أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المخاطبة الشعرية بين عبد القادر دياب وعبد الهادي الملوحي















المزيد.....

المخاطبة الشعرية بين عبد القادر دياب وعبد الهادي الملوحي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


المخاطبة الشعرية
بين عبد القادر دياب وعبد الهادي الملوحي
هذا الشكل من الشعر قل التعاطي به، قليل ما نجد مناظرة شعرية في هذه الايام، لكن يقربنا الشاعران من هذا الشكل الشعري، من خلال قصيدة "تحية الأصدقاء" للشاعر "عبد العادي ملوحي، وقصيدة "مماهاة ومحبة" للشاعر عبد القادر دياب" والتي سنجد فيهما تألق وتأكيد على أن الشعر/الكتابة عنصر مؤثر وفاعل في إمتاعنا وفرحنا وجعلنا نخرج من بؤس الواقع، كما هو حال المرأة والطبيعة.
لا شك ان قصيدة "تحية للأصدقاء" بيضاء وجميلة وتكاد أن تكون مطلقة البياض، فالشاعر لا يستخدم أي لفظ لا يتوافق مع فكرة/مضمون القصيدة، وهذا لوحده كاف لجعلنا نفرح بها، فعدم استخدام أي لفظ يوحي/يشير إلى القسوة أو الغضب أو الألم أو السواد عمل يتجاوز الواقع بالتأكيد، ويحسب للشاعر ولقصيدته، فمن خلالها يؤكد لنا أهمية الشعر/الأدب في محو المأساة وجعلنا نشعر/نعيش الفرح والحياة البهية، وكأنه بها يريدنا أن نتقدم من الشعر والأدب لما فيهما من عناصر فرح قادرة على جعلنا نأخذ حصتنا من الحياة، حصتنا من هذا الغذاء اللذيذ والمفيد.
لتوضيح الفكرة عن النص مطلق البياض نأخذ الألفاظ المستخدمة في القصيدة وهي: "الحياة، دوامها، نبض، المحبة/ مشاعر، اشواقي، تطايرت، عناق، يزهر، العزيمة، اهديكم، عبق، الحروف، شوقي، اخاطبكم، ودكم، ذوبت، صغت، يسطر، لثمت، أوراقي، نثرتها، الفضاء، تسافر، تعانق، الملتقى" كافة هذا الالفاظ بيضاء وناعمة وتعطي معنى/دلالة فعل جميل ناعم، هادئ، محبب لنا، وهذه الالفاظ منسجمة مع فكرة القصيدة، فهنا اجتمع اللفظ واللغة والفكرة/المضمون والشكل معا، لتقديم مادة شعرية، وهذا الانسجام يؤكد على حالة التماهي بين الشاعر ونصه الشعري، فهو لم يكتب من عقله الواعي وحسب، بل كتب أيضا من علقه الباطن، كتب في الا شعور، لهذا وجدنا هذا التوحد والتماثل والانسجام بين كافة عناصر القصيدة.
إذن القصيدة "تحية للأصدقاء" التي كتبها "عبد الهادي الملوحي" هي القصيدة الفاعلة، المؤثرة، محركة لفعل الشعري عند الشاعر الآخر "عبد القادر دياب" الذي كتب قصيدة "مماهاة ومحبة" يرد فيها على ما جاء في القصيدة الأولى.
وجدنا في الفعل الشعري الأول "تحية للأصدقاء" نص مطلق البياض، ووجناه جميل وممتع ومفرح، فكيف سيكون أثر هذا الفرح والجمال على القصيدة الثانية؟، اعتقد إذا جاءت بنفس المستوى ستكون ضعيفة بالتأكيد، لأن القصيدة الأولى فتح/قدمت/رفعت مساحة الفرح والبياض أمامها، لهذا كان لا بد أن يكون الأثر الايجابي الذي تركته القصيدة الأولى رافعا لها، وجعلها تأخذ بعدا أرفع وأمتع من الأولى، وهذا ما كان في قصيدة "مماهاة ومحبة".
لهذا بدأ الشاعر قصيدته ب "حياك ربي" وكأنه بهذه الفاتحة يدخلنا إلى فضاء القصيدة، إلى مضمونها، إلى لغتها، إلى الفاظها، إلى شكلها، ولهذا نجده يستخدم عنصر الكتابة والطبيعة معا، فالقصيدة الأولى فتحت له أبواب الشعر/الكتابة، وعليه أن يتقدم خطوة إلى الأمام، فكانت من خلال استحضار الطبيعة كعنصر اضافي يساهم في تحقيق المزيد من البهجة والمتعة والفرح.
الطبيعة التي يستخدمها الشاعر قرين كتابة الشعر، لهذا نجدة يستخدم هذا الجمال الثنائي:
" وأراكٓ تـمـضي فـي الـجمالِ وتُـبْحـرُ"
"إنّ الــجـمــال بــواحــتـي يـتــطـهّــر"
"وتـضـيئُ مــن بـحر الـعطاءِ وتـزهر"
"لِــيَ خــافـقٌ يهوى الجـمالَ المنجـلي"
إذا تقدمنا من القصيدة سنجد كل من هذه المقاطع يتبعه حديث عن الشعر والقصيدة وأدوات/عناصر الكتابة الشعرية.
وأيضا سنجد هناك البياض الناصع المطلق والذي يتجاوز ما جاء في القصيدة الأولى رغم البياض المطلق الذي فيها، كل هذا يجعلنا نتأكد أثر الكتابة على الأفراد، على الشعراء، علينا نحن المتلقين للشعر، ولهذا لا بد لنا من التقدم من الأدب/الشعر لما فيه من فرح، هذا ما رادنا الشاعران أن نأخذه عنهما.

* تحية للأصدقاء *
إنَّ الحَياةَ ... وإِنَّ سَرَّ ...... دَوامِها
نَبضُ المَحَبَةِ .... بَيننا ....ومَشاعِرُ
قف بي فأَشواقي إِليكَ تَطايَرَت
وَعِناقُ أشواقِ ... الأَحِبةِ ... يُزهرُ
لم نَحْنِ هاَماً في الزمان .. وقامةً
أنَّ العَزيِمَةَ ..... عِندنا ...... لَا تَفتُرُ
أُهديكُمُ .... عَبَقَ الحُروفِ وها أنا
شَوقي يُؤججُني ..... هُنا ويُسَعِّرُ
أنا عاشقٌ .... لِصداقتي ...وَلِأَهلِها
وأَنا بِها ..... مُتَقَمِصٌ ...... مُتَجَذِرُ
إِنِّي أُخاطِبُكُم .... .بِكلِ جَوارحي
وأنا الخَبيرُ .... بِودِكمُ .. فَتَخَيَّروا
ذَوَبتُ أَشواقي وصُغتُ قصائدي
وتركتُ حُبِّي للحروفِ .... يُسَطِّرُ
وَلَثَمتُ أَوراقي ورُحتُ .. مُوَدِعَاً
وَنثَرتُها .... عَبرَ الفَضاءِ ... تُسافرُ
فَتَعَانقتْ لُغَةُ الكَلامِ ... وَهاجَرَتْ
وَخَصَصتُها ... فيمن أَحِبُّ وَأَذكُرُ
عُذراً إِذا .... مَرَّ العِتابُ ... بِلحظَةٍ
طَبعُ المُحِبِ .... مُعاتِبٌ ... مُتَهَوِّرُ
إنّي أُقدِّمُ ... أَحرفي ... ومحبَتي
وأَركمُ ......في الملتقى .....وأُّعَبِّرُ
عبد الهادي ملوحي

مماهاة ومحبّة
حــيّـاكٓ ربّـــي ، والـمـتـونُ تُــذٓكّــر
وأراكٓ تـمـضي فـي الـجمالِ وتُـبْحـرُ
ونـثـرتٓ مـن بـحرِ الـجمالِ قـصـيدةً
إنّ الــجـمــال بــواحــتـي يـتــطـهّــر
يـا لـلـسـفــيـنِ يـُـعـيــدنـا لـبـحـارنـا
كــيْ تـسـتـقـيـمَ مـتـونـنا وٓتُــسَـطّــر
وغـــداً تــلـوحُ مــراكـبٌ ومـواكـبٌ
وتـضـيئُ مــن بـحر الـعطاءِ وتـزهر
لِــيَ خــافـقٌ يهوى الجـمالَ المنجـلي
ويــبـوحُ لــلـورقِ الـقــديـمِ ويـثـمــر
وتــفــوح ُمـن بـرق الـعيونِ قصائدي
فـتـضوعُ لـلـحرفِ الأصـيـلِ وتـخـبر
إنَّ الـجـمـال ٓ بـصـدقــنا وشــعـورنا
فـالـشـعـرُ فـي صـدق الـنـوايـا يـكـبر
والـشـعرُ حـيـنٓ يـزورنـا بـشـعورنا
نــرقــــى لـــهُ نـسـمـــو بــه ِ نـتـدثّـر
والـشـعـرُ حـيـنَ يـضـمّـنا لـبـحـوره
نــنـثـــالُ فــــي أمــواهِـــهِ نـتـنـاثــر
فـي المُـلـتقـى أودعــتُ قــلبـي طائعاً
يــا لـلــقــلـوبِ بــحـــبّـه تــتـفــاخـر
- عبدالقادر دياب -



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الحكيم محمد داود
- الهم الوطني وطريقة طرحه في قصيدة -دعوة- محمود الجاغوب
- الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا
- التماهي مع الأم عند طالب السكيني
- الوطن والمرأة في قصيدة -جنون- بركات عبوة
- دوافع التطرف في رواية -دروب النار- عباس دويكات
- المرأة والشاعر في قصيدة -عيد سعيد عمر مديد- نايل ضميدي
- الفلسطيني العراقي في قصيدة -عراق وعراك- محمود ضميدي
- الشاعر والمجتمع في قصيدة -رياء- أنس حجار
- هيمنة الحرف على القصيدة -زمن الجياع- محمد داود
- الشعر متنفس الشاعر في قصيدة -لعل الشعر يختتم- عبد القادر ديا ...
- البيئة وأثرها على الكاتب مالك البطلي
- قسوة الصور في قصيدة -الزنديق- عمر الكيلاني
- الحكاية الهندية في كتاب -أحلى الأساطير الهندية-
- المتحالفان -الصحراء والبحر- في ديوان -بين غيمتين- سليمان دغش
- صوت الأنثى في ديوان -اصعد إلى عليائكَ فيّ- للشاعرة فاطمة نزا ...
- المرأة في مجموعة -الرقص على الحبال- هادي زاهر
- كشف الظلم التاريخي في -عبد الناصر وجمهورية الطرشان- هادي زاه ...
- أشكال الحب في ديوان -الحب أنْ- للشاعر فراس حج محمد
- التصوير في -ضوء- مصطفى أبو البركات


المزيد.....




- استمتع بمشاهدة أفلامك المفضلة.. استقبل تردد قناة روتانا سينم ...
- وفاة ممثل عالمي شهير بعد معاناة مع المرض
- طاجيكستان .. 35 قانونا لحماية الثقافة الوطنية منها ما يمنع ا ...
- تكوين: القوة الدافعة وراء ويغز، وعمر كمال، ومروان بابلو وغير ...
- تابع hd.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية عبر قن ...
- ويل سميث يعود للخيال العلمي بفيلم -المقاوم-
- شقير للجزيرة نت: القدس تشهد تطورا في الإنتاج الأدبي رغم محاو ...
- القبض على مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- -لن تستبدل الآلة بالبشر-.. سينما بريطانية توقف عرض فيلم كتبه ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المخاطبة الشعرية بين عبد القادر دياب وعبد الهادي الملوحي