

‏(9)‏ في الثالثة والنصف تفك الأم المشاجرات بين صغارها‏,‏ في الوقت الذي يتناول الزوج طعام الغداء بسعادة ونهم‏.‏

‏(10)‏ في الرابعة مساء تواصل الأم رحلة الكفاح وتدخل الي المطبخ لغسل الصحون وترتيبه بينما يذهب الزوج الي النوم‏..‏

‏(11)‏ في الساعة السادسة مساء‏..‏ تواصل الأم الكفاح وتنشر الغسيل‏..‏ والزوج نائم‏..‏

‏(12)‏ الساعة السابعة هو ميعاد فنجان الشاي للبيه‏..‏

‏(13)‏ الأم تذاكر لأبنائها‏..‏ والزوج في القهوة مع اصدقائه‏.‏

‏(14)‏ الساعة العاشرة هو ميعاد كي ملابس المدرسة بينما يواصل الزوج مشاهدة التليفزيون‏.‏

‏(15)‏ عندما يغالب الزوجة النعاس بجوار أبنائها بعد ارهاق يوم طويل يصرخ الزوج قائلا‏(‏ حرام عليكي ياشيخة سايباني قاعد لوحدي‏..‏ ودايما نايمة‏)‏

وفعلا يسكت هنا الكلام‏..‏ ونترك التعليق لمن يريد‏!!‏

أمان

#هدى_المهدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات