الداعشية فكر في الدرجة الأولى

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 18:12
المحور: كتابات ساخرة
    

أكثر لحظات التعليم حيرة وإرتباكاً أصابتني حين دخلت ذات يوم إلى الحصة التعليمية ، فإذ بي أجد جلَّ طالباتي يصرخن بي بصوت واحد :
أستاذ .. !! أيعقل أن تتركنا نحب دراسة فكر فرويد ونهتم بنظريته كإحدى أهم أركان الحداثة في الفكر البشري، ونهوى تعلم أهميتها المعرفية الهائلة في الكشف عن بنية النفس والدور الخطير للاوعي عند الإنسان في تفسير الأحلام بدلاً من خزعبلات ابن سيرين ،
دون أن تخبرنا قبلاً أنه كان يهودياً ، كما بيّنت وشرحت لنا آنسة الديانة جزاها الله خيراً ..
معقول هيك يا أستاذ..!!
وأذكر كيف أسعفتني بديهتي مرة وخرجت من تلك الورطة المعرفية بالقول :
نعم ، الحق كله معكن يا بنات ، أنا آسف . لكن اليوم سأقول لكم مسبقاً ، سيكون في درسنا ذكر لليهودي اسحق نيوتن ..ولليهودي أينيشتاين ..واليهودي ماركس .. وهنري برغسون اليهودي وهوسرل اليهودي واريك فروم اليهودي و و و و الخ ..
عندها صرخن بصوت الضجيج : طيب يا أستاذ والله هيك حرام ، يعني معقول !! المنهاج هيك كتير مدسوس على حياتنا ووجودنا وتاريخنا وحصافة وعينا العلمي ..
فما كان بي الا قلت : ..لا.. لا.. لا أرجوكن ..معكن كل الحق ..
كل شيء إلا حصافة وعيكن ، وجلالة أفهامكن ،.. أنتن فقط ابقين ثابتات مرابطات على هذا الوعي المُدمر السقيم ،
وأنا أعدكم أنه سيأتي اليوم القريب جداً الذي تُستبدل فيه كل حصص العلم والفلسفة بحصة الديانة وحقائقها الفريدة ..
قولوا إنشالله..

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات