رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 00:45
المحور:
الادب والفن
الحكاية الهندية في كتاب
"أحلى الأساطير الهندية"
الحكاية الشعبة تكاد تكون موجودة عند كافة شعوب الأرض، وكـأن هناك توافق بين المجتمعات الإنسانية على هذه الشكل من الأدب، بعد قرأت هذا الكتب وجدت فيه تماثل مع الشكل المتبع في قصص "ألف ليلة وليلة"، بمعنى أن هناك انتقال سلس بين قصة وأخرى، مع وجود رابط/خيط بينهما، فالراوي الشيطان كان يقدم الحكاية لملك الذي بدوره عليه الاجابة عن أسئلة الشيطان المتعلقة بالحكاية، وكلما أجاب الملك اجابة صحيحة، يعود الشيطان كجثة على الشجرة، ومن ثم على الملك أن ينزل الجثة من جديد إلى الأرض، ويبدأ الشيطان بسرد حكاية جديدة، إلى أن يعجز الملك عن الإجابة في لآخر قصة، كان من المفترض أن يحمل الملك جثة "الشيطان" إلى الراهب العجوز الذي أرسل الملك ليحضرها عن الشجرة، لكن الشيطان يتعاطف مع الملك الذي استطاع أن يجيب عن كافة الأسئلة باستثناء الحكاية الأخيرة التي لم يجب عنها، ويكشف الشيطان حقيقة الراهب الشرير الذي أراد أن يجعل الملك طعما لكي يكون ملك على الجن، فيعطي الشيطان الملك نصيحة تجعله يتخلص من الراهب الشرير من حلال قتله، ولكي يعطي السارد مبرر لوجود هذه الحكاية جاء بهذه الفقرة في الكتاب: "فأجاب الملك قائلا: ... إلا أن ثمة رغبة واحدة لي أرجو أن تحققها لي: وهي أن يتاح لتلك الألغاز الرائعة التي سردتها لي، ولا سيما اللغز الأخير الذي عجزت عن حله، أن تتناقلها الألسنة من جليل إلى جيل.
فقال الشيطان: لا بأس، لسوف اجيب رغباتك فأجعل هذه القصص خالدة على مدى الزمن" ص177و178، بهذا التبرير وجدنا هذه الحكايا بيننا، نستمتع بها وتأخذنا بعالمها الخرافي إلى حكاية الأمهات والجدات التي كنا نسمعها ونحن صغار.
ما يميز هذه الحكايا أنها سهلة التناول وسلاستها، فيمكن لأي واحدا منا أن ينتهي الكتاب في جلسة واحدة أو جلستين، وهذا يشير إلى الطريقة الشيقة والممتعة التي قدمت فيها، وعلى قدرة المترجم الذي نجح في ايصال تلك الحكاية إلينا بهذا الشكل، ما يؤخذ على الكتب أن الغلاف يضم صورة للهنود الحمر سكان أمريكيا، وليس للهنود الآسيويين، أصحاب الحضرة والثقافة العريقة، وكان على الناشر أن ينتبه لهذا الأمر، فلا يجوز أن نضع صورة شعب مكان شعب آخر، كما أن اسم الكتاب "أحلى الأساطير الهندية" لا يتوافق ومضمون الكتاب، فهذه حكاية شعبية وليست أساطير، والفرق كبير من الأسطورة والحكاية، ويبدو أن الناشر أراد أن يجذب المتلقي بهذا العنوان، وهذا نوع من الخداع/الغش غير المقبول أدبيا، وكان من المفترض أن يكون العنوان مطابق بالمضمون، ولو وضع العنوان "أحلى الحكايا الهندية" لكان أقرب إلى الموضوعية.
الكتاب من منشورات كتابنا، لبنان، المنصورية (المتن) الطبعة الأولى 2011، من ترجمة خليل تادرس
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟