أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - يوميات معرض القاهرة للكتاب...1















المزيد.....

يوميات معرض القاهرة للكتاب...1


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوميات معرض القاهرة للكتاب...1

منذ أسابيع قليلة انتهى معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017.... و رغم اني سبق لي الحضور الى هذا المهرجان الهائل و المشاركة في بعض الفعاليات المختلفة و اجريت معي لقاءات إعلامية عديدة في سنوات سابقة... لكن لأول مرة كنت في دورة هذه السنة احد المدعوين بشكل رسمي للمشاركة في ندوتين ضمن البرنامج الرئيسي للمعرض و الذي يشكل جزء من استراتيجية الدولة لتنظيم المعرض و دعوة المثقفين و وسائل الاعلام العربية و غيرها...

و عندما نتحدث عن استراتيجية دولة فإننا لابد ان نوضح بان مفهوم الإسترتيجية يتعلق هنا بشكل خاص بالتطور الثقافي الذي يشكل الفضاء العام في البنية الاساسية للتنمية في اي مجتمع... و بناء على هذه الفكرة كانت مشاركتي في الندوة الاولى و التي كانت تحت عنوان واسع جداً و هو " دور الدين في ثقافة المستقبل"..

في هذه السلسلة من المقالات ... احاول ان اعرض لبعض الملاحظات التي لم يسنح وقت الندوة للتحدث عنها و التعمق فيه مآلاتها و تأثيراتها سواء فيما يتعلق بالجانب المعرفي .. او بدور تلك المعارف و البنية الثقافية في قضية التنمية و التطور الاجتماعي بصورة عامة...

قبل الدخول في المناقشات اود ان اقدم شكري الجزيل و امتناني العميق لمصر عموما و خاصة المسؤولين عن إدارة و تنظيم هذا العمل الضخم و في المعرض لشمولي بهذه الفرصة المهمة للتحدث في ندوتين مهمتين .... كما اقدم شكري لكل الزملاء الذين شاركوني الندوتين ... سأذكر أسمائهم لاحقا... و لكل كل الباحثين و المثقفين و الاعلاميين و الناشرين و الشباب من المصرين ومن العرب الذين حضروا الندوتين او المعرض عموما و كذلك الذين جمعتني بهم لقاءات و جلسات جميلة في مقاهي وسط البلد ... (سأتحدث عن هذه الظاهرة الثقافية الثرية في المقالات اللاحقة)... لكن من الضروري ان نذكر ان المجتمع المصري عبر تاريخه القديم و الحديث يقدم نموذجا رائعا يندر تكراره في مستوى التسامح و التعددية و الانفتاح بشكل اختيار ذاتي رغم الضغوط الاقتصادية و التحديات الخارجية الكثيرة...

لكن رغم هذه الصورة النموذجية الجميلة الا اننا لابد ان نعمل على تقديم تحليل و ملاحظات نأمل ان تساهم في النقاش العام الذي يرتكز اليه تنظيم المعرض عموما و خاصة الندوات و الفعاليات العديدة الاخرى في إطار برامجه...... في هذا الإطار سأبدأ سلسلة مقالاتي مع اشكالية الثقافة و المجتمع الثقافي .....

رغم ان الصورة الذهنية لمفهوم الثقافة تتبادر من خلال ميكانيزمات متميزة و منها الأدب و الفن و الاعلام و هيئات و جمعيات و فعاليات معينة و منها إقامة المعارض للكتاب ..... الخ... الا انه قد يكون من الضروري توخي الاختزال و النخبوية في التعامل مع الثقافة.... لان الاختزال يعني بشكل مؤثر حرمان المواطن .... اي مواطن بغض النظر عن طبيعة عمله و مستواه العلمي و الاجتماعي .... من الإحساس بقيمة دوره الكبير في التفاعل الثقافي و بالتالي في التطور الاجتماعي في المجتمع....

هذا الإحساس بالمشاركة يشكل أساسا ضروريا للانتماء المجتمعي و يلعب دورا أساسيا في تحفيز الدوافع لدى الانسان / المواطن في الشعور بالانتماء و تحمل المسؤولية ... كمان انه يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على العلاقة الهلامية الذي يشكل الإطار العام لمفهوم الانتماء الى المجتمع و بالتالي يشكل عاملا إيجابيا في العلاقة بين الدولة و المجتمع و بالتالي في العملية التنموية في المجتمع..

في الجانب المعاكس لهذا الإحساس العام فان واقع الاختزال و النخبوية قد يلعب دورا سلبيا في التطور الاجتماعي العام رغم الهالات و الصور البراقة و الإبداعات الجميلة لأهل الأدب و الفن و الفلسفة وغيرها كثير من الفعاليات التي تخلق بلا شك أسسا مهمة في البناء المدني للمجتمع... و الذي يخلق توازنا ضروريا للحفاظ و ديمومة المسار السلمي في التطور الاجتماعي في اي مجتمع...

الجانب السلبي في الاختزال و النخبوية يتعلق بفرضيتين واقعيتين و هما : اولا.... خلق شرخ اجتماعي يؤدي الى بشكل ما الى انفصام بين شرائح المجتمع و بالتالي يلعب دورا في تشويش مفهوم الانتماء وفق الأساس الوجودي الأولي و اعني بذلك المواطنة....ثانيا....النخبوية تساهم في الصراع السياسي على السلطة و بالتالي تعمق في تعقيد العلاقة بين الدولة و المجتمع... فالنخبة الثقافية قد تشكل حلقة وصل بين المطاليب الاجتماعية و قدرات الدولة و سلطتها ... لكنها ايضا قد تشرعن الصراع سواء بالتحالف مع احد الطرفين او الوقوف في زاوية منعزلة و بالتالي زيادة مساحة الاحتكاك المباشر بين القطاعات الشعبية المهمشة و الفقيرة و مؤسسات الدولة و أدواتها ...

في كلا الحالتين تميل النخبة الثقافية الى لعب دور سياسي و هذا يبعدها عن تمثيل روح التلاحم الاجتماعي و انعكاسها في ترسيخ التفاعل الاجتماعي التنموي .. خاصة ان فرضية "حلقة وسط" هي حالة مثالية عموما في التجارب التاريخية و يحتاج ثباتها و ديمومتها الى ظروف و مسارات لا تتوافر عادة بسبب التغيير المستمر في التطور الاجتماعي ... ليس فقط اعتمادا على التحولات في البنية الاقتصادية في الداخل و الخارج ... و إنما ايضا كنتاج لعمل النخبة الثقافية نفسها و تأثيرها في الواقع الاجتماعي ...

كل هذه التغيرات و التحولات تؤدي الى زيادة الميل نحو تسييس العمل الثقافي و عليه فقد يتحول المجتمع الثقافي الى شبه منظمات او تنظيمات خاصة في المجتمعات الفقيرة تقارع سلطة الدولة .... بينما في المجتمعات الغنية يتفاعل المجتمع الثقافي مع الحاجات اليومية للمواطن و المجتمع بصورةعامة و بذلك يلعب دورا المجتمع المدني الوسيط بين الدولة و المجتمع...

في مصر... كما قلت في الندوة... فإننا ازاء مجتمع زاخر بتراث ثقافي ليس فقط تأسيسا على العمق التاريخي القديم و إنما ايضا في التاريخ الحديث و منذ تأسيس الدولة الوطنية فان الانتاج الثقافي في مصر يشكل ظاهرة كبيرة ذات تأثير واسع يمتد عبر حدود مصر الوطنية و القومية ( اعني العالم العربي و المجتمعات المسلمة) الى مختلف المجتمعات الاخرى ...

هذا الثقل الكبير و التأثير الواسع يشكل بلا شكل أساسا واقعيا لظهور ما سميته " الإمبراطوريات الثقافية" في مصر و هذا المفهوم يقربنا كثيرا من الكلام عن التسيس و الصراعات و النخبوية ... في المقالات اللاحقة سنحاول مناقشة بعض المظاهر الثقافية و كذلك بعض الحلقات المهمة في الترابط الثقافي في المجتمع ...

في المقالة القادمة سنناقش احد اهم الطروحات التي تناولتها شخصيا في الندوة الاولى و هو موضوع الشباب و تطور ثقافة الشباب في السنوات الاخيرة... قبل ذلك اود ان اشكر الدكتور نبيل عبد الفتاح ... احد اهم باحثي مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية....الذي ادار الندوة الاولى و قدم مساهمة فعالة في الطروحات و النقاشات... و طبعا الشكر موصول للزميل الدكتور محمود عبد الله الباحث في المركز القومي للبحوث الجنائية لمساهمته الرائعة... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ما بعد حلب-...اعادة تفكيك المشروع الكوردي..؟؟!!..
- الموصل.... حلب اخرى..؟؟..
- عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..
- مصر و صندوق النقد... اللعبة و البدائل...
- العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..
- التنمية و النظام الاجتماعي التقليدي
- العرب و افريقيا: البحث عن طريق جديد للقاء..
- أوراق بروكسل...1
- الحياة المدنية...اشكالية..؟؟!!
- الاستعمار المستدام...
- الاستعمار اللولبي و العنصرية الحضارية...!!!..
- روسيا و سوريا: خطبة الوداع... و - دولة خلفاء جديدة-...؟؟..
- العيد و -ذبح عظيم-... هل يلتقيان..؟؟..
- موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..
- أوراق اليونان...1
- مظاهرات العراق... نهاية الفوضى الخلاقة..؟؟..
- هل يدفع الكورد الثمن ... مرة اخرى..؟؟..
- الرمضان في أوروبا... محالة للفهم...
- هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..
- مصر و افريقيا... جدلية الانتماء و التنمية


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - يوميات معرض القاهرة للكتاب...1