|
أما حان الوقت لحكومة الملك ان تظهر .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 22:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أما حان الوقت لحكومة الملك أن تظهر . بسرعة فائقة ، وبأمر من الملك محمد السادس ، تم تعيين ( انتخاب ) رئيس مجلس النواب ، ونوابه ولجانه ، قبل تشكيل حكومة الملك التي من المفروض أن تكون قد انبثقت عن برلمان الملك . إن هذه السرعة ، كانت بهدف المصادقة على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، حتى يتسنى للنظام ان يحجز مقعدا الى جانب مقعد الجمهورية الصحراوية . وممّا يجب التذكير به ، ان الاعتراف بالقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، هو اعتراف صريح بالجمهورية الصحراوية ، حيث يشترط القانون الأساسي للاتحاد على أية دولة جديدة من خارج الاتحاد ، تريد الانضمام إليه ، الاعتراف اللاّمشروط والصريح بكل الدول التي تكون الاتحاد الإفريقي . ولنا ان نتساءل بعد هذا الاعتراف الذي حمّله النظام للشعب من خلال نوابه بالبرلمان ، وليس للحكومة التي لم يتم إنشاءها بعد ، عن السر في عدم خروج حكومة الملك إلى الوجود . هل الأمر يتعلق بتجنيب حكومة الملك ، المسؤولية في تحمل النتائج السيئة ، التي ستترتب على الموافقة على القانون الأساسي للاتحاد ، وتحميل المسؤولية الى الشعب من خلال النواب ، مع العلم ان البرلمان هو برلمان الملك ، مثل حكومة الملك ؟ أم آن السبب ، يرجع حقا الى ( البلوكاج ) ، ونحن لا نجهل الجهة التي قد تكون قد اصطنعت ما يسمى ( بالبلوكاج ) ، ما دام ان عبدالاله بنكيران ، سبق وصرح ، بان مستشار الملك فؤاد الهمة لعب دورا أساسيا في تشكيل الحكومة الأولى برئاسة ( البيجيدي ) ، وما دام نفس الشخص سبق وصرح بأنه لا يحكم ، وان الذي يحكم هو الملك ، وبنكيران يكتفي بمساعدته . إن ( البلوكاج ) المصطنع قد يفهم منه عدة أشياء منها : فهل نحن فعلا أمام أزمة سياسية ، بسبب تضارب برامج الأحزاب ( الجماهيرية ) الملكية ، أم أن المسألة ، هي مسرحية سياسية مخدومة ، لإيهام الرأي العام الدولي ، وليس الرأي العام الوطني الغير موجود ، بشيء يسمى ( أزمة سياسية حزبية ) ، لإعطاء بعض المصداقية للحكومة المقبلة ، التي ستكون حكومة الملك ، وليس حكومة الشعب الذي قاطع الانتخابات الملكية بنسبة تعدت بين 75 و 77 في المائة . فهل تأخر تشكيل حكومة الملك ، ناتج حقا عن أزمة برامج حزبية ، مع العلم ان الملك سبق وان صادق على البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، في 26 شتنبر 2016 . فأي حكومة ملكية ، وأي برلمان ملكي ، سيعمل على ضوء البرنامج الملكي الذي صادق عليه الملك ، وليس على برامج الأحزاب التي ظهرت قبل الانتخابات ، واختفت بعدها لصالح القانون ، والبرنامج الحكومي الذي صادق عليه الملك في شتنبر 2016 . وبالرجوع إلى تاريخ الحكومات منذ تشكيل أول حكومة بعد معاهدة ايكس ليبان ، فباستثناء الحكومة التي ترأسها الأستاذ عبدالله ابراهيم ، وأطاح بها الحسن الثاني ، خاصة أثناء أزمة الريف ، فكل الحكومات التي عرفها المغرب ، كانت حكومات ملكية ، لان الملك ، كان هو من يعين الوزير الأول ، كما كان يعين باقي الوزراء ، وهو من كان يضع حدا لإعمالهم . ورغم التظاهر بتعديل الدستور الممنوح في سنة 2011 ، فمكانة الملك المحورية في الجهاز الحكومي ، ظلت هي الطاغية ، لأنه هو الذي يرأس المجالس الوزارية ، وليس الوزير الأول الذي يكتفي برئاسة المجالس الحكومية . ورغم التلاعب بالمصطلحات في الدستور ، من قبل ( الاختصاصات ) التي أصبح الوزير الأول يتمتع بها ، إلاّ أن ما يفرزه الواقع المعاش ، أن الوزارة الأولى ، أصبحت غرفة عمليات ، للتصديق والموافقة ، على كل الاقتراحات التي تأتي من القصر ، ولا تأتي من وزراء الحكومة المنتمين للأحزاب الملكية . ولنا ان نتساءل : إذا كانت الحكومة تتكون من وزراء الأحزاب الملكية التي شاركت في الانتخابات ، فماذا يصنع وزراء لا ينتمون إلى الأحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات ، وهم الأكثرية ، فمن اختارهم وعيّنهم . هل الوزير الأول أم الملك من خلال أعوانه وأصدقاءه مثل فؤاد الهمة ؟ ولنا ان نتساءل كذلك ، عن الجهة التي تختار وتعين في المناصب السامية والحساسة ، مثل وزير الداخلية ، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، المديرية العامة للأمن الوطني ، الجنرال المفتش العام للمفتشية العامة للقوات المساعدة ، الجنرال مدير الوقاية المدنية ، الجنرال مدير معهد الإدارة الترابية ، الولاة والعمال ، السفراء ، مدير المكتب الشريف للفوسفات ، مدير صندوق الإيداع والتدبير ، مدير الخطوط الجوية الملكية ، مدير السكك الحديدية ، اطر المجلس الأعلى للقضاء ، قضاة محاكم الاستئناف والمحاكم الابتدائية ، رئيس المجلس الأعلى للحسابات والوكيل العام به ، المجلس الدستوري ، الاعتراف بالدول والحكومات ، إبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية .. الخ ان الملك هو الذي يتولى كل هذه التعيينات ، وليس الوزير الأول ، او الوزراء الذين يكتفون بالتصديق على كل ما يأتي من القصر . ومرة أخرى فان الوزارة الأولى في ظل الدستور الممنوح ، أضحت غرفة لعمليات التصديق ، وتمرير كل مشاريع واقتراحات الملك . ان ما يسمى ب ( البلوكاج ) او الأزمة السياسية الحزبية ، هو تعتيم على العالم الحر لمحاولة إقناعه ، ( باستقلالية ) القرار الحزبي الذي فضحه شباط ، وهو خلط للأوراق ، لإعطاء مصداقية دولية للحكومة المقبلة ، خاصة عند شروعها في تلقي الضربات القادمة بسبب المصادقة على القانون الأساسي للاتحاد ، والاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، التي تم تعبيد الطريق لها ، وبكل سهولة لتصبح عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة . فإذا علمنا أن القصر هو الذي يحضر اللوائح الوزارية ، وهو الذي يختار وزراء الأحزاب الملكية لتولي مختلف الحقائب الوزارية . وإذا علمنا ان كل الأحزاب ، هي أحزاب ملكية ، وبما فيها الأحزاب الملكية الجديدة ، التي شاركت في الاستحقاقات الملكية في 2007 ، وفي الاستحقاقات الأخيرة . فان ما يسمى ب ( البلوكاج ) ، او الأزمة السياسية الحزبية ، بسبب التضارب في البرامج ، هو من قبيل التضليل والتمويه على التفاف الجميع وراء الملك وليس العكس ، ومن ثم تكون حقيقة ما يسمى ب ( البلوكاج ) ، او الأزمة الحزبية ، هي التنافس بين جميع الأحزاب ، في من يحظى بشرف المشاركة في تطبيق برنامج الملك لسنة 2017 ، الذي صادق عليه في 26 شتنبر 2016 من السنة الماضية . ولنا ان نتساءل : لماذا الانتخابات ، ولماذا مشاركة الأحزاب الملكية فيها ، إذا كان البرنامج الذي سيطبق هو برنامج الملك ، وليس برامج الأحزاب التي تظهر قبل الانتخابات ، وتختفي مباشرة بعدها ؟ ان الخلاصة من هذه الجذبة ، والمسرحية ، هي ان المغرب ، يمكن له بكل بسهولة ، ان يسير بدون تكْوين ولا تشكيل حكومة ، ولا حتى برلمان ، ما دام ان الحكومة والبرلمان هم موظفون سامون عند الملك .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة المهدورة والمجهضة
-
النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
-
تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي
...
-
مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
-
ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
-
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت
...
-
من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
-
الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال
...
-
قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية
...
-
وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
-
تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
-
بين العودة والانضمام وشرط الطرد ، النظام المغربي يجري جرية ا
...
-
هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
-
رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد
...
-
مجموعة 24 ( اللجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار التابعة ل
...
-
الصراع المفتوح مع الحكم
-
النظام المخزني يرضخ للشروط الهولندية بخصوص مستحقات الضمان ال
...
-
وفاة محمد عبدالعزيز
-
هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|