أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا














المزيد.....


الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


الشعر والتراث الشعبي في قصيدة
"يا دار"
سمير أبو الهيجا
كافة الشعوب تحب تراثها، وتعمل رفع مكانته، فما بالنا أن كانت وسيلة الرفع تراثية أيضا؟ بالتأكيد سنكون أمام حالة ابداعية مركبة متعددة الأوجه، هذا ما قدمه لنا الشاعر الشعبي الفلسطيني "سمير أبو الهيجا" في هذه القصيدة.
يذكرنا الشاعر بما فقدناه، بالوطن المحرومين منه، فيقول:
"
"يا دارْ بَعْدِكْ عَ العَهِدْ يا دارْ
عَمْ تُذْكِرينا وِلَّا دَهْرِكْ دارْ"
استخدم حرف النداء اعطا حيوية وأثر في للمتلقي، فهناك ما هو مهم، ولهذا استخدم حرف النداء "يا" وبعدها كان السؤال الذي يدفعنا لكي ننتبه ونفكر بما آلت إليه أحوالنا، فالشاعر يجذبنا للقصيدة ثم يدفعنا للتفكير فيها، فهو لا يريد إثارتنا وحسب، بل يريدنا أن نفكر أن نعمل لهذه الدار التي فقدناها.
يعدد الشاعر محاسن هذه الدار، هذا اوطن المفقود/البعيد والقريب في ذات الوقت، فيقول عنه:
"
ياما لْعِبْنا بْ ساحْتِكْ أَطْفالْ
و ياما زَرَعْنا جْنينْتِكْ أَزْهارْ
حَبِّ المَطَر لَمَّا عَ خَدِّكْ سالْ
مِزْرابْ يِشْقَعْ ضَحَّكِ الْأَشْجارْ
وِ الْخابْيِة مَلْيانِة قَمْحِ اغْلالْ
و زيتِ الزَّتونِ اللي طِفِحْ بِ اجْرارْ
عيشِة هَنِيِّة مَعْ هَداةِ البالْ
أِمِّي وْ أَبويِ و جَدّْنا الخِتْيار"ْ
إذن الدار/الوطن ليس شيء عابر، بل شيء مهم جدا للشاعر، ولا تكمن أهميته فما قاله الشاعر فحسب، بل أيضا في اللغة، الألفاظ التي جعلته يتألق في استخدامها وتبعده عن كل ما هو مؤلم/أسود/قاس/متعب فرغم بعدة المؤلم عن الدار/الوطن، إلا أن ذكره/ا جعله يتخلص من الوحشة والألم ويتماهي في فضاء الدار/الوطن البهي ويتخلص من كل ما يمكن أن يكون أسود/متعب/قاس، فكل الالفاظ المستخدمة في المقاطع السابقة بيضاء تماما، وتشير إلى حالة من الفرح والبهجة، "لعبنا، أطفال، زرعنا، أزهار، حب/ مطر، خدك، ضحك، الاشجار، الخابية، مليانة، قمح، اغلال" وهنا يكمن صدق واندماج الشاعر والقصيدة معا، فهو يدخل إلى روح القصيدة وهي من تكتبه وليس هو من يكتبها، ولهذا كانت هذه الالفاظ البيضاء حاضرة فيها، فلو أن الشاعر هو من كتبها لم كانت هذه الألفاظ بهذا الشكل الناعم والسلس، لكن القصيدة هي التي تحكمت، فرضت نفسها على الشاعر فخرجت لنا بهذا البهاء.
لهذا بعد أن ينتهي أثر الدار/الوطن من الشاعر يعود إلى ذاته ويحدثنا عما يشعر به هو، وليس ما تريده/ما فرضته القصيدة عليه، فيقول:
"يا دارْ قولي ليشِ الزَّمَنْ مالْ
وَ اللّه ما كان ببَالنا المِشْوارْ
الغُرْبِة مُرَّة الحالْ ما هو حالْ
وِ العينْ حَطَّت عالوَطَنْ أَنْظارْ
راجْعينْ أِحنا مَهْما الوَقِتْ طالْ
وَ مَهْما عَلينا ثِقْلَتِ الأَحْمالْ
بُكْرَه نِعودِ نْعَمِّرِكْ يا دارْ"
هنا الكلام/الصوت للشاعر وليس للقصيدة، فهو من يتكلم، لهذا نجد الفاظ مثل "الزمان مال، الغربة، ثقلت الاحمال" فهنا رغم المعنى الايجابي للمقاطع، إلا أن استخدام الفاظ توحي بالقسوة والشدة يشير إلى حالة الألم في نفس الشاعر.

لهذا نقول أننا أمام قصيدة تراثية، وقصيدة أدبية، فالنص بشكله المجرد هو شعر، لكنه شعر تراثي، قدمنا من التراث بشكل أدبي فني راق، وهذا ما يحسب للشاعر، استخدام وسيلة منسجمة/شكل مع المضمون/الفكرة، بلغة وألفاظ تخدم المضمون والشكل معا.

يا دارْ بَعْدِكْ عَ العَهِدْ يا دارْ
عَمْ تُذْكِرينا وِلَّا دَهْرِكْ دارْ
ياما لْعِبْنا بْ ساحْتِكْ أَطْفالْ
و ياما زَرَعْنا جْنينْتِكْ أَزْهارْ
حَبِّ المَطَر لَمَّا عَ خَدِّكْ سالْ
مِزْرابْ يِشْقَعْ ضَحَّكِ الْأَشْجارْ
وِ الْخابْيِة مَلْيانِة قَمْحِ اغْلالْ
و زيتِ الزَّتونِ اللي طِفِحْ بِ اجْرارْ
عيشِة هَنِيِّة مَعْ هَداةِ البالْ
أِمِّي وْ أَبويِ و جَدّْنا الخِتْيارْ
يا دارْ قولي ليشِ الزَّمَنْ مالْ
وَ اللّه ما كان ببَالنا المِشْوارْ
الغُرْبِة مُرَّة الحالْ ما هو حالْ
وِ العينْ حَطَّت عالوَطَنْ أَنْظارْ
راجْعينْ أِحنا مَهْما الوَقِتْ طالْ
وَ مَهْما عَلينا ثِقْلَتِ الأَحْمالْ
بُكْرَه نِعودِ نْعَمِّرِكْ يا دارْ



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التماهي مع الأم عند طالب السكيني
- الوطن والمرأة في قصيدة -جنون- بركات عبوة
- دوافع التطرف في رواية -دروب النار- عباس دويكات
- المرأة والشاعر في قصيدة -عيد سعيد عمر مديد- نايل ضميدي
- الفلسطيني العراقي في قصيدة -عراق وعراك- محمود ضميدي
- الشاعر والمجتمع في قصيدة -رياء- أنس حجار
- هيمنة الحرف على القصيدة -زمن الجياع- محمد داود
- الشعر متنفس الشاعر في قصيدة -لعل الشعر يختتم- عبد القادر ديا ...
- البيئة وأثرها على الكاتب مالك البطلي
- قسوة الصور في قصيدة -الزنديق- عمر الكيلاني
- الحكاية الهندية في كتاب -أحلى الأساطير الهندية-
- المتحالفان -الصحراء والبحر- في ديوان -بين غيمتين- سليمان دغش
- صوت الأنثى في ديوان -اصعد إلى عليائكَ فيّ- للشاعرة فاطمة نزا ...
- المرأة في مجموعة -الرقص على الحبال- هادي زاهر
- كشف الظلم التاريخي في -عبد الناصر وجمهورية الطرشان- هادي زاه ...
- أشكال الحب في ديوان -الحب أنْ- للشاعر فراس حج محمد
- التصوير في -ضوء- مصطفى أبو البركات
- الطبيعة واللغة في -جناحان للحب وثالثهما لا يرى- مازن دويكات
- العراقي في رواية -يا مريم- سنان أنطون
- الشدة في قصيدة -تزلج على جليد الذكريات- محمد الربادي الكثير ...


المزيد.....




- كيف سطر خوان أنطونيو باتشيكو السيرة الفكرية لابن رشد؟
- مازن الناطور نقيباً للفنانين في سوريا
- الفنانة المصرية وفاء عامر تفاجئ أبطال مسلسل خليجي بـ-البط وا ...
- الفنان داود حسين يكشف تفاصيل حالته الصحية (فيديو)
- تعيين الفنان مازن الناطور نقيبا للفنانين السوريين
- أمسيات الثلوثية.. ثقافة تثري ليالي رمضان
- لتقديمه -رواية جديدة-.. تحرك رسمي في إيران ضد مسلسل معاوية
- إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل -معاوية-
- شارك في -الحجاج- و-خالد بن الوليد-.. رحيل الممثل الأردني إبر ...
- أبرز المسلسلات الخليجية في رمضان 2025


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا