|
عروة الأحمد: لا يريدون نصوصاً تتحدث عن سوريا!
جيهان الزيّات
الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 09:51
المحور:
الادب والفن
كاتبٌ ومخرجٌ مسرحيّ سوريّ من مواليد حمص 1988. عمل في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية، والعديد من عروض "ون مان شو" كما كان مخرجاً لكرنفال كأس العالم للخيول في دبي 2015. مثيرٌ للجدل، ويهوى تسليط الضوء على المواضيع الإشكاليّة في المجتمع رغم كلّ ما ينوبه من قدحٍ وذمّ لقاء ذلك. مناهضٌ لقمع الحريّات، ولكافة أشكال التمييز الطائفيّ، والدينيّ، والعنصريّ، والسياسيّ... - عروة الأحمد ما الصفة المهنيّة التي تطلقها على نفسك؟ شخصٌ يعمل في مجال الفنّ، والإعلام، وينتجُ ما هو قادرٌ على إنتاجه. - بعد خمسةِ أعوامٍ من مكوثك في دبيّ أنتجت فيها العديد من المشاريع نذكر منها (نايلون، هو الحبّ، كرنفال كأس العالم..) لماذ غادرت دبي؟ كشخصٍ لا يستطيع العودة إلى سوريا كان لا بدّ لي من مكانٍ يضمن لي ولعائلتي الإقامة الدائمة. كانت دبي محطةً مهمّةً اكتسبتُ فيها المزيد من الخبرة، ورتّبت فيها نفسي من الداخل، ثمّ انطلقت إلى أوروبا. - بعد تصريحه الأخير أكد المخرج المصري "محمد ياسين" أن نصّك التلفزيونيّ الأول "بلكون" قد أصبح في عهدته. متى سيرى "بلكونك" النور؟ ما زال النصّ قيد الكتابة، وقد طرأ عليه العديد من التعديلات بالاتفاق مع المخرج، وتنتظر مني الجهة المنتجة الآن إكمال النصّ. - ما رأيك بالتطورات التي طرأت على سوق الإنتاج التلفزيوني العربيّ؟ سيئة جداً، وبالأخصّ تجاه النصوص السوريّة. تم تقديم ما يقارب العشرين نصّاً تلفزيونياً سورياً عام 2016 يجمع ما بينها الهمّ السوريّ، وقوبلت جميعها بالرفض لأن شركات الإنتاج لا تحبّذ هذا النوع من النصوص. يريدون منك تكريس الابتذال بإنتاج المزيد من أعمال الحبّ المستهلك، والخيانات الزوجية، وأي شيء إلا الحدث السوري. - لماذا تعتقد بأن شركات الإنتاج تبتعد عن الحدث السوري؟ يبدو بأن هناك خطّ ما يريد حصر سوريا في شاشات الأخبار، وهو استقراءٌ خاطئٌ من المنتجين لرغبة الجمهور فإذا ما عدنا إلى السنوات السابقة لرأينا بأن النصوص التي كانت أقرب إلى هموم الشارع السوريّ هي من تصدّرت استطلاعات الرأي للمشاهدين العرب لا السوريين فقط (غداً نلتقي مثالاً على ذلك). - إذاً سنشهد انحساراً في الانتاج الدرامي التلفزيوني السوري؟ النصّ السوريّ هو المهدّد بعينه، والنصّ هو الهويّة الفنية، ولذلك وحدهم المخرجون والنجوم السوريون، وبعضٌ من متجي الفنّ هم من يستطيعون إنقاذ الهويّة الفنية السورية. من المحبط جداً ما حلّ بمشروعي "فوضى، وأطلقوا الرصاص" لاسمين من أهم كتاب السيناريو في سوريا حسن سامي يوسف، وسامر رضوان. بلا شكّ الأعمال التي تشرّح الواقع السوري، وتحكي الهمّ العامّ باتت غير مستساغة للسوق، وكأنهم يقولونها بالفم الملآن: اكتبوا عن أي شيء إلا سوريا! - بماذا تعلّل إذاً قبول شركة الإنتاج التي تعهّدت إنتاج "بلكون" مع أنه النص الأول لك؟ ربما الحظ الذي جعل من "بلكون" نصاً سورياً يشترك في بنيته الدرامية العديد من الشخصيات العربية نتيجة تنقّل بطله "ورد" في أكثر من مكان! وربّما العلاقات الجيدة التي تجمعني مع بعض المنتجين، والتي لم أستثمرها من قبل بلكون، وبالتأكيد فيما بعد إعجاب "محمد ياسين" بقصة العمل كانت دافعاً قوياً أيضاً. - ذلك يعني بأن الشركة المنتجة تبنّت بلكون قبيل أن يتم تحديد المخرج؟ بالضبط هذا ما حدث، وأنا من اقترحت عليهم التواصل مع الأستاذ محمد، وهذا ما تمّ فعلاً، وبعدها تم التواصل بيني وبينه والحديث مطولاً حول النصّ. - هل تم اعتماد الممثلين، أم ليس بعد؟ ما زلتُ في مرحلة الترشيحات، وأستطيع القول بأن معظم شخصيات العمل تنحدر من فئة الشباب، وثمانون بالمئة من شخصياته سوريّون. - ما رأيك بالدراما السورية بشكل عام مؤخراً؟ تشهد الدراما السورية انحداراً ملحوظاً، وأرى بأن السبب هو مستوى النصوص التي يتمّ إنتاجها، ولا أعلم إذا ما كان سينتشلنا كلّ عامٍ عملٌ من الهاوية على غرار ما حدث في موسمي "الندم، وغداً نلتقي". - هذا كلامٌ خطير، ومنك تحديداً كشخصٍ مشهود له تسليط الضوء على إبداعات الدراما (قلم حمرة، غداً نلتقي، الندم، أفراح القبة...)! خفت الضوء، وبدأ يتلاشى، وربما نحن بحاجةٍ إلى المكوث في الظلام قبيل العودة من جديد. لقد حلّ بسوريا الكثير من الدمار، وقد طال هذا الدّمار الإنتاج الفنيّ أيضاً، وكلّ ما يظهر من إبداعٍ سوريّ اليوم محسوبٌ لصالح الجهة المحتضنة له. بدءاً من النجاحات التي يحققها السوريون في المنافي على مختلف الأصعدة، وانتهاءً بالأوسكار الأخير الذي حصده المخرج البريطاني أورلاندو. - هل من فسحة أمل؟ إذا ما بقيت شركات الإنتاج داخل سوريا تنطلق في أعمالها من مفهوم أن (سوريا بخير وكل ما يجري مؤامرة) فسنشهد المزيد من تدني المستوى باستثناء ما استطاع بعض المبدعين حياكته بذكاء وأخص بالذكر "ممدوح حمادة وحسن سامي يوسف" مع شريكهم الليث حجّو. وإذا ما بقيت شركات الإنتاج خارج سوريا تبتعد عن الواقع السوريّ، وتختزل المشهد بالبيئة الشاميّة، والأعمال المقتبسة عن أفلامٍ أجنبية باستثناء ما صنعته "كلاكيت" فعلى النصّ السوريّ السلام. أكبر المتضررين من ذلك بالطبع هي المواهب الفنيّة التي لم تسنح لها الفرصة بالخروج من سوريا، والتي ستبقى رهينةً لهذا السوق البائس إلى أن يشاء رأس المال تغيير هذه السياسة التي هبطت بذائقة الشارع نحو الحضيض.
#جيهان_الزيّات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|