أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحسْن














المزيد.....


قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحسْن


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحسْن
.............................................................................................
صمت
يتسرب من فراشها خلسة بعد انصاف الليالي. فتذرع الفراغ خلفه بانتظار سقيم. حتى إذا عاد قبل الصبح؛ عاريا وادعى أنه كان يسبح ! حلفت، في القرية كلها لا توجد حتى ساقية واحدة.
___________________________________________________________________
فكرة النص تتحدّث عن الخيانةِ الزوجية، والزوج فيه يكذب على زوجته ويبرّر بأسبابٍ وأعذارٍ واهية، غير مُقنِعة، ويبقى صمتها سيّد الموقف، عندما تتجمَّد الكرامة أمام حمم سيول المحبة والتضحية.
العنوان: جميل، وأتى بصيغة النَكِرة، ليهبه سِمة التلميح دون التصريح؛ أي صمت يقصد الكاتب؟ سنعرف، بعد أن نسترسل بقراءةِ متن النص ونعرف انه يعطي أكثر مِن تأويل، لكن الأرجح هو صمت الزوجة المغلوب على أمرِها، تسكت على خيانةِ زوجها المستخّف بها، الطاعن لكرامتها الملوّث لفراشِهما؛ ولسكوتِها سبب ودافع، إنها التَضحية مِن أجل أبناء لا ذنب لهم سوى عندهم أبًا خان العشرة ورباط الزوجية المقدّس وبيت يبقى عامرًا. وممكن أيضًا أن يكون الصمت، هو الذي يمارسه الزوج بخيانة هادئة بلا ضوضاء، لتبقى فعلته قيد الكتمان والسرية. ومُمكِن كذلك، صمت وذهول القِيم والأخلاق والفضائل الحميدة أمام تغيّرات الزمن وناسه؛ بالعنوان مع المتن تتوضّح الفكرة بشكل جلي.
المتن: تكثيفه جيد، استخدمَ الكاتب به كلمات ذات دلالات دقيقة وعميقة وهبت معانٍ مناسبة لتخدم الفكرة.
كثيرة هي حالات الغدر والخيانة، وأسوأ خيانة هي التي تحدث بين الأزواج، لأنها تدمّر أسرة بأكملها، يذهب فيها الأولاد ضحية للنزوات العابرة والتصرفات غير المسؤولة.
الزوج يغادر خلسة، كالسائل يتسرّب بهدوء وخفة، بسكوتٍ تمرَّن عليه، لأنه يكرّر خيانته في وقتٍ متأخّر مِن الليل، بعد أن يطمئن على شريكة حياته، ويتأكد أنها قد غطّت بنومٍ عميق.
تنهض وتشعر بفراغٍ تركه لها، وتنتظره بمرارةٍ لا يشعر بها إلّا مَن اختبرَ وتذوّقَ علقم الخيانة وسقطَ بمرَض الغدر المؤلم.
يقضي لياليه الحمراء خارج البيت ولا يعود إلا في ساعات الصباح، وكلمة العري دلالة على فعلته الفاحشة، وأيضًا دلالة على انه نزع ثوب الوفاء وقِيم الفضيلة عن روحه؛ وعندما تسأله زوجته، يردّ عليها بكلماتِ تنم عن استهتارِه واستخفافه بعقلها، مُدَّعيًا انه كان يسبح، وجاءت القفلة في نهاية المتن جميلة مباغتة عندما أقسمت زوجته، فاضحةً كِذبه، انه لا نهر ولا حتى ساقية موجودة في قريتهم، وهنا تأكيد، لا يقبل الشك على كذب زوجها، ودلالة على أنها تعرف بأنه يخونها وبذات الوقت يكذب عليها؛ وسبب صمتها هو لوجود أمرٌ آخر، أهَمّ مِن شعورها المؤلم وكرامتها المهدورة.
اتّسَمَ النص بحكائية متّقنة تتصاعد أفعاله، مُلقيًا الضوء على ظاهرة أمست مُتفشية في مجتمعاتنا، لها أسبابها ودوافعها، والخيانة ما عادت تقتصر فقط على الرجال بل انتقلت إلى النساء، ومهما كان التبرير، فيبقى الفعل غير مقبول، دينيًا واجتماعيًا، ولا يشفع له أي مسوّغ أو عذر أبدًا؛ ثم، ليشدّنا(النص) بأحداثه، مُتجَنبًا التقريرية والمباشرة بالسرد، لينتهي بقفلة جميلة.
تحياتي للأستاذ علي غازي على نصّه الجميل أمنياتي له بكل خير وتألّق وتوفيق.
______________________________________________
رائد الحسن/ العراق



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا
- قصص قصيرة جدًا/ مَشْهدٌ
- قصص قصيرة جدًا/ أريج الشوق
- قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ
- حديث عن النقد(بشكل عام)
- قصص قصيرة جدًا/ رَذاذُ المِسْكِ
- ربيعٌ - قصص قصيرة جدًا
- قراءة نقدية
- قصص قصيرة جدًا/ وفاء
- قصص قصيرة جدًا/ أصّمٌ
- صورة/ مجموعة قصص قصيرة جدًا
- ألوانٌ
- رفض/ مجموعة قصص قصيرة جدًا


المزيد.....




- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحسْن