أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - نبذة عن حياتي














المزيد.....

نبذة عن حياتي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نبذة عن حياتي
اقترحت في مقال سابق على احبائي القراء ان يقترحوا علي موضوعا للكتابة عنه فخابرني صديق تليفونيا وطلب مني كتابة شيء عن حياتي فلم استطع الا تحقيق رغبته رغم ان الموضوع طويل ومتشعب وصعب.
كتبت سابقا كراسا كبيرا بعنوان ذكرياتي في سجون العراق السياسية كان يباع في مكتبة الساقي في لندن. كتبت فيه ملخصا لكل نشاطاتي السجنية التي تختلف كثيرا عن نشاطات السجناء السياسيين الاخرين. لم استطع ادخال هذا الكراس في موقعي في الحوار المتمدن. وليس بامكاني وانا بهذا السن من الشيخوخة ان اكتب شيئا مثيلا له وساكتفي بسرد جوانب من حياتي على شكل قصص قدر الامكان. ابدأ بقصة كهذه بعنوان :
حسقيل الطباخ
الى ان جرى اعتقالي في شباط سنة ١٩٤٩ لم تسمح لي والدتي وهي طباخة ماهرة بان اعمل شيئا من الطبخ حتى ولو سلق بيضة صباحا على سبيل المثال. ولكن عند اصدار الحكم علينا وارسالنا الى نقرة السلمان كان اول واجب طلبوه مني هو ان اعمل مساعد طباخ لوجبة الظهر. كان هذا يعني ان اعمل مساعدا للطباخ اسبوعا وارتاح اسبوعين.
كانت وجبة الظهر الوجبة الرئيسية في طعامنا السجني نطبخ بها الرز كل يوم تقريبا وكان طبخ الرز يعني طبخ كمية من الرز تكفي لجميع اعضاء المنظمة المائتين والخمسين.
كانت عملية طبخ الرز عملية صعبة جسميا لعظم القدر الذي يكفي لطبخ الرز لهذا العدد من الناس. كان من الصعب على كلينا ان نحرك القدر عند الحاجة.
كنت انذاك مساعدا للطباخ الماهر هادي هاشم الاعظمي. وشعرت منذ بداية عملي معه انه سيتقدم حزبيا ويكون كادرا متقدما في المنظمة. لدلك قلت له ذلك مرارا وتكرارا واقترحت عليه ان يقرأ ما يستطيع من الكتب النظرية التي تؤهله لذلك. الا انه لم يقرأ سطرا واحدا خلال وجوده في السجن.
وفعلا تقدم حزبيا بحيث اصبح في النهاية المسؤول الاول في المنظمة الا انه كان جاهلا اطلاقا بالنظرية الماركسية الضرورية بالنسبة للقائد الشيوعي حتى اطلاق سراحه بعد ثورة تموز. وفي الخارج اصبح احد قادة الحزب الشيوعي الرئيسيين.
يوم اطلاق سراحه جاءني لكي يسالني عن سلوكه الضروري بعد اطلاق سراحه. فقد كنت الى ذلك اليوم المثقف الاول في السجون قبل ان يدركوا ان من المستحيل ان اكون وانا يهودي شيوعيا اذ كان علينا ان نطلب من محمد ان يترجى من الله بعد اسلامنا ان يسمح لنا بان نكون شيوعيين. وفعلا كل من اسلم بقي عضوا في الحزب الشيوعي ولم يبق اي سجين لم يسلم وانا احدهم عضوا في الحزب الشيوعي. حتى حين كانوا يلتقون بي في الطريق لم يكونوا يردون التحية ليهودي مثلي. مرة واحدة شعروا بضرورة الاتصال بي حين كانوا يحتاجون الى كتابة موضوع تاريخي ونظري فدعوني الى قصرعائلة عزيز الحاج في الكرخ حيث التقيت لاول مرة بالفنان وعازف العود الكبير سلمان شكر وكانت بداية صداقة طويلة دامت طوال وجوده في لندن حتى يوم عودته الى العراق.
صباح احد الايام زارني عدنان البراك وكان يزورني احيانا ودعاني الى حضور قصر عائلة عزيز الحاج في الكرخ. فذهبت ولم ادخل القصر بل ابقوني في الحديقة وبقيا معي حتى الصباح تقريبا لكي ياخذوا المعلمومات التي تساعدهم على كتابة مقال افتتاحي في جريدة الحزب. كان هذا اللقاء الوحيد الذي اجروه معي كشيوعي وكمثقف.
اعود الان الى قصة الطباخ اذ بعد عملي مع هادي هاشم طلبوا مني ان اكون مساعدا لطباخ الوجبة المسائية مع طباخ موصلي لا اتذكر اسمه وكان طباخا ماهرا يعد وجبات مسائية لذيذة كالكبة وكبة حلب والكفتة وغيرها.
مع العمل مع هذا الطباخ اصبحت فعلا طباخا ماهرا وبقيت طباخا طيلة مدة بقائي في السجن في مختلف السجون حتى يوم اطلاق سراحي بعد ثورة تموز.
من الامثلة على هذه المهارة على سبيل المثال كانت عادة تجري حفلة في بيت سامي زبيدة كل شهر تقريبا يدعى اليها عدد كبير من العوائل لكي نقضي سهرة ممتعة كالغناء واالموسيقى وتقوم كل عائلة من العوائل المدعوة باحضار وجبة طعام من طبخها. وفي هذه الحفلات كانت الوجبة التي ناخذها نحن تنتهي قبل ان تمس الانواع الاخرى من الطعام. وكان سلمان شكر يزورني مرتين في الاسبوع طوال فترة وجوده في لندن ويطلب مني اعداد طبخة يحبها.
وقد قرات بعد ذلك المصير السيء الذي انحط اليه هادي هاشم ربما بسبب جهله المطبق الذي للنظرية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة الى مناقشة تعليقات فاخر فاخر للتسلية
- التاريخ الديالكتيكي لتطور المجتمع البشري
- مداعبة تعليقات فاخر فاخر للتسلية٢
- مداعبة تعليقات فاخر فاخر للتسلية١
- كلمة حول معركة الانتخابات الاميركية الاخيرة
- البضاعة اللاراسمالية والبضاعة الراسمالية٢
- البضاعة اللاراسمالية والبضاعة الراسمالية
- ملاحظات حول مفهوم الاحزاب السياسية
- خصام ونقاش مع فاخر فاخر ٤
- خصام ونقاش مع فاخر فاخر۳
- خصام ونقاش مع فاخر فاخر٢
- خصام ونقاش مع فاخر فاخر١
- مواصلة مناقشة بعض التعليقات٢
- مواصلة الاجابة على بعض التعليقات
- مناقشة بعض التعليقات
- ملاحظات حول الراسمالية وتطوراتها٢
- ملاحظات حول الراسمالية وتطوراتها
- كلمة حول ثورة ١٤ تموز ١٩٥¤ ...
- هل اتوقف عن الكتابة؟
- حول قانون النقود الورقية لكارل ماركس


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - نبذة عن حياتي