رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 02:08
المحور:
الادب والفن
الخطاب عند
"عروبة الباشا"
لكل شاعر اسلوبه الخاص في جذب المتلقي للقصيدة، فكل قصيدة بحاجة إلى فاتحة، إلى مدخل ليتقدم منها المتلقي، بلا شك أن استخدام حرف النداء "يا" له وقعه الخاص على المتلقي، فهو ينبه المتلقي/القارئ إلى القصيدة التي تدعوه ليتوقف عندها، فهو المعنى بالنداء، وعليه أن يستجيب له.
فدائما عندما نسمع النداء "يا" تجدنا نتوقف لنسمع ما يراد منا، الشاعرة "عروبة الباشا" تبدأ قصيدتها بحرف نداء، ثم تستخدم صيغة السؤال، لكي تثربنا من قصيدتها أكثر، فنجد هناك ثلاثة نداءات في القصيدة، وثلاثة أسئلة، وأربعة ابيات اخبارية، بمعنى أن هناك توجه عند الشاعرة للتقرب من المنادى/المتلقي/القارئ، وأيضا إثارته بالأسئلة الحمية ومن خلالها نجدها تقدم مشاعرها. أعتقد هذا أهم ما جاء في القصيدة.
لكن البيت الأخير تم صياغته بشكل يأخذنا أبعد من الشعور الشخصي للشاعرة، فهو يحمل شيء من الهم العام في المنطقة العربية بعد أن أخذ البحر العديد من أخوتنا وأبناءنا.
يا من هواكم سبى قلبي وأرقني .... وانساب في خافقي يرجو لكم رغدا
هلا سمعتم حديثا بثه كبد .... أو فارفضوا حبه ولتذبحوا الكبدا
نار الفراق أثارت كل لاعجة .... للشوق فاشتعلت في بعدكم كمدا
هل تطفئون لهيبا زاد سطوته .... أم ترسلون الهوى من عطفكم مددا
يا من هجرتم فؤادا في تذكركم .... يشقى ، ألم تدركوا ما ذاق إذ بعدا
للبين حسرته ، والحب زفرته .... والشوق لوعته ، والقلب ما وجدا
يا من إلى قربكم نهفو بلا أمل .... ضاعت سنين الهوى في بعدكم بددا
ما زال في كبدي آثار موطئكم .... وفي الفؤاد حنين بالنوى اتقدا
هل غركم أنني في البين أعذركم .... أم أن سحر الهوى في البعد ضاع سدى
لله شكوى غريق هاجه ألم .... فهام في بحركم يمضي بغير هدى
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟