وردات الحياة

الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 16:33
المحور: الادب والفن
    

في العادة نقول
هن الفقيرات
وردات الحياة
يمسحن الكوكب حفاة
وإن رضت بهن
يحين الحياة خفافا
ولو خاصمتهن
فجوف الأرض تشتهيهن
دون ان يصيبها عسر الكلام
او ان تستجدي السحاب
هن وردات الحياة
إن طال العمر بهن
تزوجن المواجع
وإن نزلن منتصف الدرب
ابتسمن لفرط الإنتصار فيها
لهن شفاه منذ شروق الروح
يغنيها حنين البلاد
ولهن أيادي تلوح للغروب تعالي تعالي

هن وردات الحياة
صدى الأنين
أنين المطرفين
حين يصدحوا
هلمن يا ظلال اشتاروت
تعالن هيا إلى الفلاح
فالتبسطن الارض لنا
قمح و برتقال
وأطفال يعودون بالسلام
بلا دم بلا دمع وبلا معركة

يا وردات الحياة
إن خلونا بأنفسنا
ينادينا الألم من الأعماق
اضحكوا يا أحبابي
فلقد أعدت لكم بعد الفناء
حقول من الأفراح
وبعد أن تناموا وتثملوا نوما
أنا لن أغيب آمالكم
فقط أسرعوا للنوم
يا شعاع اضوائي
فلكم هنالك حيث الهنالك
في جواري
حلما أبديا ينسيكم
ما تذوقتموه هنا من مهالك
لا تصدقوا نظراتهن
هن العاريات الكاسيات
عاهرات شياطين المملكة
هن الساقطات أوكار
تباع فيها الهوى
هن هشيم النار
دليلاتكم الى المحرقة

قالن
إنه يكذب عليكم
نحن وردات الحياة
نمسح الكوكب حفاة
وان رضت بنا
نحياها خفافا
ولو خاصمتنا
فجوف الارض تشتهينا
دون ان يصيبها عسر الكلام
او ان تستجدي السحاب
نحن وردات الحياة
تعال إلينا
إن اردت الحياة
وإن اردت الممات أيضا
فنحن الوصيفات فيه
سنستقبلكم بلا وجع

أقول لكم حضراتي
هن الغنيات
إطلالات الوجود المذهبة
هن الغنيات
امهات البسمات المبعثرة
هن الغنيات
ساقيات جيوشنا المتعبة
هن الغنيات
حاملات عروش الالهة
هن الغنيات
مناديل دموعنا المالحة
هن الغنيات
دفايات عقولنا الباردة
يا حضراتي
ما انتم وأنا سوى بيادق
تحرس حقولهن المزهرة

#الهادي_قادم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات