يحيى نوح مجذاب
الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 18:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العشوائية هي القوة المهيّمنة في مسارات الوجود وفي كافة صوره وأشكاله.. والفوضى في الأفكار والعقائد والأخلاق والمعايير هي ما نراه ونلمسه في كل مفاصل الحياة، وإلاّ لانتظم كل شيء واستقام دون احتدام وجود، أو صراع إرادات. عقل الإنسان رغم قدراته الفائقة في الكشف والتحليل والاستنباط إلاّ أنه هو هو ذاته أساس ما يحصل في الوجود الحي من عشوائية وفوضى مريعة، إن كان ذلك على مستوى الأفراد، بكافة درجات ذكائهم وإدراكهم وموروثهم الجيني، أو على مستوى الجماعات، أو مستوى الأمم، والدول بأنظمتها وقوانينها ودساتيرها وصراعاتها مع الأنظمة، أو الكيانات الأخرى، بل وحتى ضمن نطاق التشكيل الواحد الذي يحكمه قانون واحد ونهج واحد وعُرف واحد، أما ما اكتشفه الإنسان من قوانين علم بصنوفه المتعددة وخَبره بمختبراته ومعامله في حقول الفيزياء والكيمياء والعلوم والتقنيات الأخرى، واستنبطه من معادلات رياضية وهندسية، فهو شيء آخر لم يستطع أن يؤثر على أنماط سلوكه المجتمعي على مستوى نشوء وتطور الحضارات المتعددة. حالة الصراع بين النقائض والأشباه متواترة على مر الزمن بأيامه وأعوامه وقرونه و الوصول إلى حالة الاستقرار الدائم ضربٌ من الوهم والخيال لكن هناك شيء نسبي يمكن تلمّسه بين الصراعات السلمية التي تؤدي إلى نتائج باهرة على مستوى التطور و رُقيّ الفرد والمجتمع والدول، وبين الصراعات المدمرة التي تفتك بالحياة والبيئة والوجود المؤدية إلى انهيار مجاميع كبيرة من الأعداد واشكال الحياة، لكن لا أحد يدري هل المُسبّب هو عقل الإنسان العشوائي لكل هذه الويلات أم وجود قوى خفية خارج حدود إرادات البشر هي التي ترسم شكل الأحداث ومصائر الأفراد؟
#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟