سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 14:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- لماذا نحن متخلفون (45) .
قد يلحظ البعض أن كل كتاباتى تنتقد الأديان وفكرة الإله لأبتعد عن تناول الشأن السياسى والإقتصادى الذى يتبارى الكثير من الكتاب المحترمين الخوض فيه .. أعزى الإهتمام بنقد الفكر الدينى والإلهى والعزوف عن تناول الشأن السياسى ليس لتمكنى فكرياً وثقافياً فى هذا المجال فحسب , وليس لأن نقد الأديان والإله يستهوينى , وليس لرتابة المشهد الساسى , بل لأن ثقافتنا المتمثلة فى الفكر الدينى الغيبى هى جوهر ولب تخلفنا وإذا لم نقصى هذه الثقافة أو نستبدلها بثقافة بديلة فكل محاولاتنا نحو إصلاح سياسى إقتصادى إجتماعى ستذهب أدراج الرياح وسنكون كمن يحرث فى الماء .
لا يكون قولى هذا مبالغة فهناك خلل كبير فى منظومتنا الثقافية ومنهج تفكيرنا يحول عن أى محاولة للنهوض والتقدم فالمشكلة صارت فى ذهنية الإنسان العربى ليمكن القول أن هناك ما يشبه الخلل الجينى أو فيروس تغلغل وتمكن من تلافيف العقل العربى .
هذه بعض التأملات فى مفردات ثقافتنا البائسة أوجزتها فى سطور مع تصورى أن كل واحدة جديرة أن تتفرد بمقال لمزيد من التفصيل والإثبات لأعد ان أحقق هذا متى توفر الوقت ومتى كان فى العمر بقية .
- إشكالية الثقافة .
لا اقصد بالثقافة شحن الدماغ بالكتب والمعارف , فالثقافة سلوك ونهج تفكير وأداء عقل ونمط معالجة عند التعاطى مع مشاهد الحياة , أى الثقافة بروجرام وأيدلوجية العقل عند معالجته للأشياء لتؤول الأمور هكذا نحو حظوظ البشر من الجغرافيا والتاريخ .
الثقافة لا غنى عنها لتُشكل فهم ووعى وسلوك ونهج ولكنها تحمل فى أحشاءها إشكالية الجمود عندما تصير تابو وإطار حديدى للتفكير خالقة وضعية العربة أمام الحصان حيث الأفكار المُسبقة هى الحاكمة وليس حرية العقل , لذا فثقافتنا العربية الإسلامية ثقافة مُستبدة مُتعنتة دوغمائية تصهر تابعيها فى بوتقة تتعاطى بوضعية العربة قبل الحصان .
- الهوية .
الهوية هى أكبر معضلة وقضية شائكة لا سبيل من الفرار منها إلا بمحاولة تهذيبها .. فحظ كل إنسان فى الحياة هو الإنتساب لهوية فكرية وثقافية رغماً عن أنفه , فهل لنا أن نعاتب البشر على إنغلاقهم وتعصبهم وتخلفهم .
نعم يمكن أن نحاسب البشر على هذه الحتمية عندما يتعاملوا مع الهوية كشرنقة ليزيدوا من جدران حوصلتها ولتتحول الشرنقة إلى قلعة التعصب للعرق والدين والقومية بدون أى محاولة للتهذيب لتنطلق بجموحها لتخلق وضعية يستحيل فيه التعايش مع الهويات الأخرى .
لا سبيل للتحرر إلا فى مجتمع أممى ولكن هذا صعب المنال وإلى حين توفر الظروف الموضوعية لتحقيق هذا المجتمع فعلينا تحطيم جدران الحوصلة والشرنقة أو لنكتفى بالقليل من صلادة الشرنقة طالما نُصر على بقاء الهوية .
قبح الهوية عندما تقهر وتكبح عقولنا ومشاعرنا لتوجه المشاعر والحب لمن يشاركوننا الهوية ولتمنح أصحاب الهويات الأخرى الكراهية والنبذ والإقصاء .
- الأفضلية للإنتماء والإنتساب .
الأفضلية لدى الشعوب المتخلفة على مدار التاريخ هى أفضلية إنتماء وإنتساب وليس أفضلية بناء وإبداع .. يفاخر الدينى بأنه من شعب الله المختار أو إبن من أبناء المسيح أو من خير أمة أخرجت للناس ليواجه تخلفه وإنحطاطه أمام الشعوب المتحضرة بأفضلية الإنتماء والإنتساب وليس بجهده وإبداعه , فهكذا التخلف عندما ينصرف عن تخلفه بعنجهية وغطرسة غبية غير مبررة .
- التاريخ .
التاريخ من الأهمية بمكان فما يُميز الإنسان أنه حيوان ذو تاريخ , ولكن ثقافتنا قدست التاريخ لتأسرنا فى داخله فلا نتجاوزه ولا نخلق حاضرنا ومستقبلنا , لنجد من يحن للتاريخ ويجتر منه ليتمرغ فى رمال الصحراء حيث الجذور والطهارة منسلخاً عن واقعه الذى صار ميتاً طالما هيمن التاريخ على الحاضر .
- ثقافة التلقين
التلقين وسيلة معرفية ضرورية لتكوين معرفة وثقافة الإنسان فلا نستطيع أن نطلب من الإنسان أن يهمل تاريخ طويل من نضال البشر المعرفى و يُكْون مداركه بنفسه.. لا نستطيع أن نتوسم فى الطفل أن يُكْون معارفه بذاته .
ثقافة التلقين مهمة ولكن خطورتها فى تفردها , فهى تقدم رؤى وأفكار وتجارب الآخرين التى من المحتمل أن تكون خاطئة , ولكن الخطورة الحقيقية عندما يكتفى الإنسان بثقافة التلقين طوال مراحله العمرية المختلفة فتتعطل قدراته الفكرية والإبداعية ويظل رهين ما تم شحنه من أفكار ومواقف.
شعوبنا لا تعرف سوى ثقافة التلقين لتمد أجنحتها على كافة مناحى الحياة ولتزداد الأمور سوءاً عندما نُعلى من ألنقل قبل العقل لنُشيد شاهد قبر العقل.
- ثقافة النقل قبل العقل .
من الثقافات المُدمرة ثقافة النقل قبل العقل أى إستدعاء النص والتراث بدون إعمال العقل , فلتنظر لتلك المهزلة التى نتجت من النقل قبل العقل عندما تجد أن كل تفسيرات القرآن للقدامى , وكل الرؤى والتوجهات والفتاوى الإسلامية لفقهاء قدامى , لتكون وظيفة ما يقال عنهم مثقفى وعلماء المسلمين المعاصرين إنهم يستوعبون أكبر قدر من تفسيرات ورؤى الفقهاء القدامى وكأن التفسير والفهم حصراً على عقول القدماء .. لو لم نقل أن هذا هو الكهنوت بعينه فسنقول أن هذا وأد العقول وإندثارها فكيف تطلب تقدم وانت لا تقدم أى شئ لذا لا تتوسم ولا تثق فيمن يروجون لخطاب إسلامى جديد , فالنقل قبل العقل منهج تفكير ونهج حياة .
- ثقافة تفتقد الحاجة للتغيير.
الإنسان تقدم وتطور من رغبته فى التغيير , فبدون هذه الرغبة لصار مازال قابعاً فى الكهوف .. ثقافتنا تفتقد الرغبة والحاجة للتغيير فهى ثقافة جذورها وسماتها مقدسة لا تقبل التغيير والتعديل والتطوير فهذا يعد إنتقاص من قيمتها وعلى هذا الأساس لم يطرأ تغيير عليها لتظل بنهجها وشرائعها وثوابتها عصية على مواكبة متطلبات العصر .
- الحماس .
الحياة هى الحماس للأشياء وعندما يفقد الإنسان والمجتمع الحماس فسيصاب بالعجز والشلل والجمود والممات .
نحن شعوب تفتقد الحماس للحياة والأشياء لتعيش يومها دون أن تتحمس لحاضرها أو مستقبلها , ولكن لكوننا بشر فلابد أن نتحمس لتبقى الأهمية ماهو هذا الحماس الذى نستنزف أنفسنا فيه هل حماس للحاضر أم للماضى؟ هل حماس نحو البناء والتعاضد أم حماس نحو النبذ والخراب والتشرذم والتشظى .
- شيطنة النقد .
عند الشعوب المتحضرة النقد نوع من التصحيح وعند الشعوب المتخلفة يكون النقد خيانة وتجريح وإزدراء وخروج عن الثوابت .
نحن شعوب تُفحش النقد وتتقزز منه وهذا نتاج ثقافة لا تكتفى بإهمال النقد بل تتوحش على النقد والناقد , فتجدها تستدعى النوايا الشريرة للناقد فهو متآمر لتمرير مؤامرات صهيونية وصليبية وماسونية وإلحادية وبذنجانية فهكذا تعاملنا مع النقد بشيطنة صاحبها ليتبدد النقد فى غبار معاركنا الوهمية الدوغمائية .
- الفضول المفقود .
سر تطور الإنسان هو الفضول المعرفى وسر تخلف شعوبنا أنها تفتقد لأى قدر من الفضول المعرفى وهذا يرجع لثقافة التسليم والتقرير والتلقين .. لأمانة التحليل فنحن شعوب متميزة بل ننفرد عن شعوب العالم فى الفضول الباحث فى أسرار الناس وعلاقتهم فنتحرق شوقاً لمعرفة العلاقة بين هذا الرجل وتلك المرأة وهل وصلت للسرير أم لا , وهذا يرجع إلى ثقافة النهى عن المنكر لتمتزج مع ثقافة تعتنى بالوصاية .
تخترقنا ثقافة الفضول المعرفى بحياء من إقتحام الإنترنت لجدران منازلنا ولكن الفضول هنا لا يَبغى البحث عن الحقيقة بتروى بل يُسارع إلى جلب حلول سريعة وقديمة لنرجع للمربع الأول بدون أن يطرأ أى تغيير , فتبريراتنا وخوفنا من المعرفة تجعلنا نهرب إلى فرضياتنا .
- إنت مال أهلك المفقودة .
من أسباب تخلفنا وهواننا أننا لا نتعاطى مع ثقافة " ليس من شأنك " لندع الآخرين يدسوا أنوفهم فى حريتنا الشخصية ويستبيحونها كمن يتلصص ليعرف ما شكل العلاقة مع المرأة التى تسير معها .. لنرضى بهذا الهوان ونعتاده وليتصور البعض هذا القبح فضيلة .. سنتحرر عندما نردد بقوة " إنت مال أهلك ".
- الزيف .
شعوبنا ذات جينات نفاق وكذب وزيف كونها شعوب متدينة ولا يكون قولى هذا تقبيحاً للأديان بل كونها ثقافة تؤصل وتجذر النفاق والكذب والزيف , ولأثبت قولى هذا فلتنظر إلى تعاطى الدينيين مع طقوسهم فهل هم فى حالة تركيز ومعايشة عندما يتلون صلواتهم أم ببغاوات وبرمجيات تردد كلمات وذبذبات بلا معايشة ولا تركيز , ومن هنا تتأصل جينات الكذب والنفاق والزيف , لذا من يعيش هكذا نهج مخادع مزيف فلا ترجو منه صدق ولا تطور ولا رقى .
- عشق الاغلال
كيف نأمل لمجتمعاتنا أن تتقدم وتتطور لنناهز العالم الأول فى حضارته ونحن مازلنا نعشق الأغلال فى أيدينا بل تجد الكثيرين يعشقون أغلالهم بتعظيم الثوابت , بل تجد بعض الحمقى يفتخرون بتلك الأغلال ويرونها تمايزاً عن الذينتحرروا من أغلالهم .
- المازوخية .
نأمل فى التقدم والحضارة ونحن مجتمعات غارقة فى المازوخية والسادية وحالات إنفصام وشيزوفرانيا ليصل بنا الحال للتلذذ بالقمع والإستبداد والتهمييش , فماذا تقول عن اللاتى تتنقبن فلا تكتفين بقهرن أو أنهن أصبحن مسوخ بشرية لتجدهن يفتخرن بقهرهن ليتمايزن به على الأخريات .!
- كارثية إن شاء الله .
نصرف كثيرا فى ترديد مقولة " إن شاء الله" ولا يكون رفضى لتلك المقولة الشائعة من منظور رفضى لوجود إله بل من نواتج التعامل مع تلك المقولة , فهى نهج يعنى التواكل والتبرأ من النتائج وإستدعاء تبريرات لفشلك فى خططك وأدائك بحجة ان الإله لم يشاء .
إذا كان لنا أن ننقد هذا النهج المتهافت فلنا أن نقول أن مشيئة الإله المُفترضة حادثة حتمية سواء ذكرت "إن شاء الله" أو لم تذكرها ولكن تبقى هذه المقولة لتبرير الفشل والإحباط والهروب من مسبباتها .
لا حل لنهوض الفكر العربى إلا بإستدعاء مشهد طارق بن زياد وقوله العدو امامكم والبحرخلفكم .
- ثقافة التعصب لصور تخيلية .
أجمل ما فى الإنسان أنه يمتلك القدرة على صنع الخيال وتركيب الصور والمشاهد بحرية تتجاوز قيود المنطق , ولكن خطورة ثقافتنا أنها تؤكد أن صورنا المتخيلة هى الحقيقة , ولتتعنت بتثبيت الفكرة الخيالية ورفض الصور الخيالية للآخرين .. نحن نخلق التطرف والتعصب من أجل صور متخيلة .
- فاقدى النظرة الاستشرافية .
الإنسان العربى فاقد للحياة فلا يوجد لديه نظرة ورؤية إستشرافية للمستقبل , فهو لا يحلم ولا يفكر فى الغد ليصير كل أمنياته أن يكون الغد كالحاضر فلا يزداد سوءاً , ولتلحظ هذا على ألسنة البشر فلا حديث عن المستقبل وإن بدر من أحدهم فهو التوجس من الغد .. الذين لا يحلمون بالغد لا يحق لهم الحياة فى حاضرهم .
- صناديقنا السوداء .
لكل انسان صندوقه الاسود الذى يحوى أسراره ومكنوناته وقبحه وإضطراباته وأحلامه التى لا يريد البوح بها .
يتحرر الإنسان ويرتقى عندما يطرح ما فى صندوقه الاسود من خَلل وإضطربات ونزق بشفافية وجرأة فهنا امتلك الشجاعة والقوة فى مواجهة واقعه .
المجتمعات أيضا تمتلك صناديقها السوداء ولكن هناك فرق بين المجتمعات المتحضرة والمتخلفة , فالمتحضرة تطرح بشجاعة كل الخلل والإضطراب والشذوذ فى صناديقها السوداء بينما تحرص المجتمعات المتخلفة على حجب ما فى صناديقها السوداء وعدم الإعتراف بمكنوناتها وتزداد المصيبة والبشاعة عندما تُصدر ما ليس فى صناديقها لتتزين بما ليس فيها , وتزداد الفجاعة عندما تحتفى بقبح ما فى الصندوق لتعتبره حفاظ على الثوابت والتراث .
- ثقافة القهر .
ثقافتنا ثقافة تعلى من القهر والقوة والسيف وتُهمش وتُحقر حرية الفكر والنقد والجدل فلتنظر إلى تاريخ طويل يمتد عبر أربعة عشر قرن فماذا تجد ؟ هل تجد إحتفاء بالجدل وحرية الفكر أم قهر البشر على الإيمان بفكرة واحدة .. أنظر إلى حد الردة الذى يعتبر أكبر إنتهاك لحق وحرية الإنسان فى الفكر والإعتقاد فهل تجد من يستنكرون هذا الحد ؟ بل ستجد المؤيد المتحمس لنزع رأس من يخرج عن ملة الإسلام , أما الخجلى منهم فسيختلقون التبريرات .
مفردة القهر تعلو على حرية الفكر لتصير فى الجين الثقافى العربى فلا تتوسم فى ديمقراطية وحرية فكر بل فيمن يحمل السيف ليصير القائد والكاريزما .
عندما نمتلك القدرة على إدانة واستنكار حد الردة مثلا وتجريم من يدعو لتطبيق هذا النهج فسنخرج حينها من مستنقع التخلف .
- ثقافة الريع
تتطور المجتمعات من تطور علاقتها الإنتاجية , فالعلاقات الإنتاجية تَرسم وتُحدد شكل العلاقات الإجتماعية ومنظومة التفكير والسلوك , فمجتمع الرعى غير مجتمع الزراعة غير مجتمع الصناعة .
جذور ثقافتنا تعود لمجتمع العبودية والريع وإذا كان المجتمع الإنسانى قد تحرر من الرق والعبودية فمازالت العبودية كمنهج ثقافى وليس حضور مادى متواجداً , ليبقى مجتمع الريع قائماً عالقاً من 14 قرن حتى الآن , فمجتمع كان يعتمد على ريع الرعى والحج مازال حاضر فى السياحة الدينية والرعى والريعية بإستبدال الأغنام بآبار البترول وهكذا تجد هذا المشهد فى كل الدول العربية حتى فى مصر .
- الحياة بإرث الماضى .
نحن الشعوب الوحيدة التى تعيش الحاضر بإرث الماضى فلم نتجاوز الماضى لنتمرغ فى ترابه وياليت هذا التاريخ كان جيداً بل مُشبع بكل أشكال الإنتهاكات والجمود , فماذا تتوقع من شعوب تُعلى وتتفاخر بالإنتهاكات .
- الخلاصة .
التخلف ثقافة أى أيدلوجية ومنهج تفكير وسلوك فعندما تتواجد ثقافة فاسدة فى عقل وعصب وأطراف مجتمع فستنتج بالضرورة حالة تدهور وإنحطاط وإنهيار إنسانى , لذا إذا أراد مجتمع أن يَرتقى فلا يكون سبيله إستعارة تكنولوجيا وتقنية حديثة ولا تلك المحاولات البائسة بإستعارة نظم وأيدلوجية ومناهج حكم حديثة كالديمقراطية مثلا , فكل هذه الأمور لن تُجدى فى ظل ثقافة متخلفة , لذا يكون السبيل والنهج هو تطوير ثقافته أولا وإقصاء كل ما يحط وينال من الإنسان .
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
- إستمراراً لما أتبعته من نهج جديد فمن لم يستمتع بالأفكار فليستمتع بموسيقى من مكتبتى الموسيقية .
Giovanni Marradi - Because I Love You
https://www.youtube.com/watch?v=uXBnO8OnwmU
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟