أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس














المزيد.....

تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


أنا لا اقرأُ ما يكتبهُ الضّوءُ ولكن ما يسمّيه الظلامْ
لا, ولا أدخل باباً مشرعاً
بل كنتُ أختارُ الذي استُغلقَ
واستعصى على تأويلِ ربّان المنامْ
لا أرى فيما أرى ظلاّ لروح الكونِ
أو ماءً من اللوز المصفّى
عالم يمتدّ في الشّرحِ
ولي آيةُ أن أَقرنَ بالغامض واللامنتهي
روحَ الكلامْ
أنا لا ألتحف المرأةَ إذ تسكب من أكمامها
صبّارَ ألواحِ الوصايا
إنني جمهورُ آثامٍ وميراثٌ من اللعْناتِ
مطرودٌ من الضوءِ إلى ظلّ المرايا
لأرى روحي معرّاةً من الأسماءِ
والذاكرةَ الخضراءَ نسياناً
أرى نبضَ دمي يصعدُ معراجَ الخطايا
خلف مهرٍ فوقه الأنثى الحرامْ
*
أجد الأنثى كما كانت تكونْ:
فكرةً تنمو على الجدران
أو في شفقٍ يختزل الحزنَ
وقد تمتدّ كالأعشابِ بين الحجر المعزولِ
أو تسقط في قلب كتابٍ
لم تردّده شفاهْ
أجدُ الأنثى كما كانت
إذا داعبَها الشعرُ أتتْ تسبقها الألغازُ
والموت المجازيُّ
وإيقاعٌ حجازيّ الرحيلْ
هي: نومٌ أخضرٌ في عتمة المنفى
وحلم أزرقٌ صيفاً
رماديّ شتاءً
أسودٌ في آخر العمرِ
نبيذيٌّ إذا ما اشتعل القلبُ صقيعا
أجد الأنثى ...
رميتُ البحرَ في أعتابها
يغرقُ في أمواجها زورق وقتي
فأشدّ الريح نحوي
أحتمي بالأبيضِ الهائج في سرّتها
باللؤلؤ المكنون في صدفتها...
جرّةُ الغيم على راحتِها مالت إلى العشبِ
ونهداها اكتنازُ اللحم بالعطرِ
وما بينهما أرضٌ جديدةْ
أحتفي فيها بصوتي
خارجاً من قمقمٍ في البحرِ
تدعوني وتهديني مفاتيحَ المغاراتِ البعيدةْ
أجدُ الأنثى على أهبة عينيها
بعيدٌ في مراميها كلامي
وقريبٌ من شذاها نحلُ قلبي
أجدُ الأنثى بأوتارِ دمي انشدّت
وأدّت فرضها الخمريَّ
واصطادتْ من المطلقِ أسرابَ اللآلي
ورمتني بجنودٍ من خيالِ
*
أجد الأنثى كما كانت تكونْ
فوق زنديها حريرُ الضّوءِ ملقى
درجُ الفضّةِ والعطرِ, طراواتٌ نداواتٌ,
حماماتٌ مع الأبيضِ ترقى
في الظهيراتِ التي تهبط من نارِ شفاهي
شهوتي أم وقفتي في بابها طالت؟
أزالتْ عن ثمارِ الجنسِ سور الجسدِ المُحكمِ
أم آدمُ من عنْقي تدلّى
جائعاً يجتاح أطباق الإلهِ
أجد الأنثى...
نزولَ القلبِ من سلّمه الليلي نحو الفجرِ
ها قد طلع الفجرُ علينا من قرى هاجعةٍ
أو مدنٍ ترشق غيما في المآذنْ
فلقَ الكونُ ينابيعَ من النورِ
أراقت فوق جسمي خدرَ اللذّة جنسيّاً
قشرتُ الكوكب الطازجَ
كانت نسمات من رحيقِ الخبزِ تدنو من مسامي
عندما بالنور أحرقتُ شفاهاً
في حبورٍ لامستْ برعم شهواتٍ...
وكان المشهد الساحرُ:
عُبّادٌ يقيمون الصلاةْ
وأنا أمتلك الأنثى
وأُنسى بين موتٍ وحياةْ
إنها ريحانةُ الأنسِ
وتلويحٌ بأيدي النهر للشمس
مناراتٌ لأربابِ البحارِ الموحشةْ
هذه ياقوتةٌ ترصدُ بوحاً من ضياء
كنتُ أفضيتُ إليها مدنفا
تأكل عيناي المداراتِ إلى معبدها
كنتُ ألقيتُ حواليها أغانيَّ
وأغدقتُ على خلوتها وحي مزاميري
فحنّتْ ثم غنّت نغماً فوق الغناء
تلك من أفنيتُ هذا الصيفَ في تشكيلها
أسقي يديها قبلاتي
وإذا لم تمتثل أبكي,
ومَن كرمى لنهديها
تعلّمت من النايِ شروداً
خلفَ قطعان الهيامْ
ولإشراقاتها المثلى على الوجدانِ
عبَّأتُ وريدي برنين الشهواتِ
هي من تمضي لأمضي
وهي من تأتي لآتـي...
*
أجد الأنثى...
بها أوصلتُ أشتاتي إلى مطلقها
ولها ولّهتُ أعماقي بفردوس السلامْ
هي من تبدأ بي أيامها الأولى
وتصطافُ على نهر الختامْ
هي من أوغلتُ في سرد تفاصيلِ معانيها
أأخفي برقَ أهوائي إذا عرّيتها؟
كيفَ أستثني من الرقص ولو ضلعاً يتيماً فيَّ؟
كيف الروح لا تعرى وتغدو جسدا؟
هكذا أيتها الأرضُ أسمّي باسمها
يرفعني الحبّ جناحاه يداها
والمسافاتُ رؤاها
طائرٌ فيها من الخصرِ إلى السحرِ
من الإعلانِ للسِّرِّ
تغطيني بهمسٍ عسليٍّ
وتباهي أنها من نسلِ أنثى ساحرةْ
فأراها أطلعت من حجر الروحِ زهوراً ومياها
وأراها تحت جلدي نقشتْ
مثلما ينقش اسم في مرايا الذاكرةْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس