رائد الحسْن
الحوار المتمدن-العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 11:12
المحور:
الادب والفن
قَلبان
عَبر أثيرِ الأجواءِ تعانقتْ روحاهما وتماهتْ مُكسِّرةً كُلَّ القيودِ وعابِرةً كُلَّ الحدودِ، التقيا مرّةً على شاشةِ الحاسوب. تحوّلتْ ليلةُ زفافِها مِن ذلك الميسور إلى مَناحةٍ. الكلُّ شيّعَها إلى مَثواها الأخيرِ، أمّا هوَ تخلَّى عَن جسدِه؛ ليلحَق بِها إلى السّماءِ.
عِشقٌ
سألَها الشّمالُ والغيرةُ تحرقُ فؤادَهُ حينما رآها متنقّلةً في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها: أما سئمتِ التّرحالَ؟ ردّتْ عليهِ بابتسامةٍ: لا تُبالِ، فإبرتي، ما فارقتِ التّعبّدَ في مِحرابِ هواكَ وظلتْ تُصلّي بثباتٍ صوبَ قِبْلَتكَ.
ضياعٌ
بوحشيَّتهمْ أوثقوا قرنيْ ثورِ عصرهمْ... أبناؤهمْ بيّضوا سوادَ ظلمهمْ، غسلوا دماءَ ضحاياهم العالقة بأنيابهمْ، نعتوا المجرمينَ بالأبطالِ، جمّلوا كلَّ قبحٍ، زوّروا الحقائقَ. مازالت الأجيالُ فرِحةً بتاريخٍ مجيدٍ وحاضرٍ تعيسٍ ومستقبلٍ مجهولٍ.
أداةٌ
اشتروهُ، غسَلوا دماغهُ، درّبوهُ وأعدّوهُ لتلكَ المهمةِ الوحشيّةِ، ألقى قنبلتهُ وسطَ الأبرياءِ. برّؤوا مَنْ تخلّى عنْ إنسانيتهِ، أودعوهُ في المصحِّ العقليِّ ليعيدَ الكَرَّةَ.
تمثيليّةٌ
توالتْ حلقاتُها، حلَّ الخوفُ في قلوبِ المتفرّجين، المصابيحُ الحمراءُ ألقتْ بلونها على المشهدِ. المخرجُ استحوذَ على الإنتاجِ، أعادَ ترتيبَ الأدوارِ، طردَ منافسيهِ، أكملَ كتابةَ السّيناريو، وما زالَ العرضُ مستمرًّا.
#رائد_الحسْن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟