أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الرَّافِضُونَ عَبْرَ التّارِيخْ..














المزيد.....

الرَّافِضُونَ عَبْرَ التّارِيخْ..


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرَّافِضُونَ عَبْرَ التّارِيخْ..
مع العلّامة محمد نسيب الجزائري و " صرخات الحق المظلوم"
كتاب أهداه صاحبه إلى كل المظلومين و المضطهدين الذين أرهقتهم الأيام و داستهم أقدام الطغاة، كان كما قال عبارة عن صرخة مدوية لا يملك سواها، إنها صرخة القلب الجريح، مذكرا لهم بأن لكل بداية نهاية، و لكل ليل فجرا مهما طال و تمدد، قدم الكتاب الشينخ محمد الهادي الحسني، و قد كتب محمد نسيب في أولى صفحات الكتاب عبارة مثيرة جدا قال فيها: " أيها الظلم المصغر خده رويدك إن الدهر يبني و يهدم، هو الحق يعفي.. ثم يعرض ساخطا فيهدم"، و الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات مختلفة نشرها الكاتب في صحف و مجلات جزائرية، نظمها في شكل كتاب، و هذه المقالات تعالج أمراضا و مشاكل اجتماعية، و ماهي سوى صرخات النفس المعذبة، و دخانا تصاعدا من قلب محترق، و قد قسم المؤلف كتابه إلى أربعة محاور: تناول في المحور الأول السيرة النبوية، و تناول في المحور الثاني بعض الشخصيات العلمية الجزائرية المتخرجين من مدرسة محمد، و تحدث في المحور الثالث عن الرافضون عبر التاريخ الذين اختاروا الدروب الوعرة المغروسة بالأشواك، الرافضون للعبودية و التبعية، أما المحور الرابع ركز فيها صاحب الكتاب على قضية التبشير الإستعماري الصليبي و الإعلام الغربي الصهيوني و خطرهم على الأمة الإسلامية.
و إن كان صاحب الكتاب من أصول أمازيغية، فقد أبى إلا أن يدافع على لغة "الضاد" و هوة يؤلف كتابه بلسان عربيّ، و هو يستظهر بطولات الشعب الجزائري الذي تصدى للإستعمار الفرنسي مدافعا عن دينه و لغته و قيمه، من قال أن الأمازيغي لا يتكلم العربية، من قال أن الأمازيغي لا يعرف الكتابة باللغة العربية، فهاهو الأمازيغي يتحدث عن الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية العلامة ابن باديس، و يدعو جيل الإستقلال بأن يتعلم عن هذا الإمام المصلح، و أن لا يتسامح و لا يتنازل عن ثقافة وطنه و لسان قومه، وقد أسهب محمد نسيب في وصف مأساة الإنسان المعاصر الذي يقوده العميان و المجانين، إنه الإنسان المادي الذي صنعته الحضارة المادية فحولته إلى حيوان مفترس، و فيما يتساءل الكاتب عن الحرية و الديمقراطية المزعومة التي صنعها الغربيون، يصف محمد نسيب تجار الحروب بأعداء الإنسانية..
لقد جف ريق الكاتب و هو ينادي المسلمين الذي تفرقوا و يدعوهم إلأى العودة لكتاب الله، فهو يخاطبهم قائلا: " يا مسلمين متى تقفون على أقدامكم و لا تزحفون على بطونكم.. يا مسلمين تعالوا إلى كتاب الله هو الحكم فينا بينكم و نبراس ينير طريقكم المظلم فلا تهملوه فتظلوا الطريق..، يا مسلمون هل من عقل يفكر و ضمير يستيقظ، و حركة تنبعث..؟..الخ، و لكن لا احد يسمع فيستجيب، فلا يجد العزاء إلا من البحر يحدثه و يناجيه، و هو مقال عنونها الكاتب بالصيغة التالية: " متى تثور يا بحر؟"، إذ يقول: " يا بحر متى تغضب و تثور، و تغرق القرود و الخنافس، و تطهر شواطئك من الأمواج و الأشلاء المبعثرة التي ينخرها الدود و يحوم حولها الذباب و ينقل منها الجراثيم و الأمراض و يهلك الأحياء"، و يضيف قائلا: " يا بحر لو أرسلت موجة واحدة لغسلت رمالك و أزلت من وجهك الأوساخ التي تجمعت حولك،و تطفوا على سطحك فشوهت جمالك و غيرت لونك و رائحتك، يا بحر كنت ثائرا و كان هديرك يملأ الدنيا رعبا و خوفا، و صرت جامدا سلكنا لا تدافع عن شرفك المهان و كرامتك المداسة، كان شاطئك يا بحر مأوى الأحرار و ملتقى الأبطال و مرتع الأسود و الأشبال..، لعلهم قالوا لك إننا جيل ثائر على الأخلاق و العادات و التقاليد و على كل مبادئ الإنسانية؟، فصرت يا بحر لا تتأثر ، تغضب و لا تثور..الخ..
و يرحل الكاتب مع الرافضين عبر التاريخ، و هو في الحقيقة كتاب ألفه الأستاذ محمد الصالح الصديق، جمع فيه بين الأولين و الآخرين، و عرّف بعظماء الشرق و الغرب الذين قالوا " لا" في كل زمان و مكان، و رفضوا العبودية و قاوموا الظلم و الإستبداد و صاحوا في وجوه الجبابرة و الطغاة و دافعوا عن الحرية و الكرامة الإنسانية، و الحقيقة أنني بحثت عن كتاب الرافضون عبر التاريخ و لم أعثر عليه، يقول محمد نسيب : لولا الرافضون لابتلعتنا هذه الأفاعي التي تزحف في كل مكان تثير الرعب و الفزع في قلوب البشر، و الكاتب محمد نسيب من مواليد 1924 بمنطقة القبائل ناحية بوغني ولاية تيزي وزو، بدأ تعليمه على يد والده في المنزل ثم انتقل إلى زاوية الشيخ عبد الرحمن اليلولي، قبل أن يشد رحاله إلى جامعة الزيتونة بتونس لمواصلة الدراسة، اشتغل في الصحافة بعد حصوله على شهادة ليسانس في الفلسفة من جامعة الجزائر، تولى إدارة المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، ثم مديرا لمجلة "الرسالة" ، و ظل يناضل بقلمه و فكره إلى أن وافته المنية في سنة 2003
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 فبراير.. و حديث عن المحبة و التسامح والتعايش
- المحامي نذير عميرش : المطالبة بفتح تحقيق حول مصير الأموال ال ...
- ترامب الأبُ الرّوحِي ل: -العَدَائِيَّة-
- -المثقف و السلطة- من الغالب و من المغلوب؟
- السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية FFS: نطالب ب: -دمقرطة- ...
- باحثون في الفكر الإسلامي يطلقون النار على جماعة الفراكسة الس ...
- -الشّْكَارَة- السُمُّ الذي قتل روح -النضال- داخل الأحزاب في ...
- أناجيك في صمت
- أوراق الشجر تنتفض في يوم غير خريفي
- -الثروة توصل إلى السلطة، و السلطة توصل إلى الثروة-
- التنصير، التهويد، التشيع و الأحمدية.. عقائد تهدد المرجعية ال ...
- التنصير، التهويد، التشيع و الأحمدية معالم عقدية تهدد المرجعي ...
- توقيف زعيم الطائفة -الأحمدية- و 06 من أتباعه بمدينة قسنطينة ...
- في شوارع باريس الطفل يكلّم الفضيحة و المشفى والكرنفال والانق ...
- 3000 داعشي ينوون العودة الى تونس
- وقفة مع محرر لبنان بشارة الخوري مؤسس حزب -التقدم-
- الداخلية الجزائرية تصدر قرارا بتوقيف نشاط نادي -الروتاري- ال ...
- -سيرتا -عاصمة النومديين تحيي عرسها الأمازيغي في افتتاح السنة ...
- شركة فور إيفر forever تفتح مكاتب لها في الجزائر
- -شباب- يعرضون تجاربهم في مجال -التسويق و الاستثمار-


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الرَّافِضُونَ عَبْرَ التّارِيخْ..