حلا عدي رجب
الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:40
المحور:
الادب والفن
عادة لا يكون للأشياء معنى إذا كانت عادية أو إذا لم ندركها وندرك أهمية
وجودها من أجلنا
يقول الناس بأن الأشياء الثمينة مهمة
ويقولون أيضا بأن الأشياء تجذب انتباه الناس إليها
هذا ما كنت أفكر به منذ قليل دوامة الأشياء العادية المهمة وغير المهمة
قد أستنتج عدة ملاحظات من أهمها أن الناس لا يدركون عما يتكلمون
حتى الوطن الجميع يتحدث عنه ويكررون نفس العبارات والجمل بنفس
المقاطع والنبرات
والتحديدات والإشارات
ويدرسون علم نفس الوطن كما يدرسونه لدى الإنسان
ويدرسون الطالع الفلكي لوطن كما لدى الإنسان
وفي النهاية يجبروننا على القول
"صدق المنجمون ولو كذبوا"
وباعتبار الوطن من الصعب الوصول إليه بدأ الإنسان بإزالة بعض الأتربة
حتى بات الوطن
مستبدلا شكله الهندسي بمنحدر
وعندما أحدق به بعيني الواسعتين أستغرب أين ذهب ذاك التراب الجيد الذي
كان يغطيه وأحدق في عيني الوطن الكئيبتين وفي الرفوش المغروزة في
جسده الذي بات نحيلا مكلوما
يتكلم الناس بالكثير عن جسد الوطن الهزيل ويصلون إلى النتيجة ذاتها على الدوام
يستطيعون إيجاد صيغة أفضل للتعامل مع الوضع الذي يسمونه راهنا لكننا
بعد فترة نكتشف بأنه بات إلى الأبد
ما الرهيب في الأمر ؟
أليس هذا السؤال هو الوحيد الذي لا نفكر به
نعم نفكر بأن الأمر رهيب لكننا لا نفكر في مدى وأبعاد رهبة الموضوع
لا نفكر ماذا يعني التراب الجيد للوطن وماذا يعني التراب المتبقي للوطن
قد يكون التراب الجيد هو الذي يستطيع إعادته إلى شكله السابق
أما التراب المتبقي فهو الذي يبقيه على قيد الحياة .
#حلا_عدي_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟