أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - المغالطات المنطقية (7) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع















المزيد.....


المغالطات المنطقية (7) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 09:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فى مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع درسنا ثنتا عشرة مغالطة بدأناها بالمغالطة الجينية، والحجة الفاسدة، و الحجة الظرفية، ثم أتبعناها بمغالطة الإحتجاج بإجماع الناس، و إتباع سياسة القطيع، و مناشدة الوطنية، و إنتهاج المباهاة و التفاخر، و مناشدة التقاليد، و الإستشهاد بسلطة أو مرجعية شهيرة، ثم اللجوء الى سلطة أو مرجعية متحاملة و متعصبة، كما درسنا مغالطة مناشدة العواطف خاصة عواطف الرثاء و الشفقة و الشعور بالذنب، و فى المقال السابق كان التركيز على مغالطة رفض الحجة بسبب تداعياتهاالسلبية. و فى هذا المقال سنتناول المغالطة الثالثة عشرة و الأخيرة فى مجال مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع و هى مغالطة رفض الحجة أو الجدلية بسبب شكوكية الشخص فيها (incredulity) و عدم فهمه لها. كما نتناول تطبيقاً لها فى رفض الحقائق العلمية الخاصة بالنجوم و الكواكب لعدم فهمها و الأصرار على كونها مجرد مصابيح لتزيين السماء و كذلك رفض حدوث الشهب بسبب إختراق بعض الكويكبات للمجال الجوى للأرض فتحترق نتيجة إحتكاكها بالغلاف الجوى، و الإصرار على أن الشهب هى رجوم للشياطين الذين يسترقون السمع على السماء...

• و مغالطة رفض الحجة بسبب التشكك فيها و عدم فهمها تعنى (عدم تصديق الحجة رغم صحتها لشكوك شخصية و عدم فهم لها من الشخص الذى يواجه الحجة): (Argument from Personal Incredulity): إن التأكيد على أن حجة الخصم زائفة و غير صالحة أو غير صادقة لأننا بصفة شخصية نشك فى هذه الحجة و لا نفهمها أو لأننا لا نستطيع تتبع عناصرها أو تقنياتها أو شكلياتها و لذلك نرفضها أو ننبذهابحجة رافضة لها أو تكون عكس الحجة الصحيحة فإن حجة هذا النبذ أو هذا الرفض تُعد مغالطة منطقية. فعلى سبيل المثال لو أن شخصاً أو أن س من الناس لا يفهم حجة أو جدلية مهندس الطيران عن كيفية طيران الطائرة أو كيف تطير الطائرة؛ و لهذا يتشكك و لا يستطيع أن يصدق أن الطائرات يمكنها أن تطير، و من ثم يقدم حجته:" أن الطائرات لا يمكنها الطيران" مجردة من أى تعليل دال على عدم فهمها؛ فهذه هى مغالطة التشكك فى حقيقة أن الطائرات يمكنها الطيران و السبب هو عدم مقدرة الشخص على فهم ميكانيكية الطيران، و عدم معرفته بخلخلة الهواء، و الدفع النفاث؛ و من ثم صاغ جدلية مضادة هى فى حد ذاتها مغالطة منطقية. و العلة فى كون التشكك أو عدم المقدرة على فهم حجة أو جدلية ما يؤدى الى إختلاق مغالطة منطقية ذلك أن إمكانيات الفكر الفقيرة و الضعيفة أو إمكانيات التفكير المحدودة للمتكلم أو للشخص الذى يواجه الحجة الصحيحة بالمغالطة المنطقية لا يمكنها أن تضع حدوداً للعالم الطبيعى أو للطبيعة بصفة عامة. فالطائرات قادرة على الطيران رغماً عن عجز الشخص عن فهم كيفية عمل الطائرة لأن محدودية فهم الشخص لا علاقة لها بحقيقة أمر ما (و هو هنا الطيران الاَلى).

و فى درس من دروس العلوم لإثبات أن للهواء ضغط من أسفل الى أعلى كنا نملأ كوباً بالماء عن اَخره بحيث لا يوجد فراغ بين سطح الماء و الورقة التى تغطى الكوب ثم نقلب الكوب على إحدى اليدين و نسحب اليد من تحت الكوب المقلوب فلا تسقط الورقة رغم ضغط الماء عليها و لا ينسكب الماء من الكوب المقلوب. و عندما كنا نقوم بهذه التجربة أمام أحد لم يدرس التجربة بعد فكان رد فعله رفض ما يراه بعينيه و رفض ما يمثل حقيقة ملموسة؛ بل يفسر ما يراه أمامه بأنه سحر: " إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ". و لم يستطع أحد من لم يفهم تأثير ضغط الهواء أن يستوعب أن للهواء الجوى ضغط فى جميع الإتجاهات بما فى ذلك من أسفل الى أعلى، فرفضوا الحجة و لجأوا الى تفسيرها بالسحر.

و رفض الحجة الصحيحة قد ينتج من معتقد متحامل موجود فى فكر الإنسان قبل أن تواجهه الحجة الصحيحة. فعلى سبيل المثال فإن المعتقد السائد فى فكر المتدين المسلم أن الشهب هى رجوم للشياطين الذين يحاولون إستراق السمع لـــــــ أو (التصنت/التنصت/التجسس على) ما يحدث فى السماء. و قد تكرر هذا المفهوم القراَنى للشهب على أنها رجوم للشياطين فى أربع سور: الحجر و الصافات و الملك و الجن؛ ففى سورة الحجر فى الأعداد من 16 الى 18 بقول النص: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ16 وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ17 إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ18)؛ و فى سورة الصافات نجدها فى الأعداد من 6 الى 10: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ6 وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ7 لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ8 دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ9 إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ10)؛ و ورد نفس المعنى فى سورة الملك عدد 5: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ.) و أخيراً ذُكِر مفهوم الشهب كرجوم للشياطين فى سورة الجن فى عدد 9: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا.) ...

كما يذكر البخارى و مسلم أحاديث عن رسول الأسلام تحمل بعض التفاصيل فى عملية إستراق السمع. ففي حديث رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (الملائكة تتحدث في العنان – و العنان الغمام – بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القاروة، فيزيدون معها مائة كذبة.) ... و من ذلك أيضاً ما أخرجه البخاري قال: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان، حدثنا عمرو قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض – و وصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه – فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة. فيقال : أليس قد قال لنا: يوم كذا وكذا وكذا. فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء.) و في رواية عند مسلم في صحيحه: (تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة, فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة) http://www.dorar.net/enc/aqadia/4371

و هكذا يكون مفهوم النص للكواكب و النجوم على أنها مصابيح للزينة و مفهومه للشهب على أنها رجوم للشياطين (https://islamqa.info/ar/145324). و تتلخص القصة فى أن الشياطين و الجان يتصنتون على ما يُتخذ من قرارات تتعلق بالأرض و سكانها و يأتى الشياطين و الجان بهذه الأخبار للكهان و العرافين و السحرة و المنجمين فيخبروا الناس بما سوف يحدث لهم. و بعد أن بدأ قثم رسول الإسلام بنشر دينه الجديد قامت الشهب برجم الشياطين و الجان الذين يحاولون إستراق السمع حتى لا ينافس الكهان قثم فى النبوة أو الكهانة؛ http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=152115 . و لكن ما زال علماء المسلمين مختلفين حول ما إذا كانت الشياطين قد توقفت عن إستراق السمع أو ما زالت تسترق السمع (http://www.dorar.net/enc/aqadia/4371).

و نحن لا نلوم كاتب النص على خياله الخصب: فهو يتخيل أن الملائكة تضرب بأجنحتها لتعلن عن إعجابها أو إستحسانها أو خضوعها للأمر الذى قضاه الله. فالصورة التى تخيلها كاتب النص لا تبعد عن صورة وجودية فى ذهنه من بيئته فيما يراه من الطيور التى يربيها أو التى يراها. و لا نسخر من مصدر النص عندما يتخيل أن الملائكة يتراقصون (ضربت الملائكة بأجنحتها) و هم يتداولون هذا الأمر فيما بينهم فى إجتماع فى العَنَان و العَنَان هو الغمام (السحاب الأبيض الرقيق) الذى يسَّمعه الشيطان أو الجنى مسترق السمع. فكاتب النص يتخيل أن عنان السماء شيئ صلب أجوف حيث يوجد مكان إجتماع الملائكة. ... و لا نستغرب تصور مصدر النص أن الشياطين يطاولون عَنَان السماء و ذلك بوقوفهم ركوباً الواحد فوق الاَخر حنى أعلى واحد فيهم و الذى يسترق السمع فيقول الخبر للذى تحته و الذى تحته للذى تحته ... و هكذا حتى أخر واحد فى الأسفل الذى بدوره يبث الخبر للكاهن أو الساحر أو العراف الذى يخبر به الناس... و هكذا إستطاع كاتب النص أن يحل غموض العرافة و يفك إبهام كيفية عمل الكهانة. و إذا كان لهذا الخيال أو هذه الصورة أى مقابل فى عصرنا الحديث فلا تجدها إلا فى الأكروبات الصينية (https://www.youtube.com/watch?v=xjKmIio1TSM)؛ و هذا المصدر (http://tvtropes.org/pmwiki/pmwiki.php/Main/HumanLadder).

ألا أن لنا بعض الملاحظات التى تظهر و تثبت قصور مصدر النص فى خيال لم و لن يسنطع أن يترك الأرض و لم يتمكن أن يكَّون له أى تصور روحانى فى عالم الميتافيزيقا لِما يحدث خارج عالمنا الوجودى الطبيعى فجاء خياله خالياَ من أى روحانيات و من أى ميتافيزيقا؛ بل أن خياله هو إعادة ترتيب صور وجودية من بيئته فى مخزون ذاكرته. ... و لكى تصل الشياطين الى عنان السماء لكى يسترق أحدهم السمع على ما يحدث فى "حجرة" الغمام فإنهم يحملون بعضهم الواحد فوق الاَخر حتى يستطيع اَخر أو أعلى واحد أن يصل الى "باب" أو أحد فتحات الغمام فيسترق السمع أو "يخطف الخطفة"... فمصدر النص لا يستطيع أن يتخيل – أو ربما نسى – أن للشياطين أجنحة كالملائكة و إلا فلن يوجد فرق بينهما و لا يوجد داعى لأن يركب الشياطين فوق بعضهم ليطالوا هذا الغمام. ... ثم لو كان للشياطين أجنحة ألا يستطيع الواحد منهم أن يطير و يسَّمع على الغمام بدلاً من أن يركبوا بعضهم بعضاً حتى يطالوا العنان. ... و تكتمل الصورة بعد أن يسمع الشيطان الذى طال العنان الخبر فأنه لا يرفع صوته حتى لا يفتضح تجسسه على الملائكة ولذلك فهو ينقل الخبر للشيطان الذى تحته و الذى تحته للذى تحته و هكذا الى أن يصل الخبر الى أخر شيطان من أسفل الذى بدوره يخبر الكاهن أو العراف و معه مائة كذبة... و الرمى بالشهاب يكاد يكون عشوائياً، فربما أدرك الشهاب الشيطان قبل أن يلقى بالخبر للكاهن أو العراف أو الساحر، وربما ألقى الخبر قبل أن يصيبه الشهاب ... و نحن نؤكد على أننا لا نلوم مصدر هذه النصوص لأننا لا نناقش قوة حجية النصوص ... و لا نلوم مصدر النصوص على فهمه القاصر للشهب فى وقت لم تخضع فيه الشهب للدارسة... و على فرض أنه كانت توجد معرفة بحقيقة الشهب و لكن كاتب النص لم يضطلع عليها و خرج بمفهومه الخاص الذى يمثل خصوبة فى خيال من يقطن الصحراء و لا يرى فيها غير لون واحد و مادة واحدة – الرمال و صفرتها – تمثل بالنسبة له مفازة مهلكة – خاصة بالليل – ما لم تكن النجوم و الكواكب له هدياً و مرشداً فى الليالى الحالكة و زينة ليلية تعويضاً له عن نهار متقد الحرارة و تسيطر عليه صفرة حارقة و قاتلة و أحياناً رياحاً محملة بالرمال و الأتربة فتعجزه عن أن يبرح خيمته أو بيته.

و مصدر النص أو كاتبه لم يكن قد درس علم الفلك (astronomy)، و لا علم التنجيم (astrology) و لا علم الفضاء (space science) و لا علم الكون (cosmology) و بالطبع فإن كاتب النص لم يكن يعلم أى شيئ عن الشهب (meteors) أو النيازك (meteorites) و لا المذنبات (comets) و لا الكويكبات (asteroids) و لذلك فسر الشهب بأول شيئ يخطر على باله و إعتبرها راجمات أو رجوم للشياطين التى تسترق السمع لِما يحدث فى السماء. و هنا نضع يدنا على خيال الكاتب الواسع و محدودية تفكيره المنطقى السليم مما جعله يعتقد أن النجوم و الكواكب هى مصابيح لتزيين السماء و الشهب رجوماً أو راجمات للشياطين.

و فى الحقيقة أن المصابيح التى رأها كاتب النص ليست مصابيحاً و لا السماء سماء و لا الغرض منها هو زينة السماء بل المصابيح هى نجوم يصدر منها ضوء... و المصابيح المذكورة فى النص قد تكون أيضاً كواكب (أجسام معتمة) تعكس ضوء النجوم... و العنان أو الغمام ليس مكانأ مغلقاً تجتمع فيه الملائكة و ليس له باب أو أبواب يغلقها الملائكة على أنفسهم أثناء الإجتماع. ... و يطول الشيطان أو الجنى هذا الباب أو إحدى الأبواب فيضع أذنه عليه و يتسمع ما تقوله الملائكة فى عنان السماء الذى هو الغمام الذى هو سحب بيضاء، و السماء هى فضاء مترامى الأطراف لم يستطع الإنسان الحديث أن يدرك أبعاده بالكامل بعد. و لا يوجد فى الفضاء شياطين أو جن تسترق السمع لما يحدث فى السماء لأن لا السماء و لا العنان مكاناً مغلق و لا هى جدار للمكان المغلق بل هى فضاء مفتوح به ملايين المجرات (galaxies) التى تحتوى على ملايين النجوم (stars) و الكواكب (planets). و مجرتنا "درب التبانة" أو "درب اللبانة" (The Milky Way) واحدة من هذه المجرات (galaxies) و مجموعتنا الشمسية (solar system) واحدة من مجموعات أخرى (other systems) و هكذا ...

فهل يستطيع المؤمنون أن ينبذوا و يطرحوا عنهم فكرة المصابيح ... و زينة السماء ... و رجوم الشياطين ... و إستراق السمع على ما يحدث فى السماء ... ؟؟؟ أم يرفضوا ما توصل اليه العلم من معرفة الكون فى علم مستقل يُسمى علم الكون أو علم الكونيات (cosmology) الذى لا يمكن أن تدرسه جامعة الأزهر لطلبتها؛ و ربما تدرسه الجامعات الحكومية المصرية على خجل و لذلك فلا عجب أن نرى الكهانة و قراءة الطالع و قراءة الكف و قراءة الفنجان و قراءة الودع يُنفق عليها أكثر من ميزانية التربية و التعليم ... و لا عجب ... فنحن الذين بنينا مراكز الأرصاد الجوية (Meteorological Centers) لكى نستطلع بها أهلة القمر و نعرف بها بداية شهر الصيام و متى يكون عيد الفطر و متى يكون عيد الأضحى و متى تكون عاشوراء و متى تكون ليلة القدر عسى الله يفتحها علينا و تهطل السماء ذهباً و ياقوتاً و مرجاناً. و ما زال رجال الدين يرفضون الحقائق العلمية و يتمسكون بالنصوص الدينية المناقضة كحجج لدحض العلم أو محاولة لى عنق النص الدينى لجعله سباقاً فى التوصل الى الحقيقة العلمية، أو الإلتفاف على الحقيقة (الحجة) العلمية لتتناسب مع النص الدينى.

لقد وصل الأمر برجال الدين إن يتطاولوا على عقولنا فيرفضون الحقائق العلمية بل و يكذبونها بطريقة فجة. فها الشيخ يرفض دوران الأرض حول نفسها فيقدم حجته بطريقة تنم عن عدم فهم لحقيقة دوران الأرض حول نفسها فيقول لو كانت الأرض تدور فلا داعى أن تسافر الطائرة الى الصين و يكفى أن ترتفع فى الجو قليلاً و تظل واقفة فى الجو حتى تأتى الصين فتهبط فيها؛: (http://www.echoroukonline.com/ara/articles/233909.html) و أنظر كيف يشرح الشيخ نظريته فى هذا المقطع من الفديو: (https://www.youtube.com/watch?v=Yf2pAot9Y84) و هذا المقطع من الفديو تعليق من أحد الشباب على ما جاء فى كلام الشيخ: (https://www.youtube.com/watch?v=msJz9s4mSPc). و فى هذا المقطع من الفديو يحاول الشيخ أن يلبس كلامه لباساً علمياً لكى يُقنع به من يتشدقون بالعلم و من ثم يحول الشياطين الى طاقة و يشرح لنا كيف تبدد الشهب تلك طاقة (الشياطين)؛ (https://www.youtube.com/watch?v=Hn3r1uFjIT0). إن ملاحقة الشهب للشيلطين لم تقتصر على سماء الجزيرة العربية بل تعدتها لتصل الى روسيا حيث تلاحق الشهب أيضاً الشياطين هناك؛ (https://www.youtube.com/watch?v=yS-VyWp-238).

إن النصوص الدينية التى أوجدت الشياطين و المارد و الجن و العفريت و جعلت من ظاهرة فلكية مدخل لتسخير الظاهرة ليس لخدمة رسول الإسلام فقط و لكنها قد فتحت الباب على مصراعيه لممارسة علاج قضايانا و مشاكلنا بالدجل و الشعوذة و السحر و بول البعير و جناحى الذبابة من اجل إيجاد حلول لمشاكل إجتماعية و صحية و نفسية. و كثير منا يرفض الذهاب الى الطبيب النفسى و يفضل الذهاب الى الشيخ أو الكاهن أو دجال أو مشعوذ لكى يعالجه مما يتوهمه من أمراض و يحل له مشاطله النفسية التى يطلقون عليها "المس الشيطانى" أو "اللبس الشيطانى" (demonic/diabolical possession) . و في إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية في مصر تبين أن نحو ثلاثمائة ألف (حوالى ثلث مليون) شخص فى مصر يمتهنون الدجل و يدعون القدرة على علاج المرضى بتحضير الأرواح، و"إخراج الجن من جسد الإنسان"، إضافة إلى عدد مماثل يزعمون قدرتهم على علاج المرضى بقراءة آيات من القرآن أو الإنجيل أو بالزيت المقدس. و تبين الدراسات التى قام بها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن 40% من نساء مصر يؤمن بالدجل و السحر و أكثر من هذه النسبة كثيراً يؤمن بالأعمال بصفة خاصة. كذلك يؤمن بالدجل كثير من المصريين من الرجال الباحثين عن كنوز تحت الأرض فى منازلهم و كذالك الباحثين عن التفوق الجنسى أو الشفاء من العجز أو ما يعرف بالربط الجنسى. أما المشاكل التى يعانى منها المصريون و يبحثون عن حلولها بالدجل و السحر و الشعودة تشمل الفقر المس الشيطانى و تلبس الجان للإنسان و كتابة الأعمال السفلية و السحر وأعمال الربط الجنسية و العنوسة و بعض الأمراض المستعصية (كالسرطان). كما أظهرت الدراسة أن المصرييين أنفقوا حوالى 10 مليارات جنيه مصرى على الدجالين والمشعوذين الذين يلجأون إليهم بهدف حل مشاكلهم. و أكدت الدراسة أيضاً أن أرباح عصابات السحر و الشعوذة فى مصر و صلت الى ثلاث مليارات من الجنيهات سنوياً و هذا يعنى أن إجمالى إنفاق المصريين على الدجل و السحر و الشعوذة 13 مليار جنيه مصرى... و فى إحدى الدراسات الأخرى قُدر الإنفاق المصرى على أعمال السحر و الشعوذة بحوالى 200 مليار جنيه (http://www.noonpost.org/content/13353) ... مع ملاحظة أن 47 % من تعداد السكان المصريين يعيشون تحت خط الفقر.
دمتم بكل خير
رمسيس حنا

مصادر إضافية:
1- https://islamqa.info/ar/145324
2- http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=43854
3- http://www.echoroukonline.com/ara/articles/233909.html
4- https://www.youtube.com/watch?v=Yf2pAot9Y84
5- https://www.youtube.com/watch?v=msJz9s4mSPc
6- https://www.youtube.com/watch?v=Hn3r1uFjIT0
7- https://www.youtube.com/watch?v=yS-VyWp-238
8- https://www.youtube.com/watch?v=IF2owiJW2Lw
9- http://raseef22.com/culture/2015/08/02/priests-and-fortune-telling-in-the-arabian-peninsula-before-islam/
10-
11- http://www.youm7.com/story/2010/10/22/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1/293571
12- http://www.youm7.com/story/2014/8/14/%D8%A3%D8%A8%D8%B4%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D9%82%D9%88%D9%86-10-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/1819400
13- http://www-alfrahna.forumegypt.net/t230-topic



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغالطات المنطقية (6) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
- المغالطات المنطقية (5) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
- المغالطات المنطقية (4): مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
- المغالطات المنطقية (3): مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
- المغالطات المنطقية (2) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
- لماذا تفجير البطرسية؟؟؟
- حالة عشق
- المغالطات المنطقية 1
- الدستور المصرى: دلالات الفالج فى المادة الثانية و المادة الس ...
- إرفعوا أيديكم عن سيد القمنى الدستور المصرى تحت مجهر إزدراء ا ...
- سيد القمنى وضع المعول على أصل الشجرة
- سيد الكلمة (الى سيد القمنى)
- الله و الإنسان ... هل هناك علاقة؟؟؟ 1
- العقل ... عندما يسقط
- المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى
- مفهوم الغيب الإسلامى و فلسفة الميتافيزيقا
- مقدمة فى الحمل العذراوى
- المنير
- مفهوم العذراوية المريمية
- مفهوم العقل فى معجزات شفاء المرضى


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - المغالطات المنطقية (7) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع